تجتمع من حولنا أشياء كثيرة نرتبط بها، ونجعلها محور اهتمامنا، أشياء نضعها هنا وهناك لا فرق، لكنها تحيط بنا من كل جانب، وتشكّل جزءاً من حياتنا ويومياتنا.
معرض "Self on the Shelf" للفنانة الكورية سويونغ تشونغ، الذي يستضيفه جاليري "مادوكس" في لندن، يجعلنا نرى أنفسنا في انعكاس الأشياء، إذ يضمّ مجموعة من الرفوف المعلّقة، تصطف عليها مجموعة من الأشياء المحمّلة بالرموز والمعاني، وتطرح مفهوم الهوية الشخصية لدى الفنانة.
ترى تشونغ إلى لوحاتها على اعتبار أنها "صور ذاتية تكشف عن آمالها ومخاوفها وصراعاتها"، وتقول تعليقاً على أعمالها: "أنا الأشياء الموجودة على الرفوف، والأشياء هي أنا".
من كتب الطهي إلى الصبّار وعلب الفاصوليا المخبوزة في كل مكان من Heinz، تختار تشونغ قصّتها الشخصية التي تريد أن تسردها من خلال الموجودات التي تمثّلها. وتشير المكمّلات الغذائية في The Healthy Crazy إلى انشغالها بالبقاء بصحة جيدة، بينما توفّر تذكرة اليانصيب والكتب عن Bitcoin، ملاذاً سحرياً من انعدام الأمن المالي.
وتشير المجموعة الهائلة من العناصر التي تشكّل المعرض، إلى اتساع اهتمامات الفنانة، وتقول: "في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يتمّ بناء الصورة التي يقدّمها المرء عن نفسه إلى العالم بعناية. لذلك فإن الرفوف هي شخصية واجتماعية في آنٍ واحد، إنها مظهر من مظاهر شخصية الفرد التي يراها الآخرين."
المديرة الفنية لمعرض مادوكس، ميف دويل تقول: "أحد أكثر الأشياء إثارة للاهتمام لدى الفنانة، هو مدى شجاعتها في تشكيل هوية جديدة في بلد لا تنتمي إليه، وبالكاد تتحدّث لغته".
وتضيف: "نضالها المثير للقلق لفهم هذه البيئة الجديدة من خلال ممتلكاتها، يهيّئ المشهد لمعرضها. إذ يمكننا جميعاً التماهي مع الاهتمامات العالمية التي تعالجها شونغ، وكيفية استخدام الممتلكات والعلامات التجارية للتعبير عن هويتنا أمام الآخرين وأمام أنفسنا".
لغة عالمية
مع ألوانها النابضة بالحياة، واستخدام السلع الاستهلاكية كموضوع، وروابطها بالأشياء، في وقت لا تزال تسعى فيه لإتقان اللغة الإنجليزية، فإن الأشياء اليومية في صورها تعمل كلغة عالمية، يمكنها من خلالها التواصل مع من حولها.
ولدت الفنانة Sooyoung Chung في سول عام 1987، درست في جامعة "Ewha Womans" في مدينتها الأم. بعد حصولها على درجة الماجستير في الكلية الملكية للفنون في لندن، واصلت الحياة والعمل في العاصمة البريطانية.
عندما وصلت إلى المملكة المتحدة، لم تكن منفصلة عن عائلتها. بدأت تتسوّق لنفسها للمرّة الأولى، وابتكرت هوية جديدة لها من خلال تراكم الأشياء، التي تركت أثراً كبيراً على حياتها في لندن.
اقرأ أيضاً: