بلينكن: تقدم إيران في برنامجها النووي يزيد صعوبة العودة للاتفاق

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية في واشنطن- 21 ديسمبر 2021. - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية في واشنطن- 21 ديسمبر 2021. - AFP
دبي-الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن تقدم إيران المستمر في برنامجها النووي يزيد من صعوبة العودة إلى الاتفاق النووي، محذراً من أن واشنطن قد تبحث عن بدائل أخرى غير التفاوض.

وتوقفت الأسبوع الماضي، الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، الرامية لإعادة الطرفين إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015، دون إحراز اختراق.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي، إن "الوقت الذي يجب التوصل فيه إلى اتفاق مع إيران لإحياء الاتفاق النووي أصبح قصيراً جداً".

وأضاف: "لن أعطي موعداً محدداً تنتهي فيها مهلة التوصل إلى اتفاق أو عدد الأمتار التي تفصلنا عن الطريق المسدود في المفاوضات، لكن العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي أصبحت تزداد صعوبة بسبب التقدم المستمر لإيران في برنامجها النووي".

وحذر وزير الخارجية الأميركي من أن "الولايات المتحدة لن تصبر على إيران في حال محاولتها كسب الوقت في تطوير برنامجها النووي، عن طريق الانخراط في طاولة المفاوضات بسوء نية لإبطاء المفاوضات"، مشدداً على أن "هذا الأمر لن يحصل". 

"بدائل أخرى"

وانتقد بلينكن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، قائلاً: "نحن هنا في هذا الموقف بسبب أسوأ قرار اتخذته الدبلوماسية الأميركية خلال العقد الأخير، وذلك بالانسحاب من الاتفاق النووي".

وأضاف: "هذه الاتفاقية كانت تضع قيوداً شديدة على البرنامج النووي الإيراني. حين انسحبت الإدارة السابقة، قدمت وعوداً بتعويض الاتفاق النووي السابق باتفاق أقوى، وفي القوت ذاته، قالت إن سياسة (الضغط القصوى) التي نطبقها ضد إيران سوف تقوض نشاطاتها الخبيثة في المنطقة".

وتابع: "لكن العكس حصل. فإيران تحررت من قيود الاتفاق النووي، بينما لم يتم التوصل إلى أي اتفاق جديد. وفي الوقت ذاته، استمرت إيران في التحرك بشكل عدواني في دولة بعد أخرى في المنطقة".

وأشار إلى أن الإدارة الحالية "تتعامل الآن مع هذا الوضع، ونحاول وضع القيود القديمة على برنامج إيران النووي. لكن إذا عجزنا عن القيام بذلك بسبب عدم انخراط إيران بحسن نية في المفاوضات، فإننا سنبحث عن بدائل وخيارات أخرى".

أزمة أوكرانيا

وزير الخارجية الأميركي تحدث أيضاً عن الأزمة في أوكرانيا حيث حشدت القوات الروسية قواتها على الحدود في تحرك تراه القوى الغربية تمهيداً لغزو روسي محتمل للمستعمرة السوفيتية السابقة.

وقال بلينكن إنه "حينما يتعلق الأمر بأوكرانيا، نحن نقول إن أفضل وسيلة لحل النزاع عبر اتفاق مينسك بين روسيا وأوكرانيا. ونحن مستعدون لتسهيل ذلك ودعم جهود فرنسا وألمانيا في صيغة نورماندي التي تسعى لتحقيق التنفيذ الكامل لاتفاقات مينسك".

وأشار إلى أن "روسيا تقول إن لديها مطالب ومقترحات" أمنية تريد التفاوض بشأنها، ومنها تعهد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا، وبعدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف.

وذكر بلينكن "أن الولايات المتحدة وشركائنا الأوروبيين أيضاً لهم مطالب وشواغل متعلقة بسلوك روسيا، والتحركات التي تقدم عليها"، مضيفاً أن "كل هذه الأمور على الطاولة، ونحن نفضل أن نمضي قدماً في التعامل معها عن طريق الدبلوماسية".

وتابع: "روسيا وضعت عدداً من المطالب ضمن مقترحاتها، وهناك أشياء سوف نضعها أيضاً من جانبنا على الطاولة، وسيكون على موسكو الاستجابه لها"، لكنه شدد على أن أميركا لن تتخلى عن مبادئها حين تتفاوض بشأن مطالب روسيا.

وقال رئيس الدبلوماسية الأميركية، إن "الرئيس الأميركي جو بايدن كان واضحاً بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن مبادئها، بما في ذلك عدم السماح لدولة بتغيير حدودها مع دولة أخرى باستعمال القوة، وعدم السماح لدولة بإملاء السياسات على دولة أخرى والتحكم في اختيار شركائها".

وأوضح بلينكن أنه "ليس هناك أي خطط بشأن لقاء جديد بين الرئيس بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الوقت الراهن".

وأردف: "علينا أولاً أن نرى تقدماً على المستوى الدبلوماسي. كما نريد رؤية روسيا تخفض التصعيد عبر سحب الجنود من الحدود مع أوكرانيا. سيكون من الأفضل عقد لقاء قمة بين الرئيسيين في ظروف خفض التصعيد".