البنتاغون يدافع عن إخلاء قاعدة "باغرام" سراً: لدرء هجمات محتملة من "طالبان"

time reading iconدقائق القراءة - 4
جندي أفغاني يحرس بوابة قاعدة "باغرام" الجوية الأميركية - 2 يوليو 2021 - REUTERS
جندي أفغاني يحرس بوابة قاعدة "باغرام" الجوية الأميركية - 2 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-أ ف بالشرق

أقر البنتاغون، الثلاثاء، بأن القوات الأميركية غادرت قاعدة "باغرام" الجوية قرب كابول من دون أن تبلغ السلطات الأفغانية مسبقاً بالساعة المحددة لانسحابها، عازياً السرّية إلى دواعٍ أمنية متعلقة بتحرك محتمل من جانب حركة "طالبان".

وكان مسؤولون أفغان، بمن فيهم القائد الجديد للقاعدة الجوية، أبدوا امتعاضهم لعدم تبلغهم مسبقاً بالموعد المحدد لمغادرة القوات الأميركية "باغرام"، والذي حصل في وقت باكر من صباح الجمعة.

وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، الثلاثاء، إن السلطات العسكرية والسياسية الأفغانية تبلغت بموعد الانسحاب "قبل يومين" من حصوله، وتمكنت من زيارة هذا المجمع العسكري الضخم الذي شكل مركزاً أساسياً للعمليات الأميركية الاستراتيجية في أفغانستان طوال العقدين الماضيين.

وأوضح كيربي خلال مؤتمر صحافي أنه "لم يتم الكشف عن الساعة المحددة للانسحاب لأسباب أمنية عملانية.. اعتبرنا أن من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيقة قدر الإمكان"، كي يتم الانسحاب بطريقة "آمنة ومنظمة"، نظراً إلى الخطر الذي تمثله حركة "طالبان" على القوات الأميركية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان هذا الحذر الشديد يعكس عدم ثقة الأميركيين بشركائهم الأفغان، قال كيربي: "لا يمكنني أن أعلّق على كيفية تفسير الأفغان لهذا القرار".

وأضاف أن "هذا الأمر لا علاقة له بما إذا كنا نثق بشركائنا الأفغان أم لا. إنه يعني أننا مضطرون للأخذ في الاعتبار أن حركة طالبان يمكن أن تتحدى هذا الانسحاب".

وشدد كيربي على أن نقل السيطرة على قاعدة "باغرام" من القوات الأميركية إلى نظيرتها الأفغانية "حصل تماماً كما حصل في القواعد الست السابقة التي سلّمناها".

والثلاثاء، أعلن الجيش الأميركي أنه أنجز "أكثر من 90%" من انسحابه العسكري من أفغانستان الذي بدأ في مايو، ومن المقرر أن ينتهي بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر، التي أطلقت الحرب الطويلة على حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" عام 2001.

موقع استراتيجي

ولعبت قاعدة "باغرام"، على مدى عقود، دور نقطة الارتكاز للقوات الأجنبية التي تقاتل الحركات المسلحة. 

وتعتبر "باغرام" التي تقع على مسافة 50 كيلومتراً من كابول حيوية لضمان أمن العاصمة، وذات أهمية استراتيجية كبرى للسيطرة على شمال أفغانستان بالكامل.

وعلى مر السنوات الماضية، استقبلت القاعدة مئات آلاف العسكريين الأميركيين، ومن حلف شمال الأطلسي، ومقاولين متعاقدين مع القوات الأميركية والدولية، ومنها انطلقت الطائرات العسكرية لشن ضربات جوية على "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، ومنها نظمت عمليات إعادة تموين القوات.

اختبار قدرات حكومة كابول

وتشكل قدرة القوات الأفغانية على فرض سيطرتها في "باغرام" مسألة محورية في ضمان أمن العاصمة كابول المجاورة، ومواصلة الضغط على حركة "طالبان".

الأحد، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن مغادرة القوات الأميركية قاعدة باغرام الجوية أعطت زخماً لتحركات "طالبان" التي سيطرت على عشرات المقاطعات الجديدة شمال وشرق وجنوب أفغانستان بعد هذا الانسحاب الأميركي، وباتت تسيطر على أكثر من نصف المقاطعات الـ 400 في البلاد.

أمن مطار كابول

وبعد تسليم "باغرام" إلى القوات الأفغانية، تبقى مسألة الأمن في مطار كابول بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وعرضت تركيا إدارة المطار وحراسته، وتجري محادثات مع الولايات المتحدة بخصوص الدعم المالي والسياسي واللوجستي.

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنه سيبحث مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، خطة لتولي تركيا تشغيل وحراسة المطار، مضيفاً أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد.

اقرأ أيضاً: