دبي-الشرق
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الاثنين، إن مفاوضات فيينا المتوقفة منذ يونيو الماضي "لا تهدف للوصول إلى نص جديد للاتفاق النووي"، لافتاً إلى أن "موعد إجراء المفاوضات القادمة رهن بالمشاورات بين جميع الأطراف".
وأوضح زادة في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "مفاوضات فيينا لا تهدف للوصول إلى نص جديد، بل هي للاطمئنان إلى تنفيذ ما جاء في الاتفاق النووي" الموقع عام 2015، بحسب ما نقلته وكالة فارس الإيرانية.
وأشار إلى أن بلاده "ستجلس مع الولايات المتحدة في غرفة وطاولة الاتفاق النووي، وستتوقف عن إجراءاتها التعويضية، وتبادر لتنفيذ التزاماتها حسب الاتفاق النووي، إذا عادت واشنطن إلى تنفيذ التزاماتها".
وتخوض طهران مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي محادثات في فيينا، منذ أبريل الماضي، لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018، وهي مباحثات متوقفة منذ يونيو الماضي، انتظاراً لتولى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، مهامه، وهو ما حدث مطلع أغسطس الجاري.
وأجرت الأطراف 6 جولات من المباحثات بين أبريل ويونيو الماضيين، دون تحديد موعد لجولة جديدة، وسبق لمسؤولين إيرانيين التأكيد على أن استئناف المفاوضات سيرتبط بتولي الحكومة الجديدة مهامها رسمياً، والتي تؤكد أن أولويتها في السياسة الخارجية ستكون لدول "الجوار وآسيا".
وسطاء جدد
وفي الرد على سؤال حول إمكانية أن يقوم العراق، أو بلد اخر، بالوساطة بين طهران وواشنطن في القضية النووية، أجاب زادة أن "الاتفاق النووي ليس بحاجة إلى وسيط. ليست لنا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع أميركا، لا في بغداد ولا في أي مكان آخر. المفاوضات في فيينا تجرى بين إيران ومجموعة (4+1) بهدف تنفيذ أميركا لالتزاماتها".
وأعرب زادة عن "أسفه لما تقوم به الإدارة الأميركية، من الإصرار على السياسات الفاشلة لعهد الرئيس السابق دونالد ترمب، ومع الأسف لا نرى تغييراً من ناحية واشنطن في هذا السلوك، وهم يسعون للوصول إلى نتيجة أفضل بذات السلوكيات والسياسات".
وأضاف: "السبيل الوحيد الذي ينبغي عليهم السير فيه هو الوفاء بالتزاماتهم، والكف عن هذا الإرهاب الاقتصادي والضغوط القصوى التي نعتبرها هزيمة قصوى، وحينها سيرون بأن المفاوضات تجري في فيينا بصورة جيدة".
وأوضح زادة أن "الاتفاق النووي سيكون قابلاً للإحياء، فور تغيير هذا السلوك عملياً وستتيسر إمكانية عودة جميع الأطراف إلى التزاماتها"، مؤكداً أن "الاتفاق النووي تتم متابعته ويمضي في مساره بمعزل عن قضايا المنطقة".
وقال إن بلاده "لم تترك الاتفاق النووي، ولم تخرج منه في وقت من الأوقات، بل أميركا هي التي خرقت الاتفاق وخرجت منه"، مطالباً جميع أطراف الاتفاق بـ"الالتفات للأيام القادمة، فهي أيام مهمة جداً، ولابد من التزام الدقة في كيفية إطلاق التصريحات وعرض المواقف".
وتابع: "أي خطوة غير بناءة ستضر مفاوضات فيينا بالتأكيد.. ستتخذ إيران مواقفها وفقاً لسلوك الأطراف الأخرى، وأن المهم هو أن نستانف المفاوضات في فيينا بالتعاون مع مجموعة (4+1)".
التلويح بخطط بديلة
وسبق أن حثت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا، إيران على استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي، فيما لوح الرئيس الأميركي جو بايدن ببدائل أخرى للتعامل مع طهران "إذا تعثرت الخيارات الدبلوماسية".
ورداً على التهديدات الأميركية، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، السبت، أن بلاده تحتفظ بحق "اختيار الرد المناسب" على التهديدات التي أصدرها الرئيس الأميركي، لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في البيت الأبيض الجمعة الماضي.
وقال شمخاني في تغريدة على تويتر: "أكد كل من بينيت وبايدن، على اتخاذ خيارات أخرى تجاه إيران، وفي حين يمثل هذا الأمر تهديداً غير قانوني لدولة أخرى، فإنه من حق طهران اختيار الرد المناسب ضمن الخيارات المتاحة".
ويتهم بينيت، على غرار سلفه بنيامين نتنياهو، إيران بالسعي لامتلاك القنبلة الذرية، خلف ستار برنامج نووي مدني، على الرغم من نفي طهران ذلك.
ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس إلى "تجهيز خطة بديلة" عن الاتفاق النووي، لردع إيران عن امتلاك قنبلة نووية، بسبب "غموض نوايا طهران" المتعلقة بمحادثات فيينا لإحياء الاتفاق.
وقال جانتس، في إيجاز عن الأوضاع الأمنية قدّمه إلى أكثر من 60 سفيراً أجنبياً في إسرائيل، الأربعاء الماضي، إنه "لا يستبعد إمكانية أن تضطر إسرائيل للعمل في المستقبل بهدف عدم وصول إيران لسلاح نووي، مثلما عملت في الماضي"، قائلاً إن "لدى إسرائيل إمكانيات عمل متعددة".
