لبنان.. مخاوف من تحول "سجن رومية" إلى بؤرة لتفشي كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 4
أقارب سجناء في رومية المركزي يتظاهرون خارج مقر وزارة العدل للمطالبة بالعفو  عن المساجين  بعد تفشي فيروس كورونا، 14 سبتمبر 2020 - AFP
أقارب سجناء في رومية المركزي يتظاهرون خارج مقر وزارة العدل للمطالبة بالعفو عن المساجين بعد تفشي فيروس كورونا، 14 سبتمبر 2020 - AFP
بيروت-الشرق

تحول سجن رومية المركزي في لبنان إلى قضية رأي عام، وسط مخاوف من تحول السجن الأكبر في البلاد إلى بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وأكدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، وجود 352 حالة إصابة بفيروس كورونا في سجن رومية المركزي، منها 7 حالات أدخلت إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

وأظهرت فيديوهات من داخل السجن حصلت عليها "الشرق"، الأوضاع الصحية المتردية في العنابر، وشكاوى السجناء من انعدام إجراءات فعلية في العزل أو الحجر الصحي المطلوب، نتيجة لاكتظاظ السجناء، ونقص التجهيزات الصحية الضرورية، وغياب شروط النظافة.    

وكشفت المديرية أنه بعد إجراء 956 فحص PCR تبين "وجود 352 حالة إيجابية، و604 حالات سلبية"، مشيرة إلى أن "7 حالات أدخلت إلى المستشفى لتلقّي العلاج اللاّزم، وحالتين تحسّن وضعهما الصحي، وأعيدتا إلى السجن".

وبعد احتجاجات السجناء بسبب انتشار فيروس كورونا، أصدرت لجنة الرعاية الصحية في السجون عدداً من التوصيات، أبرزها ضرورة تسريع المحاكمات، واستخدام الاستجواب الإلكتروني عن بعد، ما يسهم في تخفيف الاكتظاظ، خاصة بالنسبة إلى السجناء الأقل خطورة، الذين يشكّلون العدد الأكبر، مع الأخذ في الاعتبار السجناء الذين يعانون أمراضاً مزمنة.  
 
وأعاد انتشار الفيروس والمخاوف من خروجه عن السيطرة ملف العفو العام إلى الواجهة، حيث كان قد أثار خلافات بين الكتل السياسية، ولم  يجرِ تمريره في مجلس النواب في مايو الماضي، ليعاد الأحد إلى جدول أعمال الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وكان نقيب المحامين ملحم خلف، حذّر الأسبوع الماضي من أن تفشي الوباء في السجن بمنزلة "قنبلة إنسانية لا أحد يستطيع أن يحملها".

ودعا خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، إلى اتخاذ سلسلة إجراءات سريعة لتخفيف الاكتظاظ من بينها توقيع رئيس الجمهورية ميشال عون على عفو خاص يشمل حالات محددة كالحالات المرضية، كما ناشد الهيئات القضائية بتطبيق "إخلاءات السبيل، ما عدا في حالة الجرائم الشائنة الكبيرة والإرهاب".

ويهدد السجناء وذووهم بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم بإقرار قانون العفو العام، فيما قطع بعض الأهالي بالفعل عدداً من الطرقات الأسبوع الماضي في شمال لبنان وجنوبه وفي العاصمة بيروت، للضغط باتجاه تنفيذ مطالبهم.

وسجن رومية الواقع في قضاء المتن شرق البلاد، هو الأكبر في البلاد. وتشير أرقام وزارة الداخلية إلى أنّ السجن يضم نحو أربعة آلاف سجين، أي أكثر بنحو ثلاث مرات من قدرته الاستيعابية.

ويسجّل لبنان ارتفاعا كبيراً في أعداد الإصابات بكورونا خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت المروع، ما يثير مخاوف حول قدرة المنظومة الصحية على الاستمرار في الاستجابة واستيعاب المصابين.

وبلغ عدد المصابين المعلن رسمياً حتى مساء الثلاثاء الماضي، 30 ألفاً و838 شخصاً، توفي 315 منهم.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت مع بدايات تفشي الفيروس من أن السجون التي تشهد ازدحاماً، تعد أكثر عرضة لانتشار الفيروس، وقد تكون مصدراً لنشر العدوى، داخل السجن وخارجه.

ودعت المنظمة إلى ضرورة تكثيف إجراءات الوقاية، والفحص، ومعالجة الحالات المشتبه فيها داخل السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى، بالتوازي مع الجهود الأخرى التي تبذل في المجال العام.