كيف وصل السودان إلى الأزمة الحالية؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون سودانيون في الخرطوم مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين - 21 أكتوبر 2021 - AFP
متظاهرون سودانيون في الخرطوم مطالبين بتسليم السلطة للمدنيين - 21 أكتوبر 2021 - AFP
دبي/ الخرطوم -الشرقوكالات

احتشد آلاف المتظاهرين في السودان، الخميس، للمطالبة بتسليم رئاسة المجلس السيادي إلى المدنيين، في حين يشهد القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم اعتصاماً منذ 6 أيام، للمطالبة بتسليم الحكومة للعسكريين.

وخرجت مظاهرات، الخميس، في ذكرى "ثورة أكتوبر 1964"، وسبقتها احتجاجات في الأحياء الصغيرة على مدى أيام، ولتجنب الصدامات، تحاشى أنصار القوى المدنية الاقتراب من خيام المعتصمين التي نصبت أمام مقر المجلس السيادي الذي يترأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان والذي يعقد اجتماعاته في القصر الجمهوري.

وانتشرت الشرطة السودانية لحماية المباني الحكومية، فيما أغلق الجيش كل الطرق المحيطة بمقر قيادته في وسط الخرطوم بوضع حواجز أسمنتية ونشر جنود.

ولكن السؤال الآن.. كيف وصلت البلاد إلى مشهد الانقسام الحالي، وما هي مطالب المتظاهرين؟

كيف تطور الوضع في السودان؟

بعد أن أطاح الجيش السوداني في أبريل 2019 بنظام عمر البشير، إثر ثورة شعبية، وقع العسكريون والمدنيون الممثلون بائتلاف قوى "الحرية والتغيير" الذي كان يقود الحركة الاحتجاجية آنذاك، اتفاقاً لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقاً.

وظلّت الأزمة في السودان بين المكونين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، مكتومة منذ أشهر، قبل أن تتفجر في سبتمبر الماضي، بعد محاولة انقلاب فاشلة.

وازداد الوضع تأزماً، مع تعرض ائتلاف "الحرية والتغيير" لاختلاف في وجهات النظر بين الأحزاب المنضوية تحته، إذ وقعت قوى سياسية وحركات مسلحة منشقة على "الميثاق الوطني لوحدة قوى الحرية والتغيير"، والذي يضم عدّة أحزاب وحركات موقعة على اتفاق جوبا للسلام.

وتصاعدت الخلافات بين المدنيين الموجودين في السلطة، ما أضعف الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وبدأت تعلو أصوات ومظاهرات تطالب بـ"حكومة عسكرية"، وأخرى تطالب بتسليم السلطة كاملة إلى المدنيين.

ما موقف "الحرية والتغيير" والقوى المنشقة عنه؟

يضم ائتلاف "الحرية والتغيير" أكثر من 40 حزباً، أبرزها "حزب الأمة القومي"، "التجمع الاتحادي"، "المؤتمر السوداني"، و"حزب البعث العربي الاشتراكي"، وتدعو تلك الأحزاب إلى التحول الديمقراطي وتسلم المدنيين السلطة كاملة.

فيما دعت الأحزاب المنشقة عن الائتلاف إلى إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة وفاق، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، وتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، وحل لجنة تفكيك تمكين النظام السابق واسترداد الأموال العامة، وتتشابه رؤيتهم مع المكون العسكري بالمجلس السيادي.

من دعا إلى المظاهرات؟

دعت "لجان المقاومة"، وهي تنظيمات شبابية تتكون من نشطاء سياسيين و"قوى الحرية والتغيير"، وقوى إعلان "الحرية والتغيير التوافق الوطني" المنشق، إلى "تظاهرة مليونية" في الخرطوم ومدن أخرى في السودان.

ما هي مطالب المتظاهرين؟

المتظاهرون انقسموا بين مطلبين، فهناك من اعتصموا لمدة 6 أيام أمام القصر الجمهوري مطالبين بحل الحكومة المدنية، وتفويض العسكريين.

بينما تظاهر آخرون في العاصمة الخرطوم وعدّة مدن سودانية، الخميس، معلنين رفضهم العودة إلى الحكم العسكري، الذي حكم السودان على مدى 30 عاماً بقيادة عمر البشير والذي أطيح به عام 2019.

لماذا يطالب متظاهرون بإسقاط الحكومة؟

يعود ذلك إلى استمرار السودان منذ فترة طويلة في أزمة اقتصادية خانقة، إذ تعاني البلاد وهي أحد أفقر دول العالم، من تضخم بلغ أكثر من 400%. 

وتضاربت وجهات النظر بين مكونات الشعب السوداني، بعد أن نفذت الحكومة إجراءات تقشفية "صارمة"، في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي والمالي، وضعته بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

وكان البرهان، أكد الأربعاء، حرص القوات المسلحة والمكوّن المدني على "إنجاح الفترة الانتقالية وصولاً إلى حكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني". وشدد على "الشراكة بين المكونين المدني والعسكري".

اقرأ أيضاً: