الأزمة السودانية تتفاعل.. قلق دولي وعربي وتهديد أميركي

time reading iconدقائق القراءة - 9
متظاهرون سودانيون يحرقون الإطارات لإغلاق شارع الستين بالعاصمة الخرطوم - 25 أكتوبر 2021 - AFP
متظاهرون سودانيون يحرقون الإطارات لإغلاق شارع الستين بالعاصمة الخرطوم - 25 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

أثارت حملة الاعتقالات التي شنتها قوات من الجيش السوداني الاثنين، ردود فعل دولية وعربية، إذ أعربت الولايات المتحدة ودول أوروبية ومنظمات أممية وعربية وإسلامية عن قلقها إزاء "محاولات تقويض عملية الانتقال السياسي"، مشددين على ضرورة "ضبط النفس"، والدعوة إلى ضرورة "العودة إلى المسار الديمقراطي والالتزام بما جاء في الوثيقة الدستورية".

وقال مسؤولون بالحكومة السودانية إن قوة من الجيش "اعتقلت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ونقلته إلى مكان مجهول، بعد رفضه تأييد الانقلاب"، فيما قالت مصادر سودانية لـ"الشرق"، إن قوة أمنية ترتدي زياً مدنياً، اعتقلت مسؤولين، ووزراء وأعضاء في الحكومة ومجلس السيادة.

تحذير أميركي

المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، أعرب عن قلق الولايات المتحدة العميق إزاء تقارير تفيد بـ"استيلاء الجيش" السوداني على الحكومة الانتقالية، قائلاً إن "هذا يتعارض مع الوثيقة الدستورية والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني"، وهو "أمر غير مقبول تماماً"، وفقاً لما نشره على "تويتر". 

وقال فيلتمان: "كما قلنا مراراً، فإن أي تغيير للحكومة الانتقالية بالقوة، سيضع المساعدات الأميركية في خطر".

وعبرت السفارة الأميركية بالخرطوم الاثنين، عن "القلق البالغ" إزاء التقارير بأن القوات المسلحة تحركت في مواجهة الحكومة المدنية في السودان.

وأضافت السفارة في سلسلة تغريدات نشرتها على تويتر، أنها "تدين الأعمال التي تقوض الانتقال الديمقراطي في السودان".

ودعت "جميع من يعرقلون عملية الانتقال في السودان" للتوقف عن ذلك و"السماح للحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون بمواصلة مهام عملها، وصولاً إلى تحقيق أهداف الثورة".

دعوات للعودة للمسار الديمقراطي

دعا الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو جوتيريش، الاثنين، إلى إطلاق سراح رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وجميع المسؤولين الآخرين على الفور، مشيراً إلى أنه يدين ما وصفه بـ"الانقلاب العسكري المستمر في السودان".

وقال على "تويتر": "يجب أن يكون هناك احترام كامل للميثاق الدستوري لحماية الانتقال السياسي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس"، لافتاً إلى أن "الأمم المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان".

المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرثيس، أعرب في بيان، عن قلقه حيال الأنباء عما وصفه بـ"الانقلاب الجاري" في السودان، ومحاولات "تقويض عملية الانتقال السياسي بالبلاد".

وأضاف بيرثيس: "أنا قلق جداً بشأن التقارير حول انقلاب جارٍ ومحاولات لتقويض عملية الانتقال السياسي في السودان. إن الاعتقالات التي طالت بحسب ما أُفيد رئيس الوزراء والمسؤولين الحكوميين والسياسيين غير مقبولة".

ودعا المسؤول الأممي قوات الأمن السودانية إلى "الإفراج الفوري عن الذين تمّ اعتقالهم بشكل غير قانوني أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية"، مشدداً على أن "ضمان أمن وسلامة الأشخاص المحتجزين، تقع على عاتق هذه القوات".

وحث "جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، مشدداً على ضرورة عودة "جميع الأطراف فوراً إلى الحوار والمشاركة بحسن نية لاستعادة النظام الدستوري".

وقال الممثل الأعلى للسياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه يتابع ببالغ القلق الأحداث في السودان، ودعا الأطراف السودانية إلى "العودة لمسار العملية الانتقالية".

تنديد أوروبي

وأعرب المبعوث البريطاني الخاص للسودان، روبرت فيرويزر، عن "قلقه البالغ" إزاء أنباء اعتقالات قوات من الجيش للأعضاء المدنيين بالحكومة السودانية، وقال فيرويزر، على تويتر، إن أي خطوة كتلك تمثل "خيانة للثورة وانتقال السلطة والشعب السوداني".

ودانت ألمانيا الأحداث التي يشهدها السودان داعية إلى "وقفها فوراً". وجاء في بيان لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس: "الأنباء عن محاولة انقلاب جديدة في السودان مقلقة. أدعو جميع المسؤولين عن الأمن والنظام في السودان إلى مواصلة انتقال السودان إلى الديمقراطية واحترام إرادة الشعب. يجب إنهاء محاولة الإطاحة (بالحكومة) على الفور".

من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين "بأكبر قدر من الحزم" بمحاولة الانقلاب في السودان ودعا إلى "احترام مكانة رئيس الوزراء والقادة المدنيين". 

وشدد على أن "فرنسا تدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب في السودان"، مضيفاً: "أعبر عن دعمنا للحكومة الانتقالية السودانية وأدعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء والقادة المدنيين واحترام مكانتهم".

قلق إفريقي وعربي وإسلامي

من جهتها، طالبت جامعة الدول العربية الأطراف في السودان، بـ"التقيد بالترتيبات الانتقالية الموقعة"، داعية إلى "الامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار".

وأعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية في بيان، عن "بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في السودان"، مطالباً جميع الأطراف بـ"التقيد الكامل بالوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس 2019، بمشاركة المجتمع الدولي والجامعة العربية، وكذلك باتفاق جوبا للسلام لعام 2020".

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية، أنه "لا يوجد مشكلات لا يمكن حلها من دون الحوار، ومن المهم احترام جميع المقررات والاتفاقات التي تم التوافق عليها بشأن الفترة الانتقالية، وصولاً إلى عقد الانتخابات في مواعيدها المقررة، والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تعطيل الفترة الانتقالية أو هز الاستقرار".

بدورها، قالت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، إنها تتابع "بانشغال تطورات الوضع في السودان وتدعو جميع الأطراف السودانية إلى الالتزام بالوثيقة الدستورية، وبما تم الاتفاق عليه بشأن الفترة الانتقالية".

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، إن "الحوار هو السبيل لتجاوز الخلافات تغليباً للمصلحة العليا للشعب السوداني، ولتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية الازدهار".

ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، الاثنين، إلى "الاستئناف الفوري" للحوار بين الجيش السوداني والمدنيين.

وجاء في بيان لفكي على "تويتر": "يدعو الرئيس (المفوضية) إلى الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والجيش في إطار الإعلان السياسي والمرسوم الدستوري".

وأعرب عن "استيائه العميق" من التطورات التي يشهدها السودان، مشيراً إلى أن "الحوار والتوافق" هو السبيل الوحيد لإنقاذ العملية الانتقالية الصعبة إلى الديمقراطية التي يعيشها السودان.

ودعا إلى "الإفراج عن كافة القادة السياسيين الموقوفين والاحترام الصارم لحقوق الإنسان".

مصر والسعودية تدعوان لضبط النفس

المملكة العربية السعودية، دعت إلى أهمية ضبط النفس والتهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على كل ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، وكل ما يهدف إلى حماية وحدة الصف بين جميع المكونات السياسية في السودان. 

وأوضحت المملكة أنها تتابع بقلق واهتمام بالغ الأحداث الجارية في السودان، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب السوداني، ودعمها لكل ما يحقق الأمن والاستقرار والنماء والازدهار للبلاد. 

كما دعت مصر، كافة الأطراف السودانية إلى تغليب المصلحة العليا للوطن، والتوافق الوطني، وذلك في إطار المسؤولية وضبط النفس، مؤكدة أن "أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة".

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن " جمهورية مصر العربية تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في جمهورية السودان الشقيق، مؤكدةً أهمية تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوداني، والحفاظ على مقدراته والتعامل مع التحديات الراهنة بالشكل الذي يضمن سلامة هذا البلد الشقيق".

الإمارات والأردن.. دعوة إلى الاستقرار

ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة، الاثنين، إلى التهدئة وتفادي التصعيد في السودان، وقالت إنها "تتابع عن كثب التطورات الأخيرة"، مشيرة إلى "حرصها على الاستقرار وبأسرع وقت ممكن، وبما يحقق مصلحة وطموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار".

كما أشارت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إلى "ضرورة الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية، وكل ما يهدف إلى حماية سيادة ووحدة السودان"، مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب السوداني.

من جانبه، دعا الأردن، جميع الأطراف السودانية، إلى "احتواء الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا بما يحافظ على سلامة السودان ومصالحه، ويُحقق أمنه واستقراره، ويحمي مقدراته ومكتسباته، ويلبي تطلعات السودانيين"، بحسب بيان صادر عن وزارة وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين.

لمتابعة التغطية المستمرة: