تركيا: بوتين ليس مستعداً لإجراء محادثات مع زيلينسكي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيخلال قمة في باريس - 9 ديسمبر 2019 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيخلال قمة في باريس - 9 ديسمبر 2019 - AFP
دبي-الشرق

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعداً لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاه، السبت، لإجراء مفاوضات مباشرة، لوقف العمليات العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.

وأضاف قالن، وهو أيضاً كبير مستشاري الرئيس التركي، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "زيلينسكي مستعد للقاء، لكن بوتين يعتقد أن المواقف ليست قريبة بالدرجة الكافية لعقد اجتماع على مستوى القادة".

وتلعب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، دور وساطة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد سبيل نحو وقف إطلاق نار طويل الأجل، ومفاوضات جادة بشأن حل سلمي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

وقال قالين، الذي كان مطلعاً على مكالمات أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، مع نظيريه الروسي والأوكراني، إن "بوتين لم يعد يدعو إلى استبدال زيلينسكي، ويقبل الآن بحقيقته كزعيم للشعب الأوكراني، سواء أحب ذلك أم لا".

وتابع قالين: "أعتقد أن اجتماعهما سيُعقد في مرحلة ما. سيكون هناك اتفاق سلام في وقت ما. بالطبع، نريد جميعاً أن يحدث هذا قريباً، لكن على الأغلب يفكر بوتين أنه يريد أن يكون في موقع قوة عندما يفعل ذلك، وألا يبدو ضعيفاً بفعل الخسائر العسكرية أو العقوبات الاقتصادية".

وأشار قالن إلى أن "ذلك الوقت ليس الآن، وربما لا يكون قريباً"، لكنه رجح أن "العقوبات الاقتصادية ربما يكون لها التأثير الأكبر على تفكير بوتين"، مشدداً على أن "الأوكرانيين يريدون اتفاق سلام في أقرب وقت، بغض النظر عن آراء الآخرين"، في إشارة إلى دول حلف الناتو.

"مينسك" جديدة

وأوضح المسؤول التركي أن الصعوبة الرئيسية تكمن في كيفية الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وهو ما لن تضحي به أوكرانيا وحلفاؤها، منبهاً أن ذلك يشمل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا قبل ثماني سنوات.

وتابع قالين: "حتى لو كانت شبه جزيرة القرم روسية بحكم الأمر الواقع، فلن يقبل أحد ضمها بحكم القانون".

ورأى المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "الوضع الأمثل، هو التوصل إلى حل في نسخة جديدة من اتفاقيات مينسك، التي تهدف إلى توفير حكم ذاتي كبير داخل أوكرانيا للجيوب الانفصالية المدعومة من روسيا في دونيتسك ولوغانسك".

لكن هذا الأمر أصبح أكثر تعقيداً الآن منذ أن اعترف بوتين ومجلس الدوما الروسي (البرلمان)، بالمناطق الانفصالية كدول "مستقلة" تغطي أراضي ليست الآن تحت سيطرتها، بحسب "نيويورك تايمز".

وأشار قالن إلى أنه يتعين ترك "أصعب المسائل" على غرار المتعلقة بالسيطرة على الأراضي والسيادة للرئيسين، بمجرد تسوية القضايا الأقل شأناً.

ورأت الصحيفة أن "هذا يشمل موافقة أوكرانيا على شكل من أشكال الحياد الذي يمنع عضوية الناتو، وهو ما يبدو أن زيلينسكي مستعد للتنازل عنه بالفعل".

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن "الروس مستعدون للانتقال إلى مستوى آخر من المفاوضات".

ويتفاوض المسؤولون الروس والأوكرانيون في بيلاروسيا وعبر مكالمات الفيديو، لكن الوفد الروسي ذو مستوى منخفض نسبياً، وحتى الآن لم تتطرق المحادثات إلى أصعب المشكلات التي تفصل بين الجانبين، ما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى الاعتقاد بأن روسيا تتعمد التأخير بينما يستمر هجومها العسكري، بحسب الصحيفة.

علاقات ما بعد الحرب

ورأى قالن أنه سيكون من الضروري أيضاً بالنسبة لتركيا وأعضاء الناتو البدء في التفكير بجدية بشأن كيفية إدارة العلاقات مع روسيا بمجرد انتهاء الحرب.

واستدرك بالقول: "على الرغم من أننا نرفض تماماً الحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أنه يجب الاستماع إلى القضية الروسية، لأنه بعد هذه الحرب، يجب أن يكون هناك هيكل أمني جديد قائم بين روسيا والكتلة الغربية".

وواصل: "لا يمكننا تحمل حرب باردة أخرى. هذا سيضر الجميع، وسيكون مكلفاً للنظام السياسي والمالي الدولي بأكمله. كل قرار نتخذه، وكل خطوة نتخذها الآن فيما يتعلق بروسيا على الصُعد العسكرية والسياسية والاقتصادية وغير ذلك، سيكون لها تأثير على الهيكل الأمني الجديد".

ولفت إلى أن "هذه المسألة ستشكل جزءاً من اجتماع القمة الاستثنائي لدول الناتو، الخميس، الذي يعتزم الرئيس بايدن حضوره"، مضيفاً: "في حين أن المقصود من ذلك (الاجتماع) في الغالب هو إظهار الوحدة في مواجهة العدوان الروسي، للتأكيد على التزام الحلف بالردع والدفاع الجماعي".

واختتم: "بالتأكيد، تتحمل روسيا المسؤولية الكبرى هنا، ولكن في نهاية المطاف، الرئيس بوتين هو الذي سيوقف هذه الحرب عندما يشعر برغبة في فعل ذلك، حين يعتقد أنه نال مراده من هذه الحرب سواء عبر تسوية، تنازلات، اتفاق، لا أعرف. لكنني أعتقد أننا نمضي في ذلك الاتجاه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات