آلاف الفارين من التعبئة العسكرية يتدفقون على دول جوار روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة بالأقمار الصناعية تظهر تكدس آلاف الروس على المناطق الحدودية مع منغوليا هرباً من التعبئة العسكرية. 26 سبتمبر 2022 - AFP
صورة بالأقمار الصناعية تظهر تكدس آلاف الروس على المناطق الحدودية مع منغوليا هرباً من التعبئة العسكرية. 26 سبتمبر 2022 - AFP
أستانا/ تبليسي/ موسكو -وكالات

تتزايد أعداد الروس الفارين من التعبئة العسكرية إلى الدول المجاروة، مع عبور عشرات الآلاف إلى جورجيا وكازاخستان وفنلندا، فيما أظهرت صور بالأقمار الصناعية طوابير طويلة لسيارات وشاحنات تسد الطرق الحدودية بين روسيا وجورجيا ومنغوليا.

والثلاثاء، أكد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف أن بلاده ستحمي الروس الذين يفرّون إلى بلاده للإفلات من التعبئة العسكرية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها لن تطلب من حكومات أجنبية تسليم الروس الفارين، مضيفة في بيان "وزارة الدفاع الروسية وفي إطار التعبئة الجزئية، لم ترسل ولم تحضر ولن ترسل طلبات إلى سلطات كازاخستان وجورجيا ودول أخرى بشأن مسألة عودة يقال إنها قسرية إلى روسيا لرعايا متواجدين هناك".

وقال توكاييف "في الأيام الأخيرة، يأتي الكثير من الناس إلينا من روسيا. معظمهم أرغموا على المغادرة بسبب وضع ميؤوس منه"، وأضاف توكاييف وهو حليف موسكو لكنه نأى بنفسه عن الكرملين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، "علينا الاهتمام بهم وضمان أمنهم".

وكرر رئيس كازاخستان، تنديده بالنزاع في أوكرانيا، ودعا إلى احترام وحدة أراضيها في وقت تنظم روسيا استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية تمهيداً لضمّها.

وذكّر بأن "سلامة أراضي دولة ما حق غير قابل للتصرف، إنه مبدأ أساسي".

وتابع "في جوارنا المباشر، تدور حرب واسعة النطاق. علينا تذكر ذلك، وأن نفكر قبل كل شيء بأمننا".

وكازاخستان الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى، هي حليفة روسيا وعضو في اتحاد اقتصادي وجمركي معها، إلا أنها تقيم أيضاً علاقات جيدة مع الغرب والصين.

مطالبات بإغلاق الحدود

ولا يحتاج الروس إلى تأشيرات لدخول كازاخستان، ويمكنهم استخدام أوراقهم الروسية في العبور. 

وتستخدم اللغة الروسية على نطاق واسع في البلد الذي تسكنه أقلية روسية كبيرة، حسبما ذكرت "رويترز".

وقالت الحكومة إن أكثر من 100 ألف روسي عبروا الحدود منذ إعلان التعبئة، وهو ما شكل ضغطاً على البنية التحتية للبلاد، ومع إشغال الفنادق بالكامل ارتفعت أسعار الإيجار بشكل كبير، وفقاً لـ"رويترز".

وفيما طالب البعض في كازاخستان بإغلاق الحدود أو فرض قيود على دخول الروس، قام البعض بترتيب نقاط للقاء الروس الواصلين إلى البلد والتطوع لمساعدتهم على إيجاد مأوى.

قلق من الطموحات الروسية

وأثار هجوم موسكو على أوكرانيا لدى بعض الكازاخستانيين الخشية من أن تصبح بلادهم هدف الطموحات الروسية، بالنظر خصوصاً إلى حدودها الطويلة مع روسيا والأقلية العرقية الروسية الكبيرة فيها.

وفي القوقاز، عند الحدود مع جورجيا، أقرّت سلطات منطقة أوسيتيا الشمالية الروسية بأن "الوضع متوتر" عند نقطة تفتيش فيركني لارس.

وأعلنت وزارة الداخلية المحلية إنشاء "مركز تعبئة عسكرية" بهدف تجنيد عناصر الاحتياط الذين يحاولون مغادرة البلاد.

وفي جورجيا، أفادت وزارة الداخلية أن عدد الروس الوافدين إلى هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز تضاعف إلى نحو 10 آلاف يومياً بعد إعلان بوتين التعبئة الجزئية.

وأوضحت الوزارة الجورجية "ارتفع العدد إلى نحو 10 آلاف يومياً. فعلى سبيل المثال كان العدد 11200، الأحد، وأقل من 10 آلاف، الاثنين، في مقابل 5 إلى 6 آلاف" قبيل إعلان استدعاء الاحتياط في روسيا في سبتمبر.

تدفق على فنلندا

والاثنين، أعلنت السلطات الفنلندية أن نحو 17 ألف روسي عبروا حدودها خلال نهاية الأسبوع الماضي، في زيادة قدرها 80% لمعدلات العبور المسجلة قبل ذلك، فيما يتواصل تدفق المزيد من الروس الراغبين في الخروج من البلاد بعد إعلان بوتين التعبئة الجزئية الأسبوع الماضي.

وهدأ تدفق الروس على الحدود مع فنلندا، الاثنين، ولكن معدلات العبور "لا تزال أكبر من تلك المسجلة قبل أسبوع"، وفقاً لما ذكره النقيب بقوة الحدود الفنلندية تانيلي ريبو.

وأضاف: "الطوابير لا تزال أطول مما كنا معتادين عليه منذ بداية الجائحة".

وقال عدد من الشباب تحدثوا لوكالة "رويترز" بعد العبور إلى فنلندا عبر معبر فاليما الحدودي الأسبوع الماضي، والذي يبعد نحو 3 ساعات بالسيارة عن سانت بطرسبرغ، ثاني أكبر المدن الروسية، إنهم غادروا "بسبب الخوف من تجنيدهم في الحرب".

وأعربت الحكومة الفنلندية عن قلقها من أن تصبح أكبر نقطة عبور للروس الراغبين في الخروج من البلاد، وقالت الحكومة الجمعة إنها ستوقف دخول الروس الراغبين في الدخول إليها بتأشيرات سياحية خلال الأيام المقبلة، ورغم ذلك سيتم عمل استثنائات للحالات الإنسانية.

الآلاف إلى منغوليا

وشوهدت طوابير طويلة من المركبات على الحدود بين روسيا ومنغوليا، الأحد، وقال ج. بيامباسورين، وهو قائد حاجز تفتيش في بلدة ألتانبولاغ لـ"فرانس برس"، إن أكثر من ثلاثة آلاف روسي دخلوا منغوليا من هذا المعبر منذ الأربعاء، معظمهم رجال.

وشوهدت طوابير لأشخاص يحملون جوازات سفر روسية خارج مكتب الهجرة عند المعبر الحدودي، حسبما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس". 

وتابع ج. بيامباسورين "منذ 21 سبتمبر، ارتفع عدد المواطنين الروس الداخلين إلى منغوليا".

وأضاف "بحلول ظهر اليوم، دخل أكثر من 3000 روسي إلى منغوليا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات