أعرب زعماء العالم عن مشاعر الصدمة عندما اقتحم أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترمب مبنى الكونغرس في واشنطن، الأربعاء، بالتزامن مع جلسة التصديق على نتائج انتخابات الرئاسة التي فاز بها جو بايدن.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "حزنه" من وقائع الكابيتول، وقال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك في بيان: "في هذه الظروف، من المهم أن تغرس القيادات السياسية في أذهان أتباعها ضرورة الإحجام عن العنف واحترام الإجراءات الديمقراطية وسيادة القانون".
ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الاحتجاجات العنيفة في واشنطن بأنها "مشاهد صادمة"، مشدداً على وجوب احترام نتيجة الانتخابات الديمقراطية الأميركية.
وعبّر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، عن صدمته للمشاهد في واشنطن، وكتب في حسابه على تويتر، "الكونغرس الأميركي قِبلة للديمقراطية.. نثق بأن الولايات المتحدة ستؤمّن انتقالاً سلمياً للسلطة إلى جو بايدن"، الذي سيستلم منصبه في 20 يناير بعد تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات عند استئناف الجلسة بعد عودة الهدوء بطلب من ترمب لمناصريه.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "أؤمن بقوة المؤسسات والديمقراطية في الولايات المتحدة. الانتقال السلمي للسلطة ركن أصيل. فاز جو بايدن في الانتخابات، وأتطلع للعمل معه بصفته الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأميركية".
"أحداث مخزية"
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أحداث الكونغرس بـ "المخزية"، قائلاً إن الولايات المتحدة تؤيد الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، وإنه من الضروري الآن أن يحدث انتقال سلمي ومنظم للسلطة.
بدورها، عزت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل ما وصفته بـ"العنف المروع بشكل تعجز الكلمات عن وصفه"، إلى لهجة ترمب في الاعتراض على خسارته الانتخابية، قائلة إنه لم يمنع تصعيد العنف بل أججه.
وأضافت في تصريحات تلفزيونية الولايات المتحدة بأنها "منارة للديمقراطية" وأنه "من الضرورة البالغة" أن يحدث انتقال للسلطة إلى إدارة بايدن.
ووصف وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني الأحداث في واشنطن بأنها "هجوم متعمد على الديمقراطية من قِبل رئيس لا يزال في منصبه وأنصاره، ومحاولة لقلب نتيجة انتخابات حرة ونزيهة. العالم يشاهد! ونأمل استعادة الهدوء".
ميركل: "صور مزعجة"
وعبّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن غضبها وحزنها من الأحداث، ووصفت مقتحمي الكابيتول بأنهم "معتدون ومثيرو شغب"، ملقية باللوم على عدم اعتراف ترمب بالهزيمة الانتخابية.
وقالت ميركل خلال اجتماع: "شاهدنا جميعاً أمس الصور المزعجة لاقتحام الكونغرس الأميركي، هذه الصور أغضبتني وأحزنتني كذلك". وأضافت "يؤسفني أن الرئيس ترمب لم يعترف بهزيمته منذ نوفمبر ولا حتى أمس"، وذلك قبل أن يتعهد ترمب بانتقال منظم للسلطة في 20 يناير.
وفي تصريح للصحافيين، أبدت ميركل "ارتياًحا كبيراً لمعرفة أنه تم التصديق على نتائج الانتخابات في الكونغرس"، بعد استئناف الجلسة، مضيفة أن "جو بايدن سيكون الرئيس المقبل، وهذا يعني أن القوى الديمقراطية غلبت"، وأن توليه ونائبته كامالا هاريس السلطة "سيفتح فصلاً جديداً".
ماكرون: ما حدث ليس أميركياً
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقطع فيديو نشره في حسابه على تويتر، إن "ما حدث اليوم في واشنطن العاصمة ليس أميركياً بكل تأكيد. نحن نؤمن بقوة ديمقراطياتنا، ونؤمن بقوة الديمقراطية الأميركية".
روسيا: كأحداث أوكرانيا
وانتقد نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي مشاهد العنف التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية من واشنطن، قائلاً إن "صوراً تشبه ما حدث في ميدان (الاستقلال) تأتي من العاصمة" الأميركية، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدها ميدان الاستقلال في أوكرانيا وأطاحت بالرئيس المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش عام 2014.
وأضاف بوليانسكي: "بعض أصدقائي يسألون عما إذا كان أحد سيوزع مقرمشات على المحتجين على غرار ما فعلته فيكتوريا نولاند"، مستشهداً بزيارة قامت بها عام 2013 مساعدة وزير الخارجية الأميركي حينذاك وقدمت فيها الطعام للمحتجين.
اليابان: شأن داخلي ولكن..
وقال أمين مجلس الوزراء الياباني كاتسونوبو كاتو للصحافيين: "نمتنع عن التعليق على الأسلوب السياسي للرئيس ترمب لأن هذا يخص مسألة داخلية أميركية، لكننا نأمل أن نشهد تغلّب الديمقراطية في الولايات المتحدة على هذا الوضع الصعب واستعادة الهدوء والانسجام، وانتقالاً سلمياً وديمقراطياً للسلطة".
إسرائيل: عمل مشين
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحداث مبنى الكابيتول بـ"عمل مشين يستوجب إدانة قوية".
وقال خلال مؤتمر صحافي في القدس مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن "الديمقراطية الأميركية ستنتصر كما كانت دائماً. لطالما ألهمتني".
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي في تغريدة على "تويتر": "منذ استقلالها، ظلت أميركا، صديقتنا العظيمة الحقة، نبراساً للديمقراطية وأيّدت الحرية والعدالة والاستقلال. وأنا على ثقة بأن الشعب الأميركي ونوابه المنتخبين سيعرفون كيف يتصدون لهذا الهجوم وسيواصلون الدفاع عن القيم التي قامت عليها الولايات المتحدة".
إسبانيا: بايدن سيوحد الأميركيين
وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز على تويتر: "أتابع بقلق الأنباء الواردة من كابيتول هيل في واشنطن. وأنا على ثقة بقوة الديمقراطية الأميركية. الرئيس الجديد جو بايدن سيتخطى فترة التوتر هذه ويوحد الشعب الأميركي".
وبعد تصديق الكونغرس على فوز بايدن، قال: "نجح الهجوم أمس على مبنى الكابيتول هيل في إعادة التأكيد على المبادئ التي نتشاركها. ستعمل إسبانيا مع الولايات المتحدة من أجل عالم أكثر عدلاً ومن أجل انتصار الديمقراطية على التطرف".
الهند: لا لتخريب الديمقراطية
وكتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تغريدة: "يحزنني أن أرى أنباء الشغب والعنف في واشنطن العاصمة.. يجب أن يستمر انتقال السلطة المنظم والسلمي. لا يمكن السماح بتخريب العملية الديمقراطية من خلال احتجاجات غير مشروعة".
تركيا تدعو للهدوء
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً تعبّر فيه عن القلق إزاء العنف، ودعت إلى الهدوء والتعقل، وحضّت رعاياها على تجنب الحشود ومنطقة الاحتجاج.
إيران: لاستخلاص العبر
ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الديمقراطية الغربية بأنها "هشة وضعيفة"، محذراً من صعود "الشعبوية".
وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: "ما لاحظناه في الولايات المتحدة الليلة الماضية واليوم، أظهر أولاً وقبل كل شيء مدى ضعف الديمقراطية الغربية وهشاشتها. لاحظنا أن الأرضية مهيأة للأسف للشعبوية رغم التقدّم في الصناعة والعلوم".
وتابع في إشارة إلى ترمب: "وصل شعبوي (إلى السلطة) وتسبب بكارثة في بلاده خلال أعوام حكمه الأربعة.. أتمنى أن يستخلص العالم بأسره والمسؤولون المقبلون في البيت الأبيض، العِبَر".
ودعا الإدارة الجديدة إلى "العودة إلى العقلانية.. والامتثال للقانون، هذا لمصلحتهم ومصلحة العالم". وحثّها على إعادة البلاد إلى "مكانة تليق بالشعب الأميركي لأنه شعب عظيم".
السويد والنرويج وفنلندا والتشيك: هجوم على الديمقراطية
ووصف رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين المشاهد في الكابيتول بأنها "هجوم على الديمقراطية". وقال: "الرئيس ترمب وكثير من أعضاء الكونغرس يتحملون مسؤولية كبيرة عما يحدث الآن. عملية انتخاب رئيس عملية ديمقراطية لا بد أن تُحترم".
بدورها، قالت رئيسة الوزراء النرويجية آرنا سولبرج على "تويتر"، إن "هذا هجوم غير مقبول على الديمقراطية الأميركية. من مسؤولية الرئيس ترمب إيقاف هذا. صور مروعة لا يصدق العقل أنها تحدث في الولايات المتحدة".
وكتب رئيس وزراء جمهورية التشيك آندريه بابيش على تويتر: "ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية هجوم غير مقبول وغير مسبوق على الديمقراطية. انتقال السلطة يجب أن يكون سلساً وسلمياً. أنا على يقين تام من أن هذه الأحداث ستتوقف".
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين في بيان، إن "الهجوم على الكابيتول هيل في واشنطن العاصمة، أمر خطير جداً يبعث على القلق. إنه يظهر مدى أهمية الدفاع عن الديمقراطية بحزم وقوة طوال الوقت".
أستراليا ونيوزيلندا وكندا: الديمقراطية ستسود
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون المشاهد في واشنطن بأنها "مفجعة". وكتب على تويتر: "نستنكر أعمال العنف هذه ونتطلع إلى انتقال الحكم سلمياً للإدارة الجديدة المنتخبة وفقاً للأعراف الديمقراطية الأميركية العظيمة".
بدورها، كتبت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن على تويتر: "الديمقراطية - حق الشعب في التصويت وسماع صوته ثم تنفيذ ذلك القرار سلمياً، يجب ألا تبطله أبداً مجموعة من الغوغاء. قلوبنا مع كل من آلمته بشدة أحداث اليوم، كما آلمتنا. ليس لدي شك في أن الديمقراطية ستسود".
وعبّر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن قلقه إزاء الأحداث في واشنطن، وقال لمحطة إذاعية: "من الطبيعي أن نشعر بالقلق، ونتابع الموقف لحظة بلحظة".
وأضاف: "نعتقد أن المؤسسات الديمقراطية الأميركية قوية، ونأمل أن يعود كل شيء لطبيعته بسرعة".
فنزويلا والأرجنتين تستنكران
كتب وزير الخارجية الفنزويلي خورخي آرياثا على" تويتر": "تعبّر فنزويلا عن قلقها إزاء الأحداث العنيفة التي تدور في مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية وتستنكر الاستقطاب السياسي، وتأمل بأن يفتح الشعب الأميركي طريقاً جديداً صوب الاستقرار والعدالة الاجتماعية".
وكتب الرئيس الأرجنتيني آلبرتو فرنانديز على تويتر: "نعبر عن شجبنا لأعمال العنف الخطيرة وإهانة الكونغرس التي حدثت اليوم في واشنطن العاصمة. نحن على يقين من حدوث انتقال سلمي يحترم إرادة الشعب ونعبر عن أقوى مساندة للرئيس المنتخب جو بايدن".
رؤساء أميركيون سابقون
إلى ذلك ذلك، ندد رؤساء أميركيون سابقون، ديمقراطيون وجمهوريون، بأعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول، الأربعاء، عندما اقتحمه أنصار ترمب.
واعتبر الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي باراك أوباما أنّ أعمال العنف تلك "مخزية" لكنّها ليست "مفاجئة". وقال في بيان إن "التاريخ سيتذكّر أعمال العنف التي حصلت اليوم في الكابيتول، بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزي وعار على بلدنا".
وأضاف: "سنخدع أنفسنا إذا قلنا إن ما حدث كان مفاجأة تامة"، ملقياً باللوم على قادة الحزب الجمهوري ووسائل الإعلام الموالية لهم لأنهم "غالباً كانوا غير راغبين في إخبار أتباعهم بحقيقة" أن بايدن حقّق فوزاً كبيراً في الانتخابات الرئاسية.
بدوره، شنّ الرئيس الأميركي الأسبق الجمهوري جورج دبليو بوش هجوماً عنيفاً على القادة الجمهوريين الذين أجّجوا حالة "التمرّد" التي تليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية"، وفق قوله.
واعتبر الرئيس الأميركي الأسبق الديمقراطي بيل كلينتون ما حصل "اعتداء غير مسبوق" على المؤسسات الأميركية، وقال في بيان: "لقد واجهنا اليوم اعتداء غير مسبوق على الكابيتول وعلى دستورنا وعلى بلدنا"، معتبراً أن هذا الهجوم غذّته "4 سنوات من السياسات المسمومة" والتضليل المتعمد.
اقرأ أيضاً: