واشنطن تتهم الصين بهجمات إلكترونية استهدفت قطاعات حيوية وتلوح بمحاسبتها

time reading iconدقائق القراءة - 6
رسم تعبيري لهجوم سيبراني - 5 يوليو 2021 - REUTERS
رسم تعبيري لهجوم سيبراني - 5 يوليو 2021 - REUTERS
دبي - الشرق

اتهمت الولايات المتحدة ودول حليفة، بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الصين بتنفيذ هجمات إلكترونية، استهدفت شركة "مايكروسوفت" الأميركية وقطاعات أخرى حيوية، ملوّحة بتدابير انتقامية، معتبرة أن تلك الهجمات تأتي في إطار "دعم أهداف الصين للتنمية الاقتصادية والعسكرية بعيدة المدى".

واعتبر البيت الأبيض أن هذه الخطوة "تبني على التقدّم المحرز من أول رحلة خارجية للرئيس" جو بايدن إلى أوروبا، إذ يطرح "نهجاً إلكترونياً مشتركاً مع حلفائنا، ويحدّد توقعات وعلامات واضحة بشأن كيفية تصرّف الدول المسؤولة، في الفضاء الإلكتروني". وذكّر بـ "التزامات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، والاتحاد الأوروبي، بشأن برامج الفدية، واعتماد حلف شمال الأطلسي سياسة دفاع سيبرانية جديدة، للمرة الأولى منذ 7 سنوات". وأضاف: "يمثل حلفاؤنا وشركاؤنا مصدراً هائلاً للقوة وميزة أميركية فريدة، ويساهم نهجنا الجماعي في مشاركة المعلومات بشأن التهديد السيبراني، والدفاع... في مساءلة دول مثل الصين".

أما وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فشدد على أن "الدول المسؤولة لا تعرّض أمن الشبكات العالمية للخطر بشكل عشوائي، ولا تؤوي مجرمي الإنترنت عن قصد، ناهيك عن رعايتهم أو التعاون معهم"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تعمل مع شركائنا وحلفائنا، للترويج لسلوك الدولة المسؤول في الفضاء الإلكتروني، ومكافحة الجرائم الإلكترونية، ومعارضة الاستبداد الرقمي". وتحدث عن "جهود ستعزز الأمن والاستقرار العالميَين في الفضاء السيبراني".

كذلك حضّ وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الحكومة الصينية على "إنهاء هذا التخريب السيبراني المنهجي"، مضيفاً أنها "يمكن أن تتوقع محاسبتها، إن لم تفعل ذلك".

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن مجموعة من الحلفاء والشركاء، تشمل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا واليابان وحلف شمال الأطلسي، تنضمّ إلى الولايات المتحدة في "فضح النشاط السيبراني الخبيث لوزارة أمن الدولة في الصين وانتقاده"، والذي يستهدف "مايكروسوفت إكسشينج".

وأشار المسؤول إلى أن تلك الأطراف "ستتخذ مزيداً من الإجراءات لمكافحة" هذه الهجمات، إذ "تشكّل تهديداً ضخماً للولايات المتحدة وحلفائها، على صعيدَي الاقتصاد والأمن القومي". وأضاف أن "السلوك غير المسؤول للصين في الفضاء الإلكتروني يتعارض مع هدف معلن (لها)، يتمثل في أن تُعتبر (دولة) مسؤولة في العالم".

وتابع أن هذه الأطراف توضح اتحادها لشجب هذه النشاطات المتعلّقة بالنشاط السيبراني الخبيث في الصين، و"تعزيز الدفاع في شبكة (الإنترنت) والأمن السيبراني، والعمل على تعطيل التهديدات التي تواجهها اقتصاداتنا وأمننا القومي".

"محاسبة الصين"

ونسبت الولايات المتحدة والأطراف الأخرى، هذه الحملة التي استهدفت "ثغرات" في خادم "مايكروسوفت إكسشينج"، وكُشف عنها في مارس الماضي، إلى "جهات فاعلة خبيثة مرتبطة بوزارة أمن الدولة في الصين". واعتبر المسؤول أن "إجراءات الصين تهدد الأمن والثقة والاستقرار في الفضاء الإلكتروني"، وتابع: "لا تستبعد الولايات المتحدة، وحلفاؤنا وشركاؤنا، اتخاذ مزيد من الإجراءات لمحاسبة الصين".

وزاد: "أثارت حكومة الولايات المتحدة مخاوف بشأن هذا الحادث والنشاط السيبراني الأوسع نطاقاً للصين، مع مسؤولين بارزين في حكومتها، موضحة أن هذه الإجراءات تهدد الثقة الأمنية والاستقرار في الفضاء الإلكتروني". ولفت إلى أن "هذه الرسالة توجّه رسالة موحّدة قوية إضافية إلى الصين، بشأن مساءلتها"، مضيفاً: "الجزء الأول المهم هو الكشف علناً عن نمط النشاط السيبراني الخبيث غير المسؤول، وفعل ذلك مع الحلفاء والشركاء".

"أهداف الصين التنموية"

وأعدّت وكالة الأمن القومي الأميركية، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، تقريراً بشأن "النشاط السيبراني الخبيث الذي ترعاه الدولة في الصين"، مشيرة إلى أنه "يمثل تهديداً ضخماً لأصول الفضاء الإلكتروني للولايات المتحدة وحلفائها".

وأضاف أن "جهات فاعلة سيبرانية، ترعاها الدولة الصينية، تستهدف بقوة موظفين ومؤسسات، ينشطون في القطاعات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والتعليمية، وتلك المرتبطة بالبنية التحتية، في الولايات المتحدة وحلفائها، لسرقة بيانات حساسة وتكنولوجيات أساسية مهمة وناشئة، وملكية فكرية، ومعلومات تعريف شخصية".

وأشار إلى أن بعض القطاعات المستهدفة تشمل "مقدّمي خدمات، وشركات أشباه الموصلات، وقاعدة الدفاع الصناعية، وجامعات، ومؤسسات طبية"، معتبراً أن "هذه العمليات السيبرانية تدعم أهداف التنمية الاقتصادية والعسكرية بعيدة المدى للصين".

"استغلال نقاط ضعف عامة"

وحضّت وكالة الأمن القومي الأميركية، ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، و"إف بي آي"، الحكومات ومنشآت البنية التحتية، وقاعدة الدفاع الصناعية، والمؤسسات الصناعية الخاصة، على تطبيق توصيات اقترحتها، من أجل "تعزيز الموقف الدفاعي لشبكاتهم الحيوية، وتقليص أخطار النشاط السيبراني الصيني الخبيث".

وحدّدت الوكالات الثلاث "اتجاهات في العمليات السيبرانية الخبيثة التي ترعاها الدولة الصينية"، شملت "اكتساب بنية تحتية وقدرات"، إذ "تبقى الجهات الفاعلة السيبرانية، التي ترعاها الدولة الصينية، سريعة الحركة ومدركة لممارسات مجتمع أمن المعلومات. ويبذل هؤلاء جهداً لإخفاء نشاطاتهم، مستخدمين سلسلة متجددة من الخوادم الافتراضية الخاصة (VPS)، وأدوات عامة مفتوحة المصدر، أو أدوات اختراق تجارية".

وتحدث التقرير عن "استغلال نقاط ضعف عامة"، إذ إن "الجهات الفاعلة السيبرانية الصينية، التي ترعاها الدولة، تفحص الشبكات المستهدفة باستمرار، بحثاً عن نقاط ضعف حرجة وبارزة، في غضون أيام من الكشف العلني عن الثغرة الأمنية". وتابع: "في حالات كثيرة، يسعى هؤلاء إلى استغلال الثغرات الأمنية في تطبيقات أساسية"، بما في ذلك منتجات "مايكروسوفت".

وذكر التقرير أن هذه الجهات "تستخدم مجموعة كاملة من التكتيكات والتقنيات، لاستغلال شبكات الكمبيوتر ذات الأهمية في كل أنحاء العالم، والحصول على حقوق ملكية فكرية، ومعلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية حساسة".

اقرأ أيضاً: