
قال مسؤولون إيرانيون لوكالة "ريوترز"، الاثنين، إن طهران أحرزت بعض التقدم بشأن سبل إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وإن "اتفاقاً مؤقتاً" قد يكون سبيلاً لكسب الوقت من أجل التوصل إلى تسوية دائمة.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن المبعوث الروسي للمنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف، في وقت سابق، الاثنين، أن محادثات فيينا بشأن "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي)، "دخلت مرحلة الصياغة".
وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا منذ أوائل أبريل للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق. وتشمل المفاوضات العقوبات الأميركية وانتهاكات إيران للاتفاق في الآونة الأخيرة.
"اتفاق مؤقت"
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين إيرانيين القول إن "المحادثات في فيينا قد تسفر عن اتفاق مؤقت لإتاحة المجال للدبلوماسية للعمل على تسوية دائمة".
وقال مسؤول إيراني إن "الموعد النهائي الذي يحل في مايو يقترب"، في إشارة إلى 21 مايو المقبل، وهو الموعد النهائي لانتهاء الاتفاقية المؤقتة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بالتفتيش النووي.
وأضاف المسؤول: "ما يُناقش في فيينا بالنسبة للأجل القريب هو الخطوط العريضة الرئيسية لاتفاق مؤقت لمنح كل الأطراف مزيداً من الوقت لحل المشاكل الفنية المعقدة".
وفي فبراير الماضي أقر البرلمان الإيراني قانوناً يلزم الحكومة بتشديد موقفها النووي إذا لم تُرفع العقوبات عن طهران.
وينص القانون على إنهاء عمليات التفتيش النووية التي تقوم بها الأمم المتحدة اعتباراً من 21 فبراير، لكن طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفقتا على مواصلة عمليات التفتيش "الضرورية" حتى 21 مايو.
عراقجي ينفي
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي لوسائل إعلام رسمية إيرانية: "لا توجد مناقشة بشأن اتفاق مؤقت أو موضوعات مماثلة في محادثات فيينا".
لكن مسؤولاً إيرانياً آخر قال لـ"رويترز" إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن الخطوات الفنية لرفع جميع العقوبات، "فقد تعلق طهران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 20% في مقابل الإفراج عن أموالها المحتجزة في دول أخرى.
وتقول إيران إن 20 مليار دولار من إيراداتها النفطية مجمدة في دول مثل كوريا الجنوبية والعراق والصين بموجب نظام العقوبات الأمريكي منذ 2018.
تقدم المفاوضات
وأعلن المبعوث الروسي للمنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف، في وقت سابق، الاثنين، أن محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي "دخلت مرحلة الصياغة".
وأوضح أوليانوف في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" أنه "تلخيصاً لنتائج أسبوعين من المداولات حول استعادة الاتفاق النووي، يمكننا ملاحظة أن المفاوضات دخلت مرحلة الصياغة".
وتابع: "لا تزال الحلول العملية بعيدة، لكننا انتقلنا من الكلمات العامة، إلى الاتفاق على خطوات محددة نحو الهدف".
بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة "فوكس نيوز"، أن محادثات فيينا التي أُجريت مع إيران كانت "بناءة"، مشيراً إلى أن "هناك جهداً حقيقياً للعودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي".
وبالمقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي، الاثنين، أن محادثات فيينا تسير "على المسار الصحيح وأُحرز بعض التقدم، لكن ذلك لا يعني أنها وصلت إلى المرحلة الأخيرة".
قضايا عالقة
وبالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدء محادثات مع إيران، الاثنين، على أمل أن تقدم طهران تفسيرات حول منشأ آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع لم تعلن عنها طهران من قبل، وهي قضية يمكن أن تؤثر على مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت الوكالة في بيان إنها بدأت مع إيران "عملية مركزة تهدف لتوضيح قضايا عالقة تتعلق بالضمانات"، مشيرة إلى أن "الاجتماع كان على مستوى الخبراء".
وأضاف البيان: "عُقد اجتماع الاثنين في فيينا، فيما يشارك خبراء إيرانيون أيضاً في اجتماعات منفصلة حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني)، في مكان آخر بالعاصمة النمساوية".
وكان من المقرر عقد أول اجتماع بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران لمناقشة موضوع آثار اليورانيوم في طهران في أوائل أبريل، إلا أن الاجتماع تأجل في الوقت الذي كان يتم فيه الإعداد في فيينا لمحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي.