قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الأحد، إن على الدول الغربية الاستعداد لتقديم دعم طويل الأمد إلى أوكرانيا، لافتاً إلى أن ذلك سيجبر موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وذلك بعد قصف روسي طال العاصمة الأوكرانية كييف ليلة رأس السنة، أسفر عن أضرار وانقطاع الكهرباء.

وأضاف ستولتنبرج، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن الدعم العسكري "سيضمن بقاء أوكرانيا دولة ذات سيادة، ويجبر روسيا على الجلوس والتفاوض لإنهاء الحرب".

وتابع: "تتمتع القوات الأوكرانية بالزخم لعدة أشهر، ولكننا نعلم أيضاً أن روسيا حشدت المزيد من قواتها، والعديد منهم يخضعون للتدريب الآن"، مشيراً إلى أن الحلف يجب أن "يضمن بقاء أوكرانيا في موقف قوي في حال إجراء محادثات تفاوضية بين الجانبين".

وزاد أن الحلف بحاجة إلى تقديم الدعم لأوكرانيا "الآن، وخصوصاً الدعم العسكري، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإقناع روسيا بأن عليها الجلوس والتفاوض بحسن نية، واحترام أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة في أوروبا".

وشدد على أن روسيا "لا تظهر بوادر تراجع عن غزوها المستمر منذ فبراير العام الماضي. ما نعرفه هو أن ما يمكن لأوكرانيا تحقيقه حول تلك الطاولة (المفاوضات)، يعتمد كلياً على القوة في ساحة المعركة".

وقبل مقابلة ستولتنبرج، كررت فرنسا دعمها لأوكرانيا، إذ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه بمناسبة العام الجديد: "سنكون بجانب أوكرانيا دون أن نفشل. سنساعدها حتى يتحقق النصر".

عشية رأس السنة، ضربت صواريخ وطائرات مسيّرة روسية أوكرانيا، وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية إن "12 من أصل 20 صاروخاً روسياً أُُسقطت السبت"، وواصلت روسيا قصفها لليوم الثاني على التوالي.

قصف روسي على كييف

وفي هذا الصدد، قالت القيادة العسكرية الإقليمية الأوكرانية في شرقي البلاد، إن أنظمة الدفاع الجوي دمّرت "تسع طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز (شاهد)، فوق منطقتي دنيبروبتروفيسك وزابوروجيا بحلول الساعات الأولى من صباح الاثنين".

كما أشار رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إلى أن حطام طائرة مسيّرة سقط على المنطقة الشمالية الشرقية بالعاصمة، في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ما أدى إلى إصابة شخص.

وأضاف كليتشكو، في منشور على تطبيق تليجرام، أن "شاباً يبلغ من العمر 19 عاماً نُقل إلى مستشفى في حي ديسنيانسكي في كييف، بعد أن سقط حطام طائرة مسيّرة وألحق أضراراً بأحد المباني"، مشيراً إلى أن منشآت البنية التحتية للطاقة "تعرّضت لأضرار جرّاء هجمات على كييف خلال الليل، الأمر الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة".

من جانبه، أفاد كيريلو تيموشينكو مستشار الرئاسة الأوكرانية بأن حطام المسيّرة سقط على طريق في المنطقة الواقعة شمال شرقي كييف، ما ألحق أضراراً بأحد المباني.

وكانت القوات الجوية الأوكرانية قالت، الأحد، إن "45 طائرة مسيّرة من طراز (كاميكازي) أُسقطت بالقرب من كييف قبل ساعات من حلول العام الجديد"، وسط أنباء عن عشرات الجرحى، متهمة إيران مجدداً بتزويد موسكو بهذه المسيّرات. 

وبينما كانت الانفجارات تهز العاصمة، أنشد بعض السكان النشيد الوطني، فيما اتهم مسؤولون روسيا بتعمد استهداف المدنيين أثناء تجمعهم للاحتفال بالعام الجديد.

بدوره، نشر أندريه نيبيتوف، رئيس شرطة كييف، صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لطائرة مسيّرة أُسقطت كتبت عليها عبارة "سنة جديدة سعيدة" باللغة الروسية، وكتب في منشوره على فيسبوك: "هذا كل ما تحتاج إلى معرفته عن دولة الإرهاب وجيشها".

يشار إلى أن روسيا وأوكرانيا أفرجتا، السبت، عن أكثر من 200 جندي، في أحدث تبادل للأسرى بين الجانبين خلال الصراع المستمر منذ 10 أشهر.

اقرأ أيضاً: