بينيت يقطع وعداً لبايدن بشأن الاتفاق النووي الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدثان خلال اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، واشنطن، 27 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدثان خلال اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، واشنطن، 27 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

نقل موقع أكسيوس، عن مصدرين أميركيين مطلعين على الاجتماع الذي جمع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الجمعة، في البيت الأبيض، أن بينيت أبلغ بايدن أنه على الرغم من معارضته عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، فإنه لن يتحدث ضده بشكل علني مثل سلفه بنيامين نتنياهو.

ورأى الموقع الأميركي، في تقرير مطول نشره السبت، أن هذا الوعد يبدو مهماً، لأن بايدن وكبار مستشاريه كانوا شهوداً على المواجهات العنيفة بين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بشأن إيران. 

وأشار الموقع إلى أن الخلافات بين الطرفين تحولت حينها إلى معارك في وسائل الإعلام، الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوترات وأضر بالعلاقات بين البلدين، وبلغ الخلاف ذروته عندما شن نتنياهو حملة ضد الاتفاق النووي، بما في ذلك خلال خطابه أمام الكونجرس الأميركي.

ونقل الموقع عن المصدرين قولهما إن "بينيت كرر هذه الرسالة خلال اجتماعاته مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأربعاء الماضي، كما أعرب عن اعتقاده أن الحوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيحقق نتائج أفضل".

كما نقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي بارز حضر الاجتماع قوله: "أبلغ رئيس الوزراء بينيت الرئيس بايدن أنه بغض النظر عن الخلافات السياسية، فإنه يريد العمل وفقاً لقواعد الصدق واللياقة".

محادثات خاصة

وأشار الموقع إلى أن بينيت أوضح خلف الكواليس، في لقاءاته مع بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين، أنه يريد إدارة العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مثلما يدير العلاقات داخل حكومته، التي لديها العديد من وجهات النظر المتباينة، فضلاً عن حل الخلافات بين البلدين في محادثات خاصة مباشرة، وليس في وسائل الإعلام، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين تحدثوا مع "أكسيوس".

وحسب ما قال مصدر مطلع على الاجتماع، فإن بينيت قد أكد في اجتماعه مع بلينكن، أنه لم يكن يعتقد أنه قد يرأس ائتلافاً يضم أحزاباً ذات ميول يسارية أو حزباً مسلماً، لكنه أدرك أنه على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنه يمكن تحقيقه.

وتابع المصدر: "قال بينيت لبلينكن إن فلسفته في إدارة الائتلاف تتمثل في أنه عندما يغضبه شخص ما، فإنه لا يذهب إلى الصحافة ليتحدث عنه، بل يلتقط هاتف ليجري مكالمة معه، وأكد له أن هذه هي الطريقة التي يريد أن يعمل بها مع الولايات المتحدة، إذ إنه إذا كانت لدى واشنطن مشكلة مع شيء ما فإنه يجب أن يتم الاتصال بحكومته من دون الذهاب إلى الصحافة".

"بداية جيدة للعلاقات"

من جانبه، كان البيت الأبيض راضياَ عن رسالة بينيت، وهو ما أكدته باربرا ليف، وهي من كبار مستشاري بايدن في الشرق الأوسط، في مكالمة هاتفية مع ممثلي المنظمات اليهودية، الجمعة، وفقاً لما قاله شخصان شاركا في المكالمة لـ"أكسيوس".

وأضاف المصدران أن ليف قد أمضت 5 ساعات مع بينيت في اجتماعات مختلفة، بما في ذلك اجتماعه مع بايدن، إذ قالت إنه بغض النظر عن خلافاتهما، فإن العلاقة بينهما قد بدأت بشكل جيد.

وتابعت ليف، في المكالمة: "يريد بايدن أيضاً تواصلاً مباشراً خالياً من الدراما، كما أنه سيكون صريحاً وقاسياً إذا لزم الأمر، ولكن سيكون ذلك في السر وليس في وسائل الإعلام".

وكان بيان البيت الأبيض الخاص باجتماع بايدن وبينيت، قد أشار إلى أحد الخلافات الرئيسية بين الطرفين، وقال إن "الرئيس تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي حول أهمية الامتناع عن الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات، وتسهم في الشعور بالظلم، وتقوض جهود بناء الثقة". 

وعن هذا الجزء من البيان، قال مصدر مطلع على الاجتماع لـ"أكسيوس" إنه يشير بشكل أساسي إلى احتمال إخلاء منازل عائلات فلسطينية، في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، إذ قالت ليف في مكالمتها مع المنظمات اليهودية إن بايدن أثار هذه القضية مع بينيت، بحسب المصادر التي شاركت في المكالمة.

ورأى الموقع أنه من المتوقع أن يتم اختبار التفاهمات الأخيرة بين الطرفين، حول كيفية إدارة العلاقة في الأسابيع والأشهر المقبلة، عندما توافق إسرائيل على بناء مبانٍ جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، والتي كانت قد تم تأجيلها، وكذلك عندما يُعاد فتح القنصلية الأميركية في القدس، بعدما تقر الحكومة الإسرائيلية ميزانيتها في نوفمبر المقبل.

حل الدولتين

كان بايدن قد جدد التأكيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال لقائهما في البيت الأبيض، الجمعة، على أن "حل الدولتين المتفاوض عليه هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للتوصل إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وأكد بايدن دعمه لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس، ودعم إدارته الكامل لتجديد نظام القبة الحديدية، مشيراً في الوقت نفسه إلى "أهمية الامتناع عن الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وتسهم في الشعور بالظلم، وتقويض جهود بناء الثقة".

ولفت الرئيس الأميركي إلى "أهمية اتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين ودعم فرص اقتصادية أكبر لهم".

وذكر بيان البيت الأبيض أن بايدن وبينيت "تبادلا وجهات النظر بشأن الجهود المبذولة لدفع السلام والأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين"، كما ناقشا "سبل تعميق علاقات إسرائيل مع البحرين والمغرب والسودان والإمارات".

وأعرب الرئيس الأميركي عن دعمه الكامل لعلاقات قوية ومتوسعة بين إسرائيل وجيرانها العرب والدول الإسلامية على مستوى العالم، ونوه بأن "شراكات إسرائيل التاريخية مع مصر والأردن تظل حاسمة للاستقرار الإقليمي".

وتبادل الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وجهات النظر بشأن التحديات غير المسبوقة التي تمثلها جائحة كوفيد-19، في الداخل أو في جميع أنحاء العالم، واتفقا على أن فريقيهما سيظلان منخرطين بشكل وثيق لتبادل الخبرات حول هذا التحدي العالمي المُلح.

 وقال بايدن إن "إدارته ستعزز التعاون الثنائي مع إسرائيل بطرق من شأنها أن تفيد المواطنين الأميركيين والمواطنين الإسرائيليين، من خلال العمل معاً على إدراج إسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة".

البرنامج النووي الإيراني

أكد الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي التزامه بـ"ضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً"، فيما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن بينيت عرض على بايدن "استراتيجية جديدة" لمواجهة إيران.

وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن وبينيت استعرضا الخطوات اللازمة لـ"ردع واحتواء سلوك إيران الإقليمي" الذي وصفه بـ"الخطر"، واتفقا على "الالتزام بالعمل بشكل بنّاء، وتعميق التعاون لمعالجة جميع جوانب أمن إسرائيل ضد إيران والتهديدات الأخرى".

وقال بايدن للصحافيين، عقب لقاء بينيت، إنه يضع "الدبلوماسية أولاً" في محاولة لكبح برنامج إيران النووي، لكن إن فشلت المفاوضات فإنه مستعد للجوء إلى "خيارات أخرى" لم يحددها.

اقرأ أيضاً: