وسط أزمة بين البلدين.. إسبانيا تُقاطع مناورات عسكرية في المغرب

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود إسبان في شاطئ بمدينة سبتة الخاضعة للسيطرة الإسبانية، والتي يطالب المغرب بالسيادة عليها - 20 مايو 2021 - REUTERS
جنود إسبان في شاطئ بمدينة سبتة الخاضعة للسيطرة الإسبانية، والتي يطالب المغرب بالسيادة عليها - 20 مايو 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت إسبانيا عدم مشاركتها في مناورات "الأسد الإفريقي"، التي تُنظمها "القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا" (أفريكوم) في كل من المغرب وتونس والسنغال، في الفترة ما بين 7 إلى 18 يونيو المقبل.

وقالت وزارة الدفاع الإسبانية إنها رفضت دعوة من "القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا" (أفريكوم) للمشاركة في هذه التدريبات، والتي تعتبر الأكبر في القارة الإفريقية، بسبب "أسباب متعلقة بالموازنة".

ولكن صحيفة "إل باييس" الإسبانية، نقلت عن مصادر حكومية قولها إن "سبب قرار إسبانيا عدم المشاركة هو أن هذه التدريبات ستُجرى في إقليم الصحراء" (المستعمرة الإسبانية السابقة)، والذي ترفض مدريد الاعتراف بسيادة المغرب عليه. وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أعلنت في ديسمبر الماضي سيادة المغرب على الصحراء.

وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن "إرسال جنود إسبان إلى المنطقة يعني اعتراف مدريد ضمنياً بسيادة المغرب على الصحراء"، مشيرة إلى رفض مدريد حتى إرسال مراقبين إلى التدريبات، مثلما فعلت 20 دولة أخرى.

وشاركت إسبانيا في مناورات "الأسد الإفريقي" بشكل متواصل في هذه التدريبات، باستثناء مناورات 2020 التي ألغيت بسبب جائحة كورونا.

وشهدت العلاقة بين إسبانيا والمغرب أزمة كبيرة في الأيام الأخيرة، بعد قرار مدريد استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي في أحد المستشفيات الإسبانية بعد إصابته بفيروس كورونا، بالإضافة إلى دخول مئات المهاجرين من المغرب إلى مدينتي سبتة ومليلية، التي تُطالب الرباط بالسيادة عليهما. 

وقالت الرباط إن "غالي دخل بجواز سفر جزائري مزور"، وحذرت من تدهور أكبر للعلاقات، إذا غادر إسبانيا من دون مثوله أمام القضاء الإسباني، حيث يواجه تهماً متعلقة بـ"القتل والتعذيب".

وسيمثل غالي أمام قضاة المحكمة العليا بمدريد في 1 يونيو.

وزيرة الدفاع الإسبانية

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس في مقابلة مع "التلفزيون الإسباني الحكومي"، إن "إسبانيا كانت على مر التاريخ، من البلدان الرئيسة الداعمة للمغرب، في إطار علاقات يحكمها الاحترام".

وتحدثت روبليس عن "أزمة سبتة"، وقالت إن "استخدام القاصرين كأداة للتحايل على الحدود، خطوة لا يمكن قبولها في القانون الدولي أو الإنساني". وينفي المغرب استخدامه لقاصرين من أجل الضغط على مدريد في "أزمة زعيم البوليساريو".

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة تحدث عن "أزمة الحدود"، إذ قال في مقابلة مع إذاعة "أوروب 1" الفرنسية، إن بلاده ليست ملزمة، و"ليس عليها أي التزام لحماية حدود غير حدودها"، مضيفاً أن "المغرب ليس دركياً ولا حارس أوروبا لحماية الحدود التي ليست له".

وتابع بوريطة: "لم تستشر إسبانيا الاتحاد الأوروبي قبل اتخاذ قرارات تؤثر على مصالح المغرب، أنتم تعلمون مواقف المغرب من وضع سبتة، إنها مشكلة يناقشها المغرب بصراحة مع الدول الأوروبية".

وأشار بوريطة إلى أن بلاده "أحبطت 14 ألف محاولة هجرة غير نظامية، ومحاولة توغل إلى داخل مدينة سبتة" الخاضعة لسيطرة إسبانيا، و"تبادلت 9 آلاف معلومة مع إسبانيا بشأن الهجرة غير النظامية"، و"تمكنت خلال السنوات الأربع الماضية من تفكيك 8 آلاف خلية للاتجار بالبشر".