اللبنانيون في الخارج يبدأون التصويت بالانتخابات البرلمانية

time reading iconدقائق القراءة - 5
لبناني يملأ استمارة بيانات قبل الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية في العاصمة القطرية الدوحة - 6 مايو 2022 - REUTERS
لبناني يملأ استمارة بيانات قبل الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية في العاصمة القطرية الدوحة - 6 مايو 2022 - REUTERS
بيروت -أ ف ب

بدأ لبنانيون في الخارج، الجمعة، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها داخل البلاد في منتصف الشهر الجاري، في استحقاق لا يتوقع محللون أن يُغيّر المشهد السياسي العام في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق.

وهذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين اللبنانيين الاقتراع في انتخاب أعضاء البرلمان الـ128.

وتجري الانتخابات في الخارج على دفعتين، الجمعة، في 9 دول عربية وفي إيران، بينما ينتخب المغتربون في 48 دولة أخرى، الأحد المقبل، بحسب "فرانس برس".

والانتخابات البرلمانية هي الأولى بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019، طالبت بتنحي الطبقة السياسية، وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة. 

وينظر كثيرون إلى الانتخابات باعتبارها فرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية، وأنهكته أزمات متراكمة.

وفُتحت مراكز الاقتراع في السابعة صباحاً بتوقيت بيروت (04:00 بتوقيت جرينتش)، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، الخميس، أنه يُمكن للبنانيين في الخارج، الاقتراع في 592 قلماً موّزعين على 205 مراكز، معظمها في السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية.

عُزوف عن التصويت

وبحسب بيانات الخارجية، فإن أكثر من 225 ألف ناخب سجلوا أسماءهم. وكان نحو 50 ألف مغترب أدلوا بأصواتهم في انتخابات عام 2018، من إجمالي قرابة 90 ألفاً سجلوا أسماءهم.

ورغم ارتفاع عدد المغتربين المسجّلين مقارنة مع الانتخابات الماضية، يُعتبر الرقم ضئيلاً جداً بالمقارنة مع وجود ملايين اللبنانيين المنتشرين في أنحاء العالم.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، ومع تدهور نوعية الحياة في البلاد، اختارت عائلات كثيرة وخريجون جامعيون جدد، وأطباء وممرضون، وغيرهم الهجرة في العامين الماضيين، بحثاً عن بدايات جديدة، بعدما فقدوا الأمل بالتغيير والمحاسبة. ويعلّق المرشحون المستقلون والمعارضون آمالهم على أصوات هؤلاء.

وبحسب تقرير نشرته مبادرة الإصلاح العربي، وهي منظمة بحثية تتخذ من باريس مقراً لها، الشهر الجاري، فقد اختار 6% من الناخبين في الخارج عام 2018 مرشحين على قوائم المعارضة، في حين اختار 94% مرشحين من الأحزاب السياسية التقليدية.

وقبل 24 ساعة من بدء الاقتراع، دخل لبنان في "الصمت الانتخابي"، الذي يُمنَع بعده القيام بحملات إعلامية وتصريحات انتخابية.

وبعد انتهاء عمليات التصويت، تُنقل صناديق الاقتراع بعد إغلاقها بالشمع الأحمر عبر شركة شحن خاصة إلى لبنان، لإيداعها في المصرف المركزي، على أن يتم فرزها واحتساب الأصوات في ختام الانتخابات في 15 مايو.

وبعدما كانت الآمال مُعلّقة على أن تُترجم نقمة اللبنانيين في صناديق الاقتراع، لصالح لوائح المعارضة، ومجموعات جديدة أفرزتها الانتفاضة الشعبية، يرى خبراء أن قلّة خبرة خصوم السلطة، وضعف قدراتهم المالية، وتعذّر توافقهم على خوض الانتخابات موحدين، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.

1000 مرشح

بحسب الموقع الرسمي للانتخابات اللبنانية، وصل العدد النهائي للمرشحين (بعد انسحاب 42 منهم) إلى 1002 مرشح، بزيادة قدرها 26 مرشحاً عن الانتخابات السابقة (عام 2018).

وتشهد الانتخابات اللبنانية الحالية لأول مرة منذ 3 عقود غياب أبرز القوى "السنيّة"، مع عزوف رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عن الترشح، وإعلانه تعليق مشاركة تياره السياسي "المستقبل"، الذي يتزعمه منذ اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005، في الحياة السياسية اللبنانية.

وفي ظل التساؤلات عمن سيملأ الفراغ الذي سيخلفه عزوف الحريري عن المشاركة في الانتخابات، ترشيحاً واقتراعاً، قال الباحث في "الدولية للمعلومات" محمد شمس الدين لـ"الشرق"، إن "تيار المستقبل فاز في الانتخابات الماضية بـ19 نائباً، وحاز على 250 ألف صوت، منها 230 ألفاً من السنّة، وكان حاضراً ومؤثراً في 8 دوائر انتخابية". 

وأضاف: "أما اليوم، فيتم ملء هذا الفراغ من خلال عائلات أو شخصيات سنّية مقربة من المستقبل، سواء في زحلة وعكار وبعلبك والهرمل والبقاع الغربي وصيدا والشوف، لكن الفراغ الكبير يبقى في طرابلس ودائرة بيروت الانتخابية الثانية، حيث يمكن أن تشهد الانتخابات تراجعاً في اقتراع السنّة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات