قال رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف الجمعة، إنه أمر أفراد الأمن بفتح النار دون سابق إنذار، على من وصفهم بـ"الإرهابيين"، في حال وقعت اضطرابات أخرى، فيما تم تعيين قائد القوات الروسية المحمولة جواً الفريق أول أندريه سيرديوكوف، الذي قاد قوات بلاده لضم شبه جزيرة القرم، رئيساً لـقوات حفظ السلام التابعة لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" في كازاخستان.
وأضاف رئيس كازاخستان أنه سيتم "سحق" من يرفضون تسليم أنفسهم، في ظل مواجهات شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا ومئات المصابين.
وأوضح توكاييف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أن ما يصل إلى 20 ألفاً ممن وصفهم بـ"الصوص"، هاجموا العاصمة المالية ألما آتا، و"دمروا ممتلكات الدولة".
وأشار إلى أن قوات حفظ السلام المرسلة من روسيا والدول المجاورة وصلت بناءً على طلب كازاخستان، وتواجدت في البلاد على أساس مؤقت لضمان الأمن، معرباً عن شكره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
عمليات حفظ السلام
وتم تعيين الضابط الروسي أندريه سيرديوكوف، لقيادة عمليات قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان، وفقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف.
وجاء في البيان: "تم تعيين قائد القوات المحمولة جواً الفريق أول أندريه سيرديوكوف لتوجيه أعمال قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في جمهورية كازاخستان".
وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن سيرديوكوف هو من قاد القوات الروسية لضم شبه جزيرة القرم. وكانت صحيفة "كوميرسانت" ذكرت أن سيرديوكوف قاد القوات الروسية المحمولة جواً خلال الهجوم على القرم.
في السابق، شارك سيرديكوف في الأعمال القتالية في القوقاز، وفي عملية حفظ السلام في كوسوفو.
وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية، إلى أن "قوات حفظ السلام الروسية تضم وحدات من اللواء 45 للقوات الخاصة للقوات الجوية المظلية، والفرقة 98 للقوات الجوية المظلية، والفرقة 31 للقوات الجوية المظلية. وقد خضع جميع أفراد الوحدة الروسية لتدريب خاص ولديهم خبرة قتالية حقيقية".
وكانت أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، قالت الخميس، إن قوات حفظ السلام التي سترسلها إلى كازاخستان سيبلغ قوامها إجمالاً نحو 2500 فرد، وستبقى عدّة أيام أو أسابيع.
وشكر توكاييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكذلك قادة الصين وأوزبكستان وتركيا على مساعدتهم في "قمع الانتفاضة".
وقال توكاييف: "أشكر بشكل خاص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد استجاب بسرعة كبيرة وقبل كل شيء بطريقة ودية لندائي".
استعادة النظام
وكان توكاييف أكد في وقت سابق "استعادة النظام الدستوري" في معظم أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن "قوات إرساء النظام تبذل جهوداً حثيثة، وأعيد النظام الدستوري إلى حد كبير في كافة المناطق"، مؤكداً أن عمليات إعادة النظام ستستمر "حتى القضاء على الناشطين بشكل كامل".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية في كازاخستان، اعتقال أكثر من 3 آلاف شخص، في أكبر مدن البلاد ألما آتا، وتصفية 26 "مجرماً مسلحاً"، حسبما ورد في بيان رسمي.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن المواجهات بين قوات الأمن والمحتجين، خلال الأيام الماضية، أسفرت عن سقوط 18 من أفراد الشرطة والحرس الوطني وإصابة 748 آخرين، منذ بداية الاحتجاجات.
وأسفرت الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ بداية الأسبوع الجاري، في أعقاب قرار حكومي برفع أسعار الغاز المسال، عن سقوط عشرات الضحايا وإصابة أكثر من ألف من المتظاهرين واعتقال المئات ممن وصفتهم الشرطة بـ"مثيري الشغب".
قلق دولي
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إلى "إيجاد حلّ سلمي للوضع المضطرب في كازاخستان واحترام حرية الإعلام"، فيما حثّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه كلّ الأطراف في كازاخستان على "الامتناع عن العنف والبحث عن حل سلمي".
من جهته، قال مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم. تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها".
يأتي ذلك في أعقاب إعلان حكومة كازاخستان، الخميس، عن تحديد أسعار الوقود لمدة 6 أشهر، بهدف تأمين "استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي".
وبدأت التظاهرات الأحد، في غرب كازاخستان، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الغاز، ومع استمرار الاحتجاجات لأيام، ونتيجة لاقتحام مبانٍ حكومية ومحطات تلفزيون والمطار وشركات عديدة أخرى من قبل الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة، اتسعت لتصبح هجوماً عنيفاً على السلطة الحاكمة.
اقرأ أيضاً: