
أعربت روسيا للمرة الأولى، عن تفاؤلها الحذر بشأن محادثات تبادل السجناء مع الولايات المتحدة يشمل لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني جرينر، وتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، وذلك بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ".
وفي مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية الرسمية نُشرت السبت، قال رئيس قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر دارشييف، إن "الدبلوماسية الهادئة مستمرة، ويجب أن تؤتي ثمارها، إذا اتبعتها واشنطن بصرامة من دون الانزلاق إلى الدعاية".
وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، ذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف، أنهما مستعدان لمواصلة المحادثات، وذلك بعد يوم من حكم محكمة في موسكو على جرينر، بالسجن 9 سنوات بتهم تتعلق بحيازة مواد مخدرة.
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن تلك العقوبة بأنها "غير مقبولة"، وقال إن البيت الأبيض سيعمل بلا كلل في السعي لإطلاق سراحها.
"تاجر الموت"
والشهر الماضي، اقترحت إدارة بايدن صفقة تبادل تشمل جرينر، الحائزة على الميدالية الذهبية الأولمبية مرتين، وجندي مشاة البحرية الأميركية السابق بول ويلان، الذي سُجن في روسيا عام 2020 بتهمة التجسس، التي ينفيها الأخير.
وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة مستعدة وفقاً لما يقول مسؤولوها لـ"إطلاق سراح" فيكتور بوت، تاجر الأسلحة الروسي المعروف باسم "تاجر الموت" الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً عام 2012، وروسي آخر محتجز أيضاً في سجن أميركي، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن شخص مطلع على الأمر.
وبينما ضغط الكرملين منذ فترة طويلة من أجل عودة بوت إلى روسيا، أشار مسؤولون في موسكو في البداية إلى أن روسيا تميل نحو رفض العرض الأميركي، لأنها تعتبر شروطه "غير متساوية".
وأُدينت جرينر (31 عاماً) بحيازة مخدرات وتهريبها بعد اعتقالها في مطار موسكو على خلفية عثور مسؤولي الجمارك على خراطيش تحتوي "زيت القنب" في أمتعتها. وأقرّت بأنها مذنبة في 7 يوليو الماضي، قائلة إن تصرفها كان غير مقصود، وطلب محاموها من المحكمة عقوبة مخففة.
ولفتت الوكالة الأميركية نقلاً عن أشخاص مطلعين على المحادثات، إلى أن مسؤولاً روسياً طلب عبر القنوات الدبلوماسية الخلفية، تضمين فاديم كراسيكوف، وهو مسؤول سابق له صلات بوكالة الاستخبارات المحلية أُدين بالقتل عام 2021 في ألمانيا، في أي صفقة تبادل سجناء.
قضية شديدة الحساسية
وثمة هدف محتمل آخر لروسيا من خلال تضمين فلاديسلاف كليوشين، إذ يمكن أن يكون من المطلعين على بواطن الأمور بالكرملين، وتم تسليم الأخير من سويسرا إلى الولايات المتحدة في ديسمبر من العام الماضي، بتهمة التداول بناء على معلومات سرية.
وبحسب "بلومبرغ"، قد يكون كليوشن أكثر قيمة بالنسبة إلى روسيا والولايات المتحدة، إذ خلصت الاستخبارات الروسية، إلى أن لديه إمكان الوصول إلى وثائق تتعلق باختراق خوادم الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وذلك وفقاً لمقربين من الكرملين وأجهزة الأمن.
وكان أحد المتآمرين المزعومين مع كليوشين، الذي لا يزال طليقاً، اتُهم سابقاً في ما يتعلق بمخطط روسيا للتدخل في الانتخابات.
وأوقف تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت في تايلاند عام 2008 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً بالولايات المتحدة، وقد ألهمت سيرته غير المألوفة فيلم "لورد أوف وور" (Lord of War) بشأن تهريب الأسلحة عام 2005، من بطولة نيكولاس كيدج.
وأشار ألكسندر دارشييف إلى أن "المناقشات بشأن الموضوع شديد الحساسية المتعلق بتبادل (الأسرى) تجري عبر قنوات يختارها رؤساؤنا"، لافتاً إلى أن الأسماء التي نقلتها وسائل الإعلام الأميركية "يجري النظر فيها بالفعل.. روسيا تسعى إلى الإفراج عن فيكتور بوت منذ فترة طويلة".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها موسكو أن المناقشات جارية بشأن عملية تبادل محتملة تشمل بوت، ولطالما انتقد الكرملين واشنطن لإدلائها بتصريحات علنية بشأن المفاوضات الجارية.
اقرأ أيضاً: