Open toolbar

إزالة انقاض مبنى قصفته قوات أوكرانية وخلّف 63 جندياً روسياً في منطقة ماكيفكا. 3 يناير 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
كييف-

تواجه روسيا انتقادات داخليةً بعد سقوط 63 من جنودها بضربة أوكرانية، في أعلى حصيلة ضحايا في هجومٍ واحد تُقرّ بها موسكو منذ بدء الغزو في فبراير الماضي.

وأكّدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الاثنين تنفيذها ضربة على "مركز انتشار موقّت" للجيش الروسي في مدينة ماكيفكا الواقعة شرق دونيتسك التي تحتلّها القوات الروسية ليلة رأس السنة.

واعتبر مدونون عسكريون روس كثر منهم يتابعهم مئات الآلاف من المستخدمين، أن الدمار الهائل كان نتيجة تخزين الذخيرة في نفس المبنى الذي توجد فيه ثكنة عسكرية، على الرغم من أن القادة يعرفون أنها كانت في مرمى الصواريخ الأوكرانية، بحسب وكالة "رويترز".

وقال نائب رئيس السلطة التشريعية في مدينة موسكو أندري ميدفيديف: "بعد 10 أشهر على بداية الحرب، من الخطير ومن الإجرامي اعتبار العدو أحمق لا يرى شيئاً".

ولم يطالب جريجوري كاراسين، عضو مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان الروسي) والنائب السابق لوزير الخارجية بالانتقام من أوكرانيا وداعميها في حلف شمال الأطلسي فحسب، بل طالب أيضاً "بتمحيص داخلي صارم".

"مساءلة جنائية"

ودعا سيرجي ميرونوف، المشرّع والرئيس السابق لمجلس الاتحاد، لمساءلة جنائية للمسؤولين الذين "سمحوا بتكدس جنود في مبنى بلا حماية... ولكل السلطات الأعلى التي لم توفر المستوى المناسب من الأمان".

وقال ميرونوف في تدوينة على تليجرام "من الواضح أنه لا الاستخبارات ولا الاستخبارات المضادة ولا الدفاع الجوي قد عملوا بشكل صحيح".

وأكّد مراسلو الحرب الروس ذوو النفوذ المتزايد أن المئات قتلوا في هجوم على معهد تعليم مهني في ماكيفكا، ويتهمون كبار القادة العسكريين بالفشل في تعلم الدروس من أخطائهم الماضية، بحسب وكالة "فرانس برس".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، اتّهم البعض السلطات الروسية بتقليل عدد القتلى. وكتبت الروسية نينا فيرنيخ على شبكة "في كونتاكتي" الروسية "يا إلهي، من سيصدّق رقم 63 (قتيلاً)؟ دُمّر المبنى بالكامل".

وقال إيجور جيركين، أحد القادة السابقين للقوات المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا والذي برز ضمن المدونين العسكريين القوميين الروس، إن عدد الضحايا من القتلى والجرحى يبلغ مئات الأفراد.

وتابع: "الذخيرة كانت مخزنة في الموقع والمعدات العسكرية الروسية لم تتبع طريقة التمويه".

وذكر مدون عسكري روسي آخر يدعى أرخانجيل سبيتزناز زد، لديه أكثر من 700 ألف متابع على تليجرام، أن "ما حدث في ماكيفكا مروع"، وزاد: "من الذي أتى بفكرة وضع أفراد بأعداد كبيرة في مبنى واحد؟ حتى الحمقى يدركون جيداً أنه في حالة تعرض المبنى لهجوم بالمدفعية فسيكون هناك العديد من الجرحى والقتلى".

ولفت إلى أن "القادة بلغوا أقصى درجات الإهمال للذخيرة المخزنة التي كانت في حالة من الفوضى في ساحة المعركة".

وجاءت الانتقادات الروسية عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية سقوط 63 جندياً في الانفجار الشديد الذي دمر ثكنات مؤقتة في معهد سابق للتعليم المهني في ماكيفكا القريبة من عاصمة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا.

ولا سابقة تقريباً لاعتراف روسيا بسقوط العشرات في حادثة واحدة، إذ نادراً ما تنشر موسكو أرقاماً عن خسائرها، وإذا فعلت، فإن الأرقام تأتي منخفضة عادة، بحسب"رويترز".

من جهته، أعلن قسم الاتصالات الاستراتيجية للقوات الأوكرانية المسلحة أن نحو 400 جندي روسي لقوا حتفهم في ماكيفكا، في حين لم تؤكّد هيئة الأركان العامة هذا الرقم، لكنها تحدثت عن أنه يجري تقييم الخسائر في صفوف القوات الروسية.

وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن قوات بلاده أسقطت أكثر من 80 طائرة مسيّرة منذ بداية عام 2023، مضيفاً "في المستقبل القريب، قد يرتفع هذا العدد". 

ويأتي إعلان هذا الهجوم بعد تنفيذ عشرات الضربات الروسية قبل عيد رأس السنة وبعده مباشرة أسفرت عن سقوط 5 على الأقل وعشرات الجرحى.

وقال مسؤول الإدارة العسكريّة الإقليميّة أوليكسي كوليبا إن "الروس أطلقوا أسرابا من المسيّرات من طراز شاهد" الإيرانية الصنع، مشيراً إلى أن الضربات كانت تستهدف "بنى تحتية أساسية".

وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة الأوكرانية فاليري زالوجني أن الجيش حرر حتى الآن "40% من الأراضي المحتلّة بعد 24 فبراير".

وبعد سلسلة هزائم عسكرية في الميدان وهجمات أوكرانية استهدفت الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم، اختارت موسكو اعتباراً من أكتوبر تكتيك قصف البنى التحتية في أوكرانيا، ما يتسبب بانقطاع الكهرباء والمياه بشكل منتظم.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.