دراسة: "فايزر" و"موديرنا" يوفران حماية من كورونا تستمر سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 4
أعضاء من الكادر الطبي في كولومبيا يستعدون لتلقيح مجموعة بلقاح "فايزر" في أحد مراكز التطعيم بالعاصمة بوغوتا، 16 يونيو 2021 - REUTERS
أعضاء من الكادر الطبي في كولومبيا يستعدون لتلقيح مجموعة بلقاح "فايزر" في أحد مراكز التطعيم بالعاصمة بوغوتا، 16 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت دراسة طبية حديثة نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية، الاثنين، إن لقاحي "فايزر-بيونتك" و"موديرنا" يوفران رد فعل مناعي في الجسم، قد يؤمّن حماية من فيروس كورونا تستمر سنوات. 

وتُضاف نتائج الدراسة التي أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير إلى أدلة متزايدة على أن معظم الأشخاص الذين تم تحصينهم بلقاحات "موديرنا" قد لا يحتاجون إلى معززات، طالما أن الفيروس ومتغيراته لا تتطور كثيراً إلى ما هو أبعد من أشكالها الحالية.

وقال علي العبيدي، اختصاصي المناعة في جامعة واشنطن في سانت لويس، الذي قاد الدراسة "إنها علامة جيدة على مدى استدامة مناعتنا التي توفرها هذه اللقاحات"، ورغم أن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار اللقاح الذي أنتجته شركة "جونسون آند جونسون"، لكنه توقع أن تكون الاستجابة المناعية أقل ديمومة من تلك التي تنتجها لقاحات "فايزر-بيونتك" و"موديرنا" التي تعتمد على تقنية "mRNA".

وفي الشهر الماضي، أفاد العبيدي وزملاؤه بأن الأشخاص الذين نجوا من كورونا، بقيت الخلايا المناعية التي تتعرف على الفيروس في نخاع العظام لديهم مدة 8 أشهر على الأقل بعد الإصابة. 

وقد لا يحتاج الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد-19 قبل التطعيم إلى معززات حتى لو أحدث الفيروس تحوراً كبيراً.

مناعة لسنوات

وبناءً على نتائج الدراسة، رجح الباحثون أن المناعة قد تستمر سنوات، وربما مدى الحياة، بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وتم تطعيمهم لاحقاً. لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان التطعيم وحده قد يكون له تأثير طويل الأمد بالمثل.

وتقول الدراسة إنه بعد الإصابة أو التطعيم، تتشكل بنية متخصصة تسمى المركز الجرثومي في العقد الليمفاوية، وتنتج عن هذا الهيكل خلايا دم بيضاء مضادة للجراثيم، وكلما كان النطاق الأوسع والأطول لفاعلية هذه الخلايا، زادت احتمالية قدرتها على إحباط المتحورات الفيروسية التي قد تظهر.

ووجد فريق الدكتور العبيدي أنه بعد 15 أسبوعاً من الجرعة الأولى للقاح، كان المركز الجرثومي لا يزال نشطاً للغاية لدى جميع المشاركين في الدراسة، وأن عدد خلايا الذاكرة التي تعرفت على الفيروس لم ينخفض.

وتابع "حقيقة أن ردود الفعل استمرت لمدة 4 أشهر تقريباً بعد التطعيم. هذه علامة جيدة جداً جداً". عادةً ما تبلغ المراكز الجرثومية ذروتها بعد أسبوع إلى أسبوعين من التطعيم، ثم تتلاشى".

الأولى على البشر

من جانبها، أوضحت اختصاصية المناعة في جامعة أريزونا، ديبتا بهاتاشاريا، أنه لا يتبقى الكثير من الأجسام المناعية عادة، في غضون 4 إلى 6 أسابيع، لكن المراكز الجرثومية التي تحفزها اللقاحات المعتمدة على تقنية mRNA "لا تزال مستمرة، بعد شهور من حدوثها.

وأشارت بهاتاشاريا إلى أن معظم ما يعرفه العلماء عن استمرار وجود المراكز الجرثومية يعتمد على أبحاث على الحيوانات، في حين أن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تظهر ما يحدث عند البشر بعد التطعيم.

وتخلص النتائج إلى أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تم تلقيحهم ستتم حمايتهم على المدى الطويل ضد المتحورات الموجودة على الأقل. ولكن قد يحتاج كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والذين يتعاطون الأدوية التي تثبط المناعة إلى معززات، أما الأشخاص الذين نجوا من كورونا وتم تطعيمهم لاحقاً، فقد لا يحتاجون إليها على الإطلاق.