مع بدء الاستفتاءات.. تعهد غربي بزيادة التكاليف على موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 6
جندي يتبع لـ"جمهورية لوغانسك الشعبية" المعترف بها من قبل روسيا يشارك في الاستفتاء. 23 سبتمبر 2022 - REUTERS
جندي يتبع لـ"جمهورية لوغانسك الشعبية" المعترف بها من قبل روسيا يشارك في الاستفتاء. 23 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه سيرد بشكل "سريع وحازم" في حال ضمت روسيا أراض أوكرانية، في وقت تعهد حلف شمال الأطلسي "الناتو" بتكثيف مساعداته لأوكرانيا، رداً على استفتاءات تقرير المصير في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا، والتي اعتبرها الحلف "صورية".

وتعهد الرئيس الأميركي في بيان أن الولايات المتحدة "ستعمل مع حلفائها وشركائها لفرض إجراءات اقتصادية إضافية سريعة وحازمة ضد روسيا"، إذا ضمت أراضي أوكرانية.

واعتبر بايدن الذي سبق أن اتخذ عدة عقوبات اقتصادية ومالية ضد نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة".

من جهتها، أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في الإحاطة اليومية عن رفض بلادها وشركائها لـ"نتائج الاستفتاءات التي سيتم التلاعب بها"، معتبرة أنها "تعد انتهاكاً صارخاً على المستوى الدولي".

وأضافت: "لقد أرسلنا رسالة قوية بشأن هذا الاستفتاء غير الشرعي"، مفادها "لن نعترف بنتائجه أبداً"، مؤكدةً استمرار بلادها بـ"تزويد الأوكرانيين بالمساعدات العسكرية التي تعينهم للدفاع عن أنفسهم".

وبدأت، الجمعة، عملية التصويت في الاستفتاء على تقرير المصير في 4 أقاليم أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا، والتي تهدف إلى الانضمام إلى روسيا.

ويستمر التصويت الذي بدأ عند الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش، حتى 27 سبتمبر، في المناطق الأربع التي تسيطر عليها روسيا، بعد غزوها أوكرانيا في فبراير الماضي.

تكثيف المساعدات

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، الجمعة، إن الحلف سيكثف مساعداته لأوكرانيا رداً على الاستفتاءات "الصورية".

وأضاف ستولتنبرج في مقابلة مع قناة "سي إن إن" التلفزيونية إن "الطريقة المثلى لإنهاء هذه الحرب هي مواصلة تعزيز الأوكرانيين في ميدان القتال، حتى يكونوا قادرين، في مرحلة ما، على الجلوس والتوصل إلى حل تقبله أوكرانيا، ويحافظ على أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة في أوروبا".

وأثارت الاستفتاءات مخاوف من أن موسكو يمكن أن تضم الأقاليم الأربعة، ثم تقول إن الهجمات الأوكرانية لاستعادتها هجوم على روسيا، وهو التصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الجمعة، معتبراً أن محاولات أوكرانيا استعادة هذه المناطق في حال كانت نتيجة الاستفتاءات إيجابية ستعتبر بمنزلة "اعتداء على أراضينا".

وقال ستولتنبرج رداً على سؤال عن هذا السيناريو: "هذا بالضبط ما نريد أن نكون مستعدين له، (وهو) أن روسيا ستستخدم هذه الاستفتاءات الصورية في تصعيد الحرب في أوكرانيا".

تنديد مجموعة السبع

وندد قادة مجموعة السبع، الجمعة، "بشدة" بـ"الاستفتاءات الصورية" التي تنظمها روسيا لضم الأراضي الأوكرانية، مؤكدين أنهم لن يعترفوا "أبداً" بهذه الاقتراعات "غير الشرعية".

وقال القادة في بيان أصدرته ألمانيا التي تتولى رئاسة المجموعة التي تضم أيضاً كندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، "ندعو كل الدول إلى الرفض القاطع لهذه الاستفتاءات الصورية".

واعتبروا أن موسكو تريد "إيجاد ذريعة كاذبة لتغيير وضع أراض أوكرانية ذات سيادة تتعرض لعدوان روسي مستمر"، و"هذه الأعمال تنتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

بالنسبة لمجموعة السبع فإن "هذه الاستفتاءات الصورية... ليس لها أثر قانوني وغير شرعية، كما يتضح من أساليب التنظيم المتسرعة لروسيا التي لا تحترم بأي حال المعايير الديمقراطية، وترهيبها الصارخ للسكان المحليين".

وتابعوا أن "هذه الاستفتاءات في المناطق التي وضعت بالقوة تحت السيطرة المؤقتة لروسيا لا تمثل بأي حال تعبيراً شرعياً عن إرادة الشعب الأوكراني الذي يقاوم باستمرار الجهود الروسية لتغيير الحدود بالقوة".

دعوة للإدانة

من جهته، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم الجمعة على إدانة "الاستفتاءات الزائفة" التي بدأت روسيا تنظيمها.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأمة: "سيتفاعل العالم بشكل عادل تماماً مع الاستفتاءات الزائفة - ستتم إدانتها بشكل قاطع".

"استفتاء إجباري"

وفي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الواقعتين شرق أوكرانيا، واللتين اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما حتى قبل بدء غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، سيُطلب من السكان الإجابة عما إذا كانوا يؤيدون "انضمام جمهوريتهم إلى روسيا"، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وفي خيرسون وزابوروجيا سيُطرح السؤال: "هل تؤيد الانفصال عن أوكرانيا، وإقامة دولة مستقلة وانضمامها إلى الاتحاد الروسي بوصفها تابعة للاتحاد الروسي؟".

وستكون الإجراءات في المناطق الأربع غير تقليدية إلى حد بعيد، بحسب "تاس". ففي الأيام الأربعة الأولى سيتوجه المسؤولون إلى منازل الأهالي لجمع البطاقات، ثم تُفتح مراكز اقتراع في اليوم الأخير أي الثلاثاء، أمام السكان للإدلاء بأصواتهم.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن سكان المناطق التي تسيطر عليها روسيا "منعوا من مغادرتها حتى انتهاء التصويت الذي يستمر 4 أيام"، مشيرين إلى أن "الجماعات المسلحة دخلت المنازل، كما تعرض الموظفون للتهديد بالفصل إذا لم يشاركوا"، بحسب وكالة "رويترز".

قال الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك سيرهي غايداي، إن "سكان بلدة ستاروبيلسك مُنعوا من المغادرة وأُجبروا على ترك منازلهم للتصويت".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات