اتفقت الولايات المتحدة والهند على اتخاذ خطوات لتعزيز شراكتهما الدفاعية، في أحدث مؤشر على التعاون بين البلدين في مواجهة "تنامي نفوذ الصين" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
جاء ذلك بعد يومين من الاجتماعات في واشنطن، بين مسؤولين حكوميين ورجال أعمال من البلدين، تضمنت التطرق إلى تعاون أكبر في الصناعات ذات الصلة بالمجال العسكري والتنسيق في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفق ما أوردت شبكة "سي إن إن".
ومن أبرز النقاط التي تطرقت إليها الاجتماعات، التعاون في تطوير المحركات النفاثة، وتكنولوجيا الذخائر العسكرية، وفقاً لبيان صادر عن البيت الأبيض.
صناعة محركات نفاثة في الهند
وذكر البيان على وجه التحديد، أن الحكومة الأميركية ستتطلع إلى الإسراع في مراجعة طلب قدمته شركة "جنرال إلكتريك" الأميركية لصناعة محركات نفاثة في الهند، لاستخدامها بالطائرات التي تنتجها نيودلهي.
ومن الناحية العملياتية، سيتطلع الجيشان الأميركي والهندي إلى تعزيز الأمن البحري، وقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأميركي كاثلين هيكس لمستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، إن "بناء التحالفات والشراكات يمثل أولوية قصوى" لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، في ما وصفته بـ"البيئة الاستراتيجية المتنازع عليها بشكل متزايد في المنطقة"، حسب بيان صادر عن البنتاجون.
وأضافت هيكس، أن بناء الشراكات كان هدفاً رئيسياً لاستراتيجية الدفاع الوطني الأميركية لعام 2022، والتي تصف الصين بأنها "تهديد متزايد في مجالات عدة".
وفيما عززت الصين قواتها العسكرية في المناطق القريبة من تايوان واليابان، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، شهدت الحدود الهندية الصينية اشتباكات بين قوات البلدين على طول خط السيطرة الفعلية، وهو خط الترسيم الفاصل بين الأراضي التي تسيطر عليها الهند والأراضي التي تسيطر عليها الصين.
زيادة التنسيق
شكلت الولايات المتحدة والهند، إلى جانب اليابان وأستراليا، تحالفاً غير رسمي، وهو "الحوار الأمني الرباعي" (كواد)، وهي مجموعة تركز على الأمن، وأصبحت أكثر نشاطاً في السنوات القليلة الماضية، كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة نفوذ الصين ومطالبها الإقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وعلى هامش قمة رباعية في طوكيو في مايو الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن "المبادرة الأميركية الهندية" بشأن التعاون التكنولوجي (iCET)
وكانت الاجتماعات التي انعقدت هذا الأسبوع، هي الأولى في إطار هذه المبادرة، وجمعت العشرات من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين للصناعة، وكبار الأكاديميين من كلا البلدين.
وبالإضافة إلى تقنيات الدفاع، ستعمل واشنطن ونيودلهي على "توسيع التعاون الدولي في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمومية واللاسلكية المتقدمة"، حسب ما جاء في بيان حقائق البيت الأبيض.
وخلال الاجتماعات جرى الاتفاق على تطوير صناعة أشباه الموصلات في الهند، بالإضافة إلى تعهد البلدين بالمساعدة في تطوير الجيل التالي من الاتصالات في الهند، بما في ذلك تقنيات الهواتف المحمولة المتقدمة لشبكات الجيلين الخامس والسادس.
كذلك، اتفقت واشنطن ونيودلهي على تعزيز التعاون في مجال الفضاء، بما في ذلك مساعدة الهند على تدريب رواد الفضاء وتطوير قطاع الفضاء التجاري.