أعلنت تركيا، الجمعة، انتهاء الاجتماع الفني العاشر بين وفدها ونظيره اليوناني في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو"، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، مؤكدة أن الاجتماع بحث أساليب فض النزاع بين البلدين.
وأوضحت قناة "تي أر تي" التركية في تغريدة على تويتر، أن الاجتماع بحث أساليب فض النزاع بين بلدي شرقي البحر المتوسط.
وتهدف المحادثات بين تركيا واليونان إلى تسوية خلافاتهما بشأن التنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق المتوسط، بعد أزمة خطيرة امتدت لشهور بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
الاحتجاج اليوناني
يأتي الاجتماع العاشر بعد ساعات من إبلاغ أثينا، الخميس، أنقرة احتجاجها على إرسال سفينة أبحاث إلى بحر إيجه، واصفةً الخطوة بـ"التحرك غير الضروري"، مشددة على أن ذلك "لا يساعد في خلق مشاعر إيجابية".
جاء الاحتجاج اليوناني بعدما أظهر إخطار صادر عن البحرية التركية هذا الأسبوع أن سفينة الأبحاث "تشيشمي" ستجري مسحاً بحرياً من الـ18 من فبراير حتى الثاني من مارس المقبل، في منطقة بالمياه الدولية، بحسب وكالة رويترز.
وقال مسؤولون يونانيون، إنه على الرغم من أن "السفينة تعمل في المياه الدولية، فإن مسؤولية إصدار إخطارات بحرية في ذلك الجزء من بحر إيجه من اختصاص اليونان".
ونقلت رويترز، عن مصادر دبلوماسية تركية قولها: "أنقرة تعتبر المنطقة جزءاً من المياه الدولية وإن الأبحاث المتعلقة بدراسة المحيطات ليس لها علاقة بالخلاف بشأن امتداد الجرف القاري للبلدين".
وأكدت المصادر التركية أن "السفينة (تشيشمي) ستجري النوع نفسه من المسوح العلمية التي أجرتها اليونان في المنطقة في الآونة الأخيرة، والمسموح بها بموجب اتفاق يعود لعام 1976 بين البلدين".
محادثات استكشافية
وكانت المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان انطلقت للمرة الأولى منذ 5 سنوات، في الـ25 من يناير الماضي، وشهدت أجواء إيجابية بين الأطراف المجتمعة، ووصفت وسائل إعلام تركية الخطوة بـ"المتقدمة" لحل الخلاف بشأن بحر إيجة، والبحر الأبيض المتوسط.
وشهدت المحادثات الموسعة بين الجانبين التي أجريت في مدينة إسطنبول التركية، أجواءً ايجابية بين وفدي الطرفين، في خطوة تمثل تقدماً مهماً لحل الخلاف بشأن التنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق المتوسط، بحسب الوكالة التركية.
وفي الـ10 من فبراير، صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهجته في شأن أزمة شرق المتوسط، وهاجم رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، مطالباً الأخير بأن يلزم حدوده، واتهمه بـ"التهرب من المفاوضات".
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمام الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إن هدفه هو "إرساء السلام والاستقرار في جزيرة قبرص"، مشدداً على أن "اليونان تتهرب من كل فرصة مفاوضات"، وأن "بلاده مصرة على حل الأزمة القبرصية المستمرة منذ نصف قرن"، مؤكداً على "حل الدولتين، لا الحل الفيدرالي، وأن هذا هو رأي القبارصة شمال الجزيرة".
وأشار الرئيس التركي، إلى أن نائبه فؤاد أقطاي، والوفد المرافق له، في زيارة إلى جمهورية قبرص الشمالية التي لا تعترف بها إلا أنقرة، ذهب لإجراء محادثات، لدراسة مشاريع قال إنها "تهدف للنهوض والتنمية".
اتهامات متبادلة
واتهمت اليونان، أنقرة بانتهاك حدودها البحرية، إلا أن تركيا تعتبر أن وجود هذه الجزيرة الصغيرة لا يبرر استبعادها من جزء كبير من شرق المتوسط الغني بحقول الغاز، وفي بادرة تهدئة، أعلنت أنقرة في نهاية نوفمبر الماضي، عودة سفينة الأبحاث إلى تركيا.
ويرى محللون، أن تركيا تسعى إلى تهدئة التوتر مع أوروبا بسبب صعوباتها الاقتصادية التي تفاقمت مع جائحة كورونا، وبعد انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة.
وتتوقع أنقرة، تشدداً في السياسة الأميركية تجاهها، فيما كان أردوغان أقام علاقة شخصية قوية مع الرئيس السابق دونالد ترمب.