السلطات الأميركية ترجّح مصدر إصابة أطفال بالتهاب الكبد الحاد

time reading iconدقائق القراءة - 4
  تجهيز جرعة معززة من لقاح Pfizer-BioNTech Covid-19 للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12-15 عاماً – 6 يناير 2022  - AFP
تجهيز جرعة معززة من لقاح Pfizer-BioNTech Covid-19 للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12-15 عاماً – 6 يناير 2022 - AFP
واشنطن-أ ف ب

رجّحت هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، الجمعة، أن يكون فيروس غدي وراء حالات إصابة غامضة لدى أطفال صغار جداً بالتهاب الكبد الحاد، وذلك بعد الكشف عن نتائج تحاليل.

والفيروسات الغدية، عائلة شائعة من الفيروسات تستطيع الانتقال من شخص لآخر، وعادة ما تتسبب في أعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي، لكنها نادراً ما تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الحاد لدى الأشخاص الذين يتمتّعون بصحة جيدة.

ولا تقتصر ظاهرة هذه الإصابات الغامضة بالتهاب الكبد على الولايات المتحدة، إذ سجلت عشرات الحالات في كل أنحاء أوروبا، ما أثار مخاوف من إمكانية تحوّلها إلى وباء جديد.

وأكدت الهيئة الفيدرالية الرئيسية للصحة العامة في الولايات المتحدة أنها تنسّق بشكل وثيق مع السلطات الصحية الأوروبية.

نتائج التحاليل

وشملت التحاليل بالتفصيل تسع حالات سجلت في ألاباما بين أكتوبر 2021 وفبراير 2022. وتراوحت أعمار الأطفال بين سنة واحدة وست سنوات، وكانوا جميعاً بصحة جيدة.

وعانى معظم هؤلاء الأطفال من قيء وإسهال وبعض أعراض الجهاز التنفسي. واستلزمت حالتا اثنين من الأطفال إجراء عملية زرع كبد لهما، وقد تماثلوا جميعاً للشفاء أو في طور التعافي.

وتبيّن أن الأطفال التسعة يحملون فيروساً غدياً، ورُصد وجود النوع 41 من هذه الفيروسات لدى خمسة منهم.

وأشارت الهيئة الصحية الأميركية إلى أن وجود فيروس "إبستين-بار" ثبت لدى ستة منهم، ولكن "لم يسجل وجود أجسام مضادة لديهم، ما يعني أنها عدوى سابقة لم تعد نشطة".

واستبعدت الهيئة أن تكون وراء الإصابات أسباب أخرى بينها كوفيد-19، وفيروسات التهاب الكبد إيه وبي وسي.

ويجرى كذلك التحقيق في حالات شهدتها ولايات أميركية أخرى. وأعلنت السلطات الصحية في ولاية ويسكونسن هذا الأسبوع أنها تراجع أربع حالات محتملة لأطفال، من بينها وفاة واحدة.

التهابات الأمعاء

وجاء في منشور لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه "في الوقت الراهن، نعتقد أن أحد الفيروسات الغدية قد يكون سبب هذه الحالات، ولكننا ما زلنا ندرس عوامل بيئية أخرى".

وأوضحت الهيئة أن الفيروس الغدي "من النوع 41" الذي يؤدي عادةً إلى التهابات حادة في المعدة والأمعاء، قد يكون هو تحديداً المُتسبب في هذه الإصابات.

ومن المعروف أصلاً أن الفيروسات الغدية تشكّل أحد أسباب التهاب الكبد، ولكن كان يُعتقد أنها لا تؤدي إلى الإصابة به إلا لدى الأطفال الذين يعانون ضعفاً في جهاز مناعتهم.

إصابات في المملكة المتحدة

ومنذ بداية العام، جرى تشخيص 111 طفلاً في المملكة المتحدة بإصابتهم بالتهاب الكبد، الذي لا يبدو أنه ناتج عن مجموعة فيروسات التهاب الكبد التي كان مرجّحاً أن تكون السبب، بحسب "سي إن إن".

وجاءت نتيجة نحو ثلاثة أرباع الأطفال الـ53 الذين خضعوا لفحص الفيروس الغدي في المملكة المتحدة، إيجابية. 

ونبهت وكالة الصحة البريطانية، الاثنين، أنّه "قد يكون هناك عامل مساعد يؤدي إلى حدوث إصابة سريرية أكثر حدّة لدى الأطفال الصغار نتيجة فيروس غدي طبيعي".

وأوضحت الوكالة أن هذه العوامل مثل زيادة القابلية للتأثر جرّاء تراجع التعرض له خلال جائحة SARS-CoV-2 سابقاً أو عدوى أخرى، أو جراء عدوى مصاحبة أو سموم غير مكتشفة بعد".

وذكرت الوكالة أنه "قد يكون هناك ظهور لسلالة جديدة من الفيروسات الغدية ذات الخصائص المتغيرة".