رغم نفي كييف.. روسيا: أوكرانيا دخلت "المرحلة الأخيرة" لصنع "قنبلة قذرة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع سيرجي شويجو خلال زيارة مركز تدريب لقوات الاحتياط في مدينة ريازان غربي روسيا- 20 أكتوبر 2022 - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع سيرجي شويجو خلال زيارة مركز تدريب لقوات الاحتياط في مدينة ريازان غربي روسيا- 20 أكتوبر 2022 - via REUTERS
دبي/ موسكو-الشرقأ ف ب

أعلنت روسيا، الاثنين، أنّ أوكرانيا دخلت "المرحلة الأخيرة" لصنع "قنبلتها القذرة"، الأمر الذي تشير إليه موسكو منذ، الأحد، وترفضه كييف وحلفاؤها الغربيون بشدة، محذرين موسكو من استخدام أي ذريعة لتصعيد النزاع.

وقال المسؤول عن المواد المشعّة والمنتجات الكيميائية والبيولوجية داخل الجيش الروسي الفريق إيجور كيريلوف، في بيان: "وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك منظّمتان أوكرانيّتان لديهما تعليمات محدّدة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة. دخل عملهما المرحلة النهائية".

وأضاف أنّ "الهدف من هذا الاستفزاز اتهام روسيا باستخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا وبالتالي إطلاق حملة ضخمة معادية لموسكو في العالم"، معتبراً أنّ كييف تريد على وجه الخصوص "ترهيب السكان المحليين وزيادة تدفّق اللاجئين عبر أوروبا". 

وحذر من أن "تفجير عبوة ناسفة مشعّة يؤدّي حتماً إلى تلوّث المنطقة على مساحة تصل إلى عدّة آلاف من الأمتار المربعة".

كذلك، اتهم كيريلوف المملكة المتحدة بالحفاظ على "اتصالات" مع كييف "بشأن مسألة إمكانية حصول أوكرانيا على التقنيات (الضرورية) لإنتاج أسلحة نووية".

وصممت "القنبلة القذرة" لتلويث منطقة واسعة بمواد مشعة، ما يجعلها خطرة على المدنيين. إلا أنها لا تنطوي على انفجار نووي.

موسكو: "تهديد حقيقي"

وفي وقت سابق، الاثنين، قال الكرملين إن ما وصفه بالتهديد الأوكراني بشأن "القنبلة القذرة" حقيقي، مضيفاً: "الأمر متروك للغرب فيما إذا كانوا يريدون تصديق ذلك أو لا".

وعلى نحو مماثل، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن "موسكو قامت بدراسة المعلومات حول القنبلة القذرة"، مؤكداً أن "هذه الاتهامات ليس فارغة".

وأشار الوزير الروسي إلى أنّ بلاده تعتزم رفع قضية إعداد أوكرانيا لـ"قنبلة قذرة" إلى الأمم المتحدة.

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو عبر، الأحد، عن قلقه مما اعتبرها "استفزازات محتملة" من جانب أوكرانيا باستخدام "قنبلة قذرة".

رفض غربي

في المقابل، وصفت باريس ولندن وواشنطن في بيان مشترك، الاثنين، اتهامات موسكو لكييف بأنها ترغب في استخدام "قنبلة قذرة" بالـ"كاذبة". 

وأضاف البيان: "العالم سيرى، من خلال أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء، ذريعة للتصعيد. نرفض أي ذريعة للتصعيد من جانب روسيا".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أبلغ، الأحد، نظراءه، الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي، بشأن "مخاوفه المرتبطة باستفزازات محتملة من قبل أوكرانيا عبر استخدام قنبلة قذرة".

غير أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد في اتصال هاتفي مع شويجو، رفضه لأي "ذريعة" للتصعيد في أوكرانيا، التي تشن فيها روسيا عملية عسكرية منذ أواخر فبراير الماضي.

وفي وقت سابق الأحد، أعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض أدريين واتسون، أنّ تصريحات موسكو التي اتهمت أوكرانيا بالاستعداد لاستخدام "قنبلة قذرة" ضد القوات الروسية، هي "خاطئة بوضوح".

واعتبر الأوكرانيون والغربيين في الأمر تهديداً بالاستعداد لهجوم زائف، إذ يشتبهون في أن تكون روسيا مستعدّة لتفجير "قنبلة قذرة" لتبرير تصعيدٍ عسكري، عبر استخدام سلاح نووي تكتيكي رداً على ذلك على سبيل المثال.

ورأت كييف أنّ هذه الاتهامات "عبثية" و"خطيرة"، في الوقت الذي طلب فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، ردّاً "بأقسى ما يمكن" من حلفائه الغربيين. 

كما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن "أكاذيب روسيا حول عزم أوكرانيا على استخدام قنبلة قذرة، هي سخيفة بمقدار ما هي خطيرة".

"ترهيب" أم "راية زائفة"؟

وبالنسبة إلى دارا ماسيكوت، المحللة بمؤسسة الأبحاث الأميركية "راند"، تبدو هذه التحذيرات الروسية، وكأنها "تمهيد لعملية راية زائفة".

وكتبت ماسيكوت في تغريدة على تويتر أن شويجو اتصل بنظيريه التركي والفرنسي لمناقشة التصعيد المحتمل غير المنضبط في أوكرانيا، ويزعم أن أوكرانيا لديها "قنبلة قذرة"، لكن "الأمر المثير للقلق هو أن ذلك يحدث على مستوى وزير الدفاع".

في المقابل، استبعد معهد "دراسة الحرب" وهو مركز أبحاث مقره واشنطن لجوء موسكو إلى عملية "راية زائفة"، معتبراً أن مكالمات شويجو، خطوة تشبه "قرع طبول الحرب".

وقال المعهد في تحليل نشره، الأحد، إن وزير الدفاع الروسي سعى على الأرجح لترهيب حلفاء أوكرانيا الغربيين لإبطاء أو تعليق المساعدات العسكرية لكييف، وربما إضعاف وتقسيم حلف الناتو في "مكالمات تخويف" مع عدد من وزراء دفاع الدول الأعضاء.

وعلى نحو مماثل رجح مركز "التهديدات الحرجة" التابع للمعهد الأميركي لأبحاث السياسة العامة، ومقره واشنطن، أنّ مكالمات شويجو، وتضخيم وسائل الإعلام الرسمية الروسية للتهديدات الكاذبة بـ"القنابل القذرة: تهدف إلى "ترهيب" الدول الغربية لقطع أو تقييد الدعم لأوكرانيا، حيث تواجه روسيا "نكسات عسكرية مستمرة"، وخسارة محتملة لمنطقة خيرسون جنوب غرب البلاد بحلول نهاية العام.

ومصطلح "راية زائفة" اُستخدم في البداية خلال الحروب البحرية عند رفع راية لا تعبر عن الهوية الحقيقية للسفينة بغرض خداع الأعداء قبل ملاحمتهم ميدانياً.

ويُستخدم حالياً لوصف العمليات السرية لأهداف عسكرية (أو سياسية أو استخباراتية) التي تَستخدم التمويه بحيث يظهر كأن مجموعة أو دولة أخرى خططت وقامت بهذه العمليات السرية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات