حضّت أستراليا جزر سليمان علناً، على "التفكير في عدم التوقيع" على مسوّدة اتفاق أمني مع الصين، بعدما تحدثت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، مع وزير خارجية جزر سليمان جيريمايا مانيلي، بشأن خطط لفتح سفارة للولايات المتحدة في الدولة الواقعة على المحيط الهادئ، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وأجرى الوزير الأسترالي لشؤون المحيط الهادئ، زيد سيسيليا، زيارة نادرة إلى جزر سليمان الأربعاء، حيث التقى رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاري. وقال إنه أبلغه عدم ارتياح أستراليا للاتفاق، الذي سيتيح نشر سفن حربية صينية في الجزر. وأضاف: "طلبنا باحترام من جزر سليمان، التفكير في الامتناع عن توقيع الاتفاق والتشاور مع أسرة المحيط الهادئ، بروح الانفتاح والشفافية الإقليميين، بما يتفق مع أطر الأمن في منطقتنا".
جاء ذلك بعدما تحدثت ويندي شيرمان مع وزير خارجية جزر سليمان جيريمايا مانيلي، بشأن خطط لفتح سفارة للولايات المتحدة هناك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن شيرمان ومانيلي تحدثا أيضاً عن "جهود مشتركة لتوسيع وتعميق الانخراط بين بلدينا، من أجل دعم منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادئ".
وفي اتصال هاتفي بين شيرمان وكاثرين كامبل، رئيسة قسم الشؤون الخارجية والتجارة في أستراليا، أبرزت الدبلوماسية الأميركية "مخاوفها بشأن التطورات الأخيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وناقشت فرص مواصلة التعاون مع الشركاء والحلفاء لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة"، بحسب "بلومبرغ".
في السياق ذاته، يستعد كورت كامبل مسؤول ملف آسيا في البيت الأبيض لزيارة جزر سليمان، في رحلة نادرة على مستوى بارز، تؤكد قلق واشنطن من الاتفاق الأمني. وسيزور كامبل جزر سليمان هذا الشهر برفقة دانيال كريتنبرينك، أبرز مسؤولي ملف آسيا في وزارة الخارجية الأميركية، كما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز".
ساحة معركة استراتيجية
جاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في فبراير أن بلاده تخطط لفتح سفارة في هونيارا عاصمة جزر سليمان، في محاولة لمواجهة نفوذ الصين، علماً أن لدى واشنطن قنصلية هناك.
واعتبرت "فايننشال تايمز" أن جزر سليمان برزت بوصفها ساحة معركة استراتيجية بين الولايات المتحدة والصين. وأعربت واشنطن عن قلق متزايد بشأن جزر سليمان، بعدما حوّلت علاقاتها الدبلوماسية من تايبه إلى بكين في عام 2019.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية قوله: "إنه اتفاق واسع جداً، ويبدو أنه يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لنشر قوات أمنية وعسكرية صينية مستقبلاً في جزر سليمان. لدينا مخاوف مما قد يعنيه ذلك بالنسبة إلى المصالح الأمنية لأصدقائنا في جزر المحيط الهادئ". وأضاف: "سنكون قلقين من أن نشر عناصر أمن صينيين أو ربما قوات عسكرية، في المنطقة بطريقة غير شفافة وغير تعاونية، يُرجح جداً أن يؤدي إلى مفاقمة التوتر" فيها.
نشر سفن حربية صينية
وبذلك تنضم الولايات المتحدة إلى أستراليا في التواصل مع جزر سليمان، في خطوة دبلوماسية جديدة حفزها اتفاق أمني وقعته الجزر مع بكين بـ"الأحرف الأولى"، في انتظار إبرامه رسمياً بواسطة وزيرَي خارجية البلدين. ويتيح الاتفاق نشر الجيش الصيني إذا حدثت اضطرابات داخلية، كما يمكّن الصين من نشر سفنها الحربية في جزر سليمان، على بعد ألفي كيلومتر من الساحل الأسترالي، بحسب "بلومبرغ".
رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري نفى أن الاتفاق يسمح للصين بتشييد قاعدة عسكرية في بلاده، لكن أندرو شيرر رئيس مكتب الاستخبارات الوطنية الأسترالي، وبول سايمون رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية في أستراليا زارا هونيارا، عاصمة جزر سليمان، في تأكيد لمخاوف تتعلق بهذا الشأن.
وقال النائب البارز في جزر سليمان ماثيو ويل، وهو زعيم المعارضة، إنه حذّر الحكومة الأسترالية من أن بلاده تُعد اتفاقاً أمنياً مع الصين، معرباً عن خيبته لأن كانبيرا "لم تفعل شيئاً حيال ذلك".
جزر سليمان التي قطعت علاقاتها رسمياً مع تايوان، في 2019، شهدت العام الماضي احتجاجات عنيفة مناهضة للصين التي أرسلت إليها معدات لمكافحة الشغب ومستشارين للشرطة.
اقرأ أيضاً: