أحزاب تونسية تدعو لإلغاء الدور الثاني للانتخابات التشريعية

time reading iconدقائق القراءة - 5
موظفون يحصون الأصوات بعد انتهاء التصويت في الانتخابات التشريعية التونسية. 17 ديسمبر 2022 - AFP
موظفون يحصون الأصوات بعد انتهاء التصويت في الانتخابات التشريعية التونسية. 17 ديسمبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

تفاوتت ردود فعل الأحزاب في تونس على نسب المشاركة في الانتخابات التشريعية، وتراوحت بين مَن طالب بإلغاء دور الإعادة تمهيداً لإطلاق حوار وطني وبين من دعا إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وصولاً إلى مطالبة الرئيس بالاستقالة.

حزبا "الراية الوطنية" و"الحزب الجمهوري" طالبا الرئيس قيس سعيّد بإلغاء الدور الثاني من الانتخابات، تمهيداً لإطلاق حوار وطني، ووصف الأخير المسار السياسي الحالي بـ"العبثي".

ودعا حزب "الراية الوطنية" إلى "احترام إرادة الشعب" بعدم إجراء دور ثان ٍ للانتخابات التشريعية التي وصفها بـ"المهزلة التي تتم بأموال الشعب التونسي"، أو إعلان نتائجها واعتبارها "في حكم المعدوم"، وفق ما أوردت إذاعة "شمس إف إم" التونسية.

وجدد الحزب في بيان، الأحد، الدعوة إلى حوار وطني سريع بقيادة المنظمات المهنية المنتخبة، لمنع "الفوضى التي تهدد تونس من الداخل والخارج"، والذهاب بعدها إلى "انتخابات حقيقية تعبّر عن إرادة التونسيين".

واعتبر الحزب أن النتائج الأولية للدور الأول من الانتخابات "أكدت وبصفة قاطعة فشل التمشي (المسار) الذي قاده رئيس الجمهورية".

جولة إعادة ونسبة مشاركة منخفضة

أعلنت السلطات في تونس، السبت، أن 8.8% فقط من الناخبين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية بعد أن قاطعت معظم الأحزاب السياسية الاقتراع، ووصفته بأنه "مهزلة تهدف لتدعيم سلطات الرئيس".

وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فاروق بوعسكر، السبت، أنه سيتم إجراء دورة ثانية من الانتخابات التشريعية في أكثر من 100 دائرة انتخابية في البلاد.

وأضاف بوعسكر في حديث بثته القناة الوطنية الأولى، أن إعادة الانتخابات في أكثر من 100 دائرة تأتي نظراً لوجود أكثر من مترشح في كل الدوائر، وصعوبة حصول أي منهم على نصف الأصوات زائد واحد. 

ودعت رئيسة الحزب الدستوري، عبير موسي، الرئيس التونسي سعيّد إلى "الخروج بطريقة حضارية للشعب التونسي وإعلان الشغور في منصب رئاسة الجمهورية، على أن يواصل القيام بأعمال الرئاسة، وأن يدعو مباشرة إلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء التونسية.

وأعلن حزب الإرادة الشعبية رفضه ما وصفه بـ"مسرحية ومهزلة" الانتخابات التشريعية "غير القانونية وغير الشرعية"، معتبراً أن هذه الانتخابات ونتائجها "في حُكم العدم".

"تخلٍّ شعبي"

بدوره، دعا زعيم أكبر ائتلاف معارض في تونس الرئيس قيس سعيّد إلى "الرحيل فوراً" بعد الإخفاق في الانتخابات التشريعية.

وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في تصريح هاتفي لوكالة "فرانس برس" الأحد، إن هذه الانتخابات "تظهر أن قلة قليلة من التونسيين تؤيد نهج قيس سعيّد". 

وأضاف الشابي أن "هذا تخلٍ شعبي كبير عن العملية" التي بدأت بتعليق عمل مجلس النواب، وإقالة رئيس الحكومة في 25 يوليو 2021.

وتابع الشابي، زعيم التحالف الذي يضم حركة النهضة، أن "92 % أداروا ظهورهم للعملية غير القانونية التي تنتهك الدستور".

مرحلة انتقالية جديدة

طالب الحزب الجمهوري سعيّد بـ"التنحي عن الحكم وفسح المجال أمام مرحلة انتقالية جديدة تؤمّن عودة الاستقرار وتعافي مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية"، وفق إذاعة "شمس إف إم".

ودعا في بيان أصدره السبت، إثر الإعلان عن نتائج المشاركة في الانتخابات التشريعية بـ8.8%، إلى إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات والمسار الذي وصفه بـ"العبثي".

ودعا من وصفها بـ"القوى الحية المتمسكة بإنقاذ البلاد" إلى إطلاق مشاورات عاجلة تمهيداً لإطلاق حوار وطني ينتهي إلى إقرار خطة وطنية للإنقاذ، ووضع برنامج متكامل للإصلاحات السياسية والاقتصادية، ينتهي بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها.

"لا تمس بشرعية" سعيّد

من جهته، دعا عبد الرزاق الخلولي رئيس المكتب السياسي لـ"حراك 25 يوليو" الذي يقدّم نفسه داعماً للرئيس، في تصريح لـ"موزاييك إف إم"، إلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، بعد تسجيل نسبة مشاركة ضعيفة.

واعتبر الخلولي في المقابل، أن النسبة "لا تمس بشرعية أو مشروعية قيس سعيّد، وهي غير مرتبطة به أو بشعبيته، بل مرتبطة بأطراف حزبية وسياسية ونظام انتخابي ضعيف وغياب التمويل العمومي".

من جهة أخرى، يرى الخلولي أنه "اعتماداً على قراءة أولية بالظروف والمناخ الذي جرت فيه الانتخابات والأسباب المتراكمة، فإن نسبة المشاركة متوسطة وليست ضعيفة، من دون أن يعني ذلك القبول بهذه النتائج"، وفق تصريحه.

وأثناء إدلاء الرئيس التونسي قيس سعيّد بصوته السبت، أشاد بالانتخابات ووصفها بأنها "يوم تاريخي"، وحضّ التونسيين على الإدلاء بأصواتهم. وبعد أن أدلى بصوته مع زوجته، حث التونسيين على أن يحذوا حذوه. وقال إن هذه "فرصتكم التاريخية حتى تستردوا حقوقكم المشروعة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات