Open toolbar

جنود روس يقومون بدورية قرب مصنع "آزوف ستال" للصلب في ماريوبل. 13 يونيو 2022 - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في خسائر على نطاق واسع داخل البلاد، وكان من بين ضحايا تلك الحرب طبقة الأثرياء الأوليجارش في البلاد.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" الأميركية، لطالما اعتُبرت أوكرانيا واحدة من أكثر الدول فساداً، إذ ينظر إلى بضع عشرات من رجال الأعمال الذين سيطروا على نسبة كبيرة من ثروة البلاد، على أنهم مساهمين رئيسيين في الفساد.

وكان أحد هؤلاء قطب صناعة الشوكولاتة بترو بوروشينكو الذي شغل منصب الرئيس خلال الفترة من 2014 إلى 2019.

لكن غزو روسيا الشامل لأوكرانيا أدى لتدمير ثرواتهم، وتحول مصنع الصلب الشاسع في ماريوبل الذي يملكه أغنى رجل في أوكرانيا رينات أحمدوف إلى أنقاض.

وتوقفت الكثير من الأراضي الزراعية عن العمل إذ أصبحت مليئة بالألغام الأرضية، كما أن المصانع لا تعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتلفت كذلك الصادرات المنقولة بحراً. كما تراجع النفوذ السياسي لفاحشي الثراء وفقاً للمجلة.

وحتى قبل الحرب، روج الرئيس فولوديمير زيلينسكي لـ"قانون إزالة الأوليجارشية" الذي يهدف إلى الحد من نفوذهم السياسي، وعززت الحرب ذلك الجهد.

وبحسب "بوليتيكو" لم يعد زيلينسكي بحاجة للدعم السياسي والمالي من الأوليجارش، ومن المرجح أن تجعل التجربة القاسية للدفاع عن البلاد الأوكرانيين أقل حرصاً على الخضوع مرة أخرى للأثرياء.

كما أن الحد من الفساد وتعزيز سيادة القانون من شروط تدفق الكثير من المساعدات الأوروبية والأميركية إلى أوكرانيا.

وأوضحت المجلة الأميركية كيفية تأثير الغزو الروسي على الثروات المالية والسياسية لخمسة من كبار رجال الأعمال الأوكرانيين.

رينات أحمدوف 

أغنى رجل في أوكرانيا، ويتكبد أحمدوف حالياً ثمناً باهظاً لغزو روسيا لأوكرانيا، إذ فقد العمود الفقري لإمبراطوريته التجارية، تكتل صناعة المعادن "متيانفست، اثنين من مصانعه الرئيسية في جنوب البلاد.

وتم تحويل مصنع الصلب "آزوفستال" ومصنع "إليتش" للحديد والصلب إلى أكوام من الأنقاض من قبل القوات الروسية خلال الهجوم على ماريوبل.

وفي يونيو الماضي، أقام أحمدوف دعوى قضائية ضد روسيا في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

ومنذ بداية الحرب، تضررت أصوله الأخرى بما في ذلك محطات الطاقة والبنوك والمزارع ومصانع التعدين والمعالجة، أو استولت عليها القوات الروسية.

وتبذل شركات أحمدوف جهوداً وموارد للمساعدة في المجهود الحربي، وقدمت أكثر من 100 مليون دولار من الدروع الواقية والخوذات ومواداً للتحصينات ومركبات للجيش ومواد غذائية وأدوية للمدنيين.

ووفقاً للمتحدث باسم أحمدوف، فإنه عاد إلى أوكرانيا في اليوم السابق للغزو الروسي، وقال المتحدث: "لقد استقبل (أحمدوف) بداية الحرب في البلاد ومنذ ذلك الحين، لم يغادر أوكرانيا ليوم واحد".

وبحسب النسخة الأوكرانية من مجلة "فوربس"، تقلصت ثروة أحمدوف من حوالي 14 مليار دولار في يناير 2022 إلى 4.3 مليار دولار في ديسمبر من نفس العام، لكنه لا يزال أغنى شخص في أوكرانيا.

وقال المتحدث: "نظراً لأن العمل العسكري المكثف والهجمات الصاروخية في أوكرانيا مستمرة للأسف على أساس يومي تقريباً، لا يمكن إجراء حساب دقيق وكامل للخسائر في هذه المرحلة، وقد تكون التقديرات غير صحيحة وغير قاطعة".

وفي عام 2021، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أحمدوف بمحاولة القيام بانقلاب، وهي تهمة نفاها أحمدوف بشدة.

فيكتور بينتشوك 

منذ بداية الغزو الروسي، حث فيكتور بينتشوك الدول الغربية بنشاط على تعزيز دعمها العسكري وانتقد بعض الدول، مثل ألمانيا، لتلكؤها.

وبحلول أواخر سبتمبر، أنفق رجل الأعمال الأوكراني أكثر من 45 مليون دولار على دعم الجيش والمدنيين في البلاد، وفقاً لمؤسسته الخيرية.

وخلال الأسابيع الأولى من الحرب، عندما كانت القوات الروسية تقترب من كييف، تمركز المسعفون في قصر بينتشوك الفاخر في ضواحي العاصمة الأوكرانية.

وعانت إمبراطورية الأوليجارشي التجارية التي بنيت حول شركة "إنتربايب" المصنعة للأنابيب وعجلات السكك الحديدية.

وقال ألكسندر باراشي، رئيس الأبحاث في شركة "كونكورد كابيتال" الاستشارية الأوكرانية: "لقد ساء الوضع المالي للشركة القابضة، لكن لا يمكنك القول إنها كارثة".

وأضاف باراشي: "لقد تأثرت ليس بالأعمال القتالية بقدر ما تأثرت بارتفاع أسعار الطاقة ومشاكل الخدمات اللوجستية"، إذ قلصت الحرب قدرة "إنتربايب" على التصدير عن طريق البحر.

وانخفضت ثروة بينتشوك من 2.6 مليار دولار إلى ملياري دولار، وفقاً لـ"فوربس". ولم يرد المكتب الإعلامي لبينتشوك على طلب من "بوليتيكو" للتعليق.

بيترو بوروشينكو 

قبل الحرب، كان الرئيس السابق بوروشينكو يقاتل من أجل حياته السياسية، ويواجه اتهامات بالخيانة العظمى والتحريض على الإرهاب.

ووفقاً لممثلي الادعاء، يقال إن بوروشينكو فضل إمدادات الفحم من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في منطقة دونباس بدلاً من الفحم المنتج في جنوب إفريقيا.

وعلى الرغم من تأكيده براءته، صادرت محكمة في كييف بعض أصوله وممتلكاته، لكن بعد الغزو الروسي للبلاد، خففت محطات التلفزيون التي يسيطر عليها بوروشينكو من انتقاداتها لزيلينسكي.

وقال في مقابلة مع إذاعة "صوت أميركا": "في اليوم الأول من الغزو الروسي في 24 فبراير، جئتُ إلى زيلينسكي وقلت له أنا لست زعيم المعارضة بعد الآن. أنا وأنت جنود حتى انتصارنا، لن أنتقد أي شخص".

كما ارتدى بوروشينكو، الذي فضل السياسات القومية عندما كان رئيساً، الزي العسكري ونظم مجموعات من المتطوعين للمساعدة في الحرب.

وأنفقت شركات بوروشينكو أكثر من 46 مليون دولار لدعم القوات المسلحة، بحسب المتحدث باسمه، وقام بتسليم مركبات مدرعة تم شراؤها في إيطاليا وبريطانيا، وشاحنات صغيرة ذات دفع رباعي، وسترات واقية من الرصاص وخوذات ووقود وأكثر من ذلك.

وتقول "فوربس" إن ثروته انخفضت من 1.6 مليار دولار إلى 700 مليون دولار. ورفض المكتب الإعلامي لبوروشينكو التعليق لـ"بوليتيكو" على خسارة أعماله وثروته الشخصية بسبب الحرب.

إيهور كولومويسكي 

كان ينظر إلى كولومويسكي على أنه الداعم الأصلي الرئيسي لزيلينسكي، باستخدام محطاته التلفزيونية القوية للترويج للممثل والكوميدي الشهير خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2019.

ومع ذلك، فإن الروابط الوثيقة مع الرئيس الجديد لم تنقذ كولومويسكي من المشاكل.

وفي يناير 2022، قالت وزارة العدل الأميركية أن كولومويسكي وشريكاً له قاما بغسل أموال في الولايات المتحدة. وينفي محاموه ارتكاب أي مخالفات.

واستولت السلطات الأوكرانية على أصله المالي الرئيسي "بريفات بنك" قبل 7 سنوات، بعد أن وجدت الجهات التنظيمية ثغرة بقيمة 5 مليارات دولار في دفاتره، ولا يزال كولومويسكي يقاتل من أجل إعادته.

وفي يوليو الماضي، تردد أن زيلينسكي اتخذ خطوات لتجريد كولومويسكي من جنسيته الأوكرانية، لأنه يحمل أيضاً جوازي سفر إسرائيلي وقبرصي. وقاوم كولومويسكي ذلك القرار.

وفي نوفمبر الماضي، استندت الحكومة الأوكرانية إلى قوانين زمن الحرب للسيطرة على حصص في شركة الطاقة الرائدة في البلاد "أوكرنافتا"، التي يسيطر عليها كولومويسكي جزئياً.

ولم يرد كولومويسكي على طلب "بوليتيكو" للتعليق.

فيكتور ميدفيدتشوك 

كان فيكتور ميدفيدتشوك، الذي بلغت ثروته 620 مليون دولار قبل الحرب، أكثر الأوليجارش الموالين لروسيا نفوذاً في أوكرانيا. ويقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الأب الروحي لابنته.

لكن جاء تقاربه مع الكرملين بنتائج عكسية. وقبل الغزو الروسي، كان ميدفيدتشوك قيد الاعتقال ويواجه تحقيقاً بشأن الخيانة العظمى المحتملة بتهمة التعاون مع روسيا بشأن استخراج الغاز غير القانوني في البحر الأسود، وكذلك إمدادات الفحم من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في منطقة دونباس.

وهرب ميدفيدتشوك من الإقامة الجبرية بعد الغزو، ولكن أعيد القبض عليه أثناء محاولته مغادرة البلاد متنكراً في زي متطوع عسكري.

وفي سبتمبر الماضي، تم استبداله بأسرى الحرب الأوكرانيين الذين احتجزهم الروس. ولا يزال مكان وجوده الحالي غير معروف.

كما استولت كرواتيا على يخته الفاخر "رويال رومانس" الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، والذي سيتم بيعه بالمزاد العلني لصالح أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.