سكان في تكساس يحرقون أثاث منازلهم للتدفئة وسط استمرار انقطاع الكهرباء

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد سكان ولاية تكساس الأميركية ينير منزله بالشموع بعد انقطاع التيار الكهربائي - REUTERS
أحد سكان ولاية تكساس الأميركية ينير منزله بالشموع بعد انقطاع التيار الكهربائي - REUTERS
دبي- الشرق

استفاق مئات الآلاف من سكان ولاية تكساس الأميركية، الخميس، على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لليوم الرابع على التوالي، ما اضطر بعضهم إلى حرق جزء من أثاث منازلهم لمواجهة موجة البرد القاسية التي تضرب الولاية.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن السلطات في تكساس أحرزت تقدماً في إعادة التيار الكهربائي، إذ انخفض عدد السكان الذين يعانون من انقطاع التيار، ويعيشون دون تدفئة إلى 500 حتى صباح الخميس، مقارنة بأكثر من 3 ملايين الأربعاء.

ونقلت الشبكة عن بريانا بلاك، وهي إحدى سكان تكساس، القول إنها اضطرت رفقة زوجها إلى حرق جزء من أثاث بيتهما من أجل توفير التدفئة لأطفالهم، بسبب استمرار انقطاع الكهرباء.

وقالت بريانا: "بدأت في سحب اللوحات الزيتية من الجدران، وكسرها، ثم رميها في المدفئة".

ومن المنتظر أن تستمر الأزمة في ثاني أكبر ولاية أميركية، إذ لا يزال ملايين السكان غير قادرين على الحصول على الماء، ويواجه كثيرون صعوبة في إيجاد الطعام، ويُتوقع أن تستمر موجة البرد القارس حتى مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت "سي إن إن"، إنه من المرتقب أن ترتفع درجات الحرارة في تكساس الجمعة نهاراً، لكن موجة البرد ستستمر في الليل، حتى الاثنين.

"غلي المياه"

وأدى انقطاع الكهرباء إلى انقطاع إمدادات المياه عن الملايين، وأضاف المزيد من الضغوط على المستشفيات في ظل جائحة "كوفيد-19"، فضلاً عن عزل مناطق بأكملها بسبب تراكم الثلوج على الطرق في أنحاء من الولاية.

وقالت الإذاعة الوطنية العامة (NPR) الرسمية الأميركية إن انقطاع الكهرباء تسبب في تعطل محطات معالجة المياه، وهو ما دفع السلطات المحلية في تكساس إلى إشعار السكان بضرورة غلي مياه الصنابير قبل شربها.

ونقلت الإذاعة عن طوبي بيكر رئيس لجنة الجودة البيئية في ولاية تكساس، أن "332 محطة لمعالجة المياه في أكثر من 110 مقاطعات بولاية تكساس تأثرت بانقطاع الكهرباء".

وقالت الإذاعة إن هذا يعني أن حوالي 7 ملايين شخص في تكساس يحتاجون إلى غلي مياه الصنبور، قبل شربها.

 شلل تام

وكانت العاصفة الشتوية الممتدة التي اجتاحت البلاد هذا الأسبوع غطت معظم أجزاء ولاية تكساس، ما تسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى معدلات قياسية في كثير من المدن. وشهدت دالاس، الثلاثاء، أبرد يوم منذ أكثر من 70 عاماً، بعد انخفاض درجة الحرارة إلى -2 فهرنهايت.

وفي مقاطعة هاريس، التي تشمل مدينة هيوستن، كان هناك أكثر من 200 حالة تسمم بأول أكسيد الكربون، التي غالباً ما تحدث جراء استخدام المولدات داخل المنازل، أو بدون تهوية جيدة.

وقالت شرطة هيوستن إن امرأة وفتاة لقيتا مصرعهما في مرآب بسبب تركهما السيارة تعمل التماساً للدفء.

وقال سِيد ميلر، المفوض الزراعي بالولاية، للصحيفة الأميركية، إن تشغيل المزارع تعطل أيضاً، ما يحتمل أن يؤدي إلى "توقف جزئي، وربما كلي، في سلاسل توريد المواد الغذائية لم تشهده الولاية من قبل". كما غطت الثلوج الطرق السريعة في جميع أنحاء الولاية، ما تسبب في شل حركة المركبات.

وقال مسؤولو شركة الكهرباء إن العاصفة خلقت نوعين من التحديات، أولهما الأضرار المادية في البنية التحتية، الناجمة عن سقوط الأشجار وتهاوي أسلاك الكهرباء وثانيهما زيادة الطلب على جميع أشكال الطاقة إلى مستوى غير مسبوق، ما أدى إلى مناوبة قطع التيار الكهربائي عن المنازل والشركات.

لكن بدلاً من إدارة مناوبة قطع التيار الكهربائي، التي كان مخططاً لها الاستمرار من 15 إلى 45 دقيقة، عاش ملايين من سكان الولاية بدون كهرباء لفترات امتدت لساعات، وفي بعض الأحيان لأكثر من يوم.

وانقطعت الكهرباء عن بعض الأحياء في مدينة ريو غراندي فالي، في جنوب تكساس، لأكثر من يومين، حسب ما أفادت به "نيويورك تايمز".