قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الاثنين، إن بلاده لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم وأنها سترفع مستوى التخصيب إلى 60%، حسب حاجة طهران، فيما قال البيت الأبيض إن "الدبلوماسية هي أفضل طريق لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
ونقلت قناة العالم الإيرانية عن خامنئي قوله، إن "سقف تخصيب اليورانيوم لدينا ليس 20% ومن الممكن رفعه الى 60% حسب حاجة البلاد"، مشدداً على أن "إيران لن تتنازل عن مواقفها المنطقية في الموضوع النووي، وستمضي فيه قدماً".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة و3 دول أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بتبني "خطاب استعلائي ومتغطرس وبعيد عن الإنصاف تجاه إيران خلال الأيام الأخيرة".
وأضاف أنه "يجب توجيه اللوم للولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث"، متهماً هذه الدول بعدم الالتزام بتعهداتها النووية.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من اتفاق إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتفاق يقضي بالتخفيف من وطأة الخطوات التي تعتزم طهران اتخاذها هذا الأسبوع، والتي تشمل إنهاء عمليات التفتيش المفاجئة، إذ اتفق الجانبان على إبقاء المراقبة "الضرورية" لمدة تصل إلى3 أشهر.
السلاح النووي
وشدد خامنئي على أن "إسرائيل لا تستطيع منع إيران من امتلاك أسلحة نووية إن أرادت"، موضحاً أن ما يمنع طهران من تطوير هذه الأسلحة هو "مبادئنا الإسلامية التي تحظر إنتاج أي أسلحة دمار شامل".
ولفت إلى أن "الحديث بشأن الأسلحة النووية مجرد ذريعة والأعداء يعارضون حتى امتلاكنا للأسلحة التقليدية، لأنهم يريدون تجريدنا من عناصر القوة".
وتابع أن "قتل المدنيين والأبرياء هو أسلوب الأميركيين والغربيين والذي ترفضه إيران، ومن هذا المنطلق لا تفكر في امتلاك الأسلحة النووية".
وتخلت طهران في ديسمبر الماضي، عن الالتزام بقيود رئيسية للاتفاق، وخصبت اليورانيوم إلى مستوى 20%، مقارنة مع السقف الذي يفرضه الاتفاق البالغ 3.67%.
وفي حال تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60%، فإنها ستكون أقرب من أي وقت مضى من مستوى التخصيب اللازم لتطوير الأسلحة النووية، والذي يحتاج اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 90%.
تمسك بالدبلوماسية
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن خطوة بلادها تجاه إيران، هي "الانفتاح على الدبلوماسية"، مضيفة في مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة "لم تعطِ أي مؤشرات على أنها على استعداد لفعل أشياء أخرى مسبقاً".
وتابعت: "نحن والأوروبيون بانتظار رد الإيرانيين، برأينا الدبلوماسية هي أفضل طريق لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة "لن تخفف العقوبات على إيران حتى يجلس الطرفان ويتحاوران".
وأضاف المسؤول أن التركيز ينبغي أن يكون على "ما إذا كانت إيران ستعود لمائدة التفاوض"، مؤكداً أن واشنطن تهون من تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي، بشأن أن إيران قد تخصب اليورانيوم حتى 60 في المئة. وأكد أن واشنطن "ترغب في تجنب التصعيد، في ظل سعيها لإلزام الطرفين بالاتفاق النووي".
موقف "مقلق"
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين، إن الوزير جان إيف لو دريان، أبلغ نظراءه بالاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل، أن الموقف المتعلق ببرنامج إيران النووي "مقلق"، وذلك في أعقاب تصريحات خامنئي.
وأبدت إدارة بايدن، الخميس، استعدادها للمشاركة في مباحثات برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة كل أطراف الاتفاق النووي، لبحث السبل الممكنة لإحيائه.
وقالت المستشار الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، إنها تعمل على إحياء المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مشيرة إلى أنها تحدثت مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبل أيام.
وأضافت في كلمتها أمام مؤتمر ميونخ للأمن، الجمعة: "نأمل في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران، وعلينا إيجاد استراتيجية مشتركة"، مؤكدة أنها "ستعمل مع طهران عن كثب".
كما أعلنت ميركل دعمها لخطوة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه يسعى لإعادة تفعيل اتفاق 5+1 للتفاوض مع إيران، بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لـ"الشرق"، إن "الولايات المتحدة ستقبل بدعوة الممثل الأعلى للمفوضية الأوروبية، من أجل حضور اجتماع مجموعة 5+1مع إيران، للمضي قدماً في معالجة ملف إيران النووي".
وتشترط إيران على الولايات المتحدة رفع العقوبات التي تفرضها على الاقتصاد الإيراني، قبل العودة للاتفاق النووي. وفي المقابل، ترفض الولايات المتحدة رفع عقوباتها، قبل عودة طهران إلى الالتزام ببنود الاتفاق النووي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة، إن "الولايات المتحدة لا تخطط لرفع العقوبات المفروضة على إيران، قبل الانضمام لمحادثات مع أوروبا بشأن البرنامج النووي".
وفي كلمة للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، بينما يتوجه الرئيس جو بايدن لولاية ميشيغان، قالت ساكي: "لا توجد خطة لاتخاذ خطوات إضافية" بشأن إيران، قبل إجراء "الحوار الدبلوماسي".