"قمة المناخ".. هل تنقذ تعهدات جلاسكو غابات العالم؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
دخان يتصاعد نتيجة حريق أُضرم بشكل غير قانوني في محمية غابات الأمازون بالبرازيل - 15 أغسطس 2020 - AFP
دخان يتصاعد نتيجة حريق أُضرم بشكل غير قانوني في محمية غابات الأمازون بالبرازيل - 15 أغسطس 2020 - AFP
دبي - الشرق

تعهدت أكثر من 100 دولة، بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، في محاولة لتعزيز جهود مكافحة الاحتباس الحراري، وذلك خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في مدينة جلاسكو الاسكتلندية "كوب 26".

يشمل هذا الإعلان المشترك دولاً تضم 85% من الغابات العالمية، من بينها غابة كندا البوريالية، وغابات الأمازون في البرازيل، وغابة حوض الكونغو المدارية.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن هذا الإعلان سيغطي غابات تبلغ مساحتها نحو 21 مليون كيلومتر مربع، مشيراً إلى أن هذه المبادرة ستستفيد من تمويل رسمي وخاص مقداره 19.2 مليار دولار، تُستثمر في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي، من أجل حماية أنظمة تشكّل "رئة كوكبنا" وتُعتبر "أساسية لاستمراريتنا".

ماذا تعني إزالة الغابات؟

تحويل مناطق الغابات إلى أراضٍ غير مشجرة، لاستخدامها كأراض صالحة للزراعة، أو للمراعي، أو الاستخدام الحضري، أو الأراضي القاحلة.

وقد تؤدي إزالة الغابات إلى اختلالات بيئية وتدهور في التنوّع البيولوجي. ويشكل التحضر والتعدين والحرائق وقطع الأشجار والنشاطات الزراعية، بعض أسباب إزالة الغابات.

فوائد الغابات

يفيد الصندوق العالمي للحياة البرية بأن الغابات تغطي أكثر من 30% من سطح الأرض. ويمكن لهذه المناطق أن تؤمّن الغذاء والدواء والوقود لأكثر من مليار شخص. كما تتيح الغابات في العالم وظائف لـ13.4 مليون شخص، فيما يعمل 41 مليوناً آخرون في مجالات مرتبطة بالغابات.

ويشير معهد الموارد العالمية، إلى أن الغابات تمتص من الغلاف الجوي نحو 30% من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بما يحول دون تسبّبها في زيادة درجة حرارة الأرض. لكن مبادرة "جلوبال فوريست ووتش"، المعنيّة برصد إزالة الغابات والتابعة للمعهد، تفيد بأن العالم خسر 258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في عام 2020، وهذه مساحة أكبر من المملكة المتحدة.

وأظهر تقرير أعدّته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، في عام 2018، أن ثلاثة أرباع المياه العذبة في الأرض تأتي من مستجمعات "المياه الحرجية"، ويمكن أن يؤثر فقدان الأشجار في جودة المياه. وكشف تقرير حالة الغابات في العالم لعام 2018، الصادر عن الأمم المتحدة، عن أن أكثر من نصف سكان العالم يعتمدون على مستجمعات المياه الحرجية، في مياه الشرب وتلك المستخدمة في الزراعة والصناعة.

أهمية الغابات للمناخ

تُعدّ الغابات من بين أكثر الأماكن تنوّعاً بيولوجياً على الأرض وتشكّل مخزوناً هائلاً من الكربون، ممّا ينظّم الطقس والمناخ في العالم. وتحتوي على نحو 861 جيجا طن من الكربون، ما يعادل نحو قرن من انبعاثات الوقود الأحفوري السنوية بالمعدل الحالي، كما امتصت ضعف كمية الكربون التي انبعثت في العقدين الماضيين، كما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وتفيد مبادرة "جلوبال فوريست ووتش" بخسارة نحو 10% من الغطاء الحرجي، منذ عام 2000. كما يعتبر علماء أن تحقيق هدف حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية لن يكون ممكناً، دون وقف إزالة الغابات.

بحسب البنك الدولي فإن العالم خسر، بين عامي 1990 و2016، 1.3 مليون كيلومتر مربع من الغابات، وهذه مساحة أكبر من جنوب إفريقيا.

كما أن دراسة نشرت نتائجها مجلة "نيتشر" العلمية، في عام 2015، أفادت بقطع 46% من الأشجار، منذ أن بدأ البشر في إزالة الغابات. كذلك دُمرت نحو 17% من غابات الأمازون المطيرة، خلال نصف القرن الماضي.

وتشير بيانات أعدّتها الحكومية البرازيلية، في أغسطس الماضي، إلى أن الإزالة السنوية للغابات في منطقة الأمازون البرازيلية ربما تجاوزت 10 آلاف كيلومتر مربع، للعام الثالث على التوالي.

وأفادت وكالة رويترز، بأن أوغندا خسرت 63% من غطائها الحرجي، خلال ربع القرن الماضي.

تكلفة إزالة الغابات

تكبد إزالة الغابات العالم ما بين تريليونَي دولار و4.5 تريليون دولار سنوياً، من خلال فقدان التنوّع البيولوجي. وقضت إزالة الغابات على موائل ملايين الأنواع، علماً بأن 80% من الحيوانات والنباتات الأرضية تعيش في الغابات.

وتضيف إزالة الغابات 15% من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أي أكثر من الكربون الناتج عن كل السيارات والشاحنات.

هل يمكن وقف إزالة الغابات؟

أوضحت صحيفة "الجارديان" أن الأمر لن يكون سهلاً، مستدركة أن ثمة أسباباً تدعو إلى الأمل. وإلى جانب التزام قادة العالم في جلاسكو، هناك أمل بمشاركة أبرز المنتجين والمستهلكين للسلع المرتبطة بإزالة الغابات، في حذفها من سلسلة التوريد العالمية. كما أن الصين، وهي أحد أبرز المستهلكين في العالم، تتعامل بجدية أكبر مع إزالة الغابات وتتطلّع إلى إضفاء "طابع أخضر" على سلسلة التوريد الخاصة بها.

ونقلت الصحيفة عن فرانس سيمور، خبيرة الغابات والحوكمة في معهد الموارد العالمية، قولها: "نحتاج حقاً إلى البدء في التفكير بشأن إزالة الغابات، لا سيّما تلك الاستوائية، بالطريقة ذاتها التي يتحدث بها الناس الآن عن الفحم".

وأضافت: "شهدنا احتفالاً ضخماً بالتزام الصين بوقف تمويل (مصانع) جديدة للفحم في الخارج. ولكن علينا البحث عن التزامات مماثلة من كل البلدان، لوقف تمويل المشاريع التي تؤدي إلى إزالة الغابات في الخارج".

اقرأ أيضاً: