يسعى مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والسبعين، وهي الأولى منذ جائحة كورونا، إلى طيّ صفحة الأزمة الصحية، من خلال قائمة غنية من الأفلام المشاركة، سواء في المسابقة أو خارجها.
وتشارك 24 فيلماً في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي يقام في يوليو المقبل، من بينها أفلام الإيطالي ناني موريتي، والأميركي شون بن، والروسي كيريل سيريبرينكوف، والفرنسي جاك أوديار، وفق القائمة التي أعلنها المنظمون في مؤتمر صحافي، الخميس.
وانضم هؤلاء إلى الفرنسي ليوس كاراكس، مخرج فيلم الافتتاح "أنيت - Annette"، والأميركي ويس أندرسون، "الوفد الفرنسي - The French Dispatch"، والهولندي بول فيرهوفن "بينيديتا - Benedetta"، الذين سبق أن أُعلنت أسماؤهم.
وللمرة الأولى في تاريخها تنافس السينما المغربية على السعفة الذهبية بفيلم "إيقاعات كازابلانكا- Casablanca Beats" للمخرج نبيل عيوش، وتدور أحداثه عن شباب من الأحياء العشوائية يشاركون في مشروع بمجال موسيقى "الهيب هوب".
2000 فيلم
وبعد نحو عامين على حصول فيلم "باراسايت" الكوري الجنوبي للمخرج بونغ جون هو، على السعفة الذهبية، وبعد عام من إلغاء المهرجان بسبب الجائحة، حضر المسؤولون عن الاختيار أكثر من 2000 فيلم أبقوا منها على نحو 60 فيلماً.
ولاحظ المفوض العام للمهرجان تييري فريمو، أن "بصمة اللحظة" الراهنة المتمثلة في الأزمة الصحية طبعت السينما، لكنه أشار إلى أن قائمة الأفلام المختارة لا تقتصر على الجائحة، إذ أن المهرجان الأكبر في العالم سيكون غنياً بالأفلام الوثائقية وأفلام "المبلغين عن المخالفات" أو تلك التي تتناول "مسألة الهوية، وما نحن عليه وما سيصبح عليه العالم".
وأضيفت، الخميس، إلى لائحة المسابقة الرسمية أسماء 21 مخرجاً، بعضهم حصل سابقاً على السعفة الذهبية، كالإيطالي ناني موريتي عن فيلمه "ثلاثة طوابق - Three Floors" الذي كان جاهزاً للمهرجان العام الماضي، والفرنسي جاك أوديار عن "باريس.. الحي الثالث عشر - Paris, 13th District"، وأبيشاتبونغ ويراسيتاكول عن فيلمه الأول بالإنجليزية خارج تايلاند "نصب تذكاري- Memorial" مع تيلدا سوينتون وجان باليبار.
"الحمّى"
وتضم القائمة الرسمية، 3 أميركيين، بينهم شون بن الذي يعود إلى كان بعد رد الفعل البارد جداً الذي قوبل به فيلمه "الوجه الأخير - The Last Face" عام 2016، ليقدم هذا العام فيلم "يوم العلم - Flag Day".
ومن خارج المسابقة، يقدم توم مكارثي فيلم "مياه راكدة - Stillwater" الذي يغوص فيه النجم مات ديمون في مرسيليا بحثاً عن ابنته، إلى جانب كاميّ كوتان.
وأدرجت على القائمة 3 من بين 4 أفلام أخرجتها نساء فرنسيات. وتشارك في التنافس على السعفة الذهبية كلّ من ميا هانسن لاف "جزيرة بيرغمان - Bergman Island" وجوليا دوكورنو "تيتان - Titane" وكاترين كورسيني عن فيلم "الكسر- La fracture" والذي "يلخص السنتين اللتين مررنا بهما للتو، عن الوباء والقضايا الاجتماعية"، بحسب فريمو.
ويأمل المنظمون في أن يُسمح للمخرج الروسي كيريل سيريبرينكوف "المحظور في بلاده" بالحضور إلى كان بمناسبة مشاركة فيلمه "أنفلونزا بتروف- Petrov's Flu" ضمن المسابقة.
ويمثل إيران مجدداً أصغر فرهادي عن فيلم "بطل - A Hero" الذي صُوّر في بلاده.
ويحضر المخرج السياسي أوليفر ستون من خلال فيلم وثائقي يتضمن وثائق غير منشورة عن اغتيال جون كينيدي، يعرض ضمن قسم جديد استُحدث هذه السنة في المهرجان بعنوان "كان بروميير"، يشارك فيه مخرجون ذوو خبرة لم تُدرج أفلامهم ضمن المسابقة.
ومن الجديد أيضاً هذه السنة استحداث قسم مؤقت مخصص للقضايا البيئية. وكان المهرجان أعلن في منتصف أبريل الماضي، سلسلة من الإجراءات تهدف إلى الحد من بصمته البيئية.
"الجائحة لم تُهزم بعد"
بالنسبة للنجوم، تحضر لِيا سيدو، وتيلدا سوينتون، واللوكسمبورغية فيكي كريبس، وسيشهد المهرجان عودة كاترين دونوف من خلال فيلم "في حياته- In His Lifetime" للمخرج إيمانويل بيركو مع سيسيل دو فرانس وبونوا ماجيميل، بعد 57 عامأً من حصول فيلم "“مظلات شيربور- The umbrellas of Cherbourg" على السعفة الذهبية.
ويولي المهرجان اهتماماً بالموسيقى من خلال فيلم وثائقي للمخرج تود هينز، مؤلف كتاب "دارك ووترز"، عن فرقة "فيلفت أندرغراوند"، والسيرة الذاتية لسيلين ديون للمخرجة فاليري لوميرسييه، وفيلم لشارلوت غينزبور عن والدتها جين بيركين.
على المستوى الصحي، ذكّر المنظمون بأن الجائحة "لم تُهزم بعد"، ولكن إذا استمر رفع القيود والحجر كما هو مخطط له، ستقام العروض دون تحديد نسبة معينة من الجمهور.
وقال رئيس المهرجان، بيار ليسكور: "لن نكون قادرين على التصرف بإهمال لن نكثر من الاحتفالات". وسيكون مطلوباً إبراز البطاقة الصحية، وبالنسبة لأولئك الذين لم يتم تطعيمهم، سيتم إجراء الفحوص كل 48 ساعة مجاناً في الموقع.
اقرأ أيضاً: