
تخطط دول أوروبية لتوسيع دائرة العقوبات على إيران، لتشمل أفراداً ومنظمات مرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين، فيما تواجه طهران صعوبات اقتصادية مع انخفاض الريال الإيراني إلى أدنى مستوى على الإطلاق، مع استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة وتراجع الآمال في إحياء الاتفاق النووي.
وأفادت مجلة "دير شبيجل" الألمانية بأن ألمانيا و8 دول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي تعتزم توسيع العقوبات المفروضة على إيران لتشمل الأفراد والمنظمات المرتبطة بممارسة العنف ضد المتظاهرين.
وذكرت المجلة، من دون أن تكشف عن مصادرها، أنه تم تقديم حزمة تضم 31 اقتراحاً في بروكسل، الأربعاء، تستهدف أفراداً ومؤسسات تابعة لقطاع الأمن، وكذلك شركات يرى الأوروبيون أنها مشاركة في قمع المتظاهرين في إيران.
وقالت المجلة إن الإجراءات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر، مضيفة أن فرصة موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة في اجتماعهم المقبل في 14 نوفمبر "كبيرة".
وتوترت العلاقات بين إيران والغرب بشكل متزايد مع مواصلة الإيرانيين الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
تراجع الريال الإيراني لأدنى مستوى
وذكرت "بلومبرغ" في تقرير، السبت، أن العملة الإيرانية تراجعت إلى ما 363,5 ريالاً مقابل الدولار الأميركي. وفقد الريال الإيراني أكثر من 40٪ مقابل الدولار منذ أغسطس 2021، منذ وصول إبراهيم رئيسي للسلطة لإيران، وهو الذي تعهد بكبح سوق العملات المضطرب.
ويأتي هبوط الريال وسط احتجاجات مناهضة للحكومة، التي بدأت في منتصف سبتمبر الماضي بسبب وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، بعد أن تم القبض عليها بزعم انتهاكها قواعد اللباس.
ووفق "بلومبرغ"، يمكن أن يُعزى الانخفاض في قيمة العملة الإيرانية جزئياً إلى عدم إحراز تقدم في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي سينهي العقوبات المفروضة على إيران مقابل الالتزام بكبح برنامجها النووي.
وتعاني عملة البلاد أيضاً بسبب عمليات السحب الكبيرة لرؤوس الأموال من سوق الأسهم، إذ يتطلع الإيرانيون إلى جمع السيولة لشراء العملات الأجنبية للتحوط من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
رئيسي: فشل التدخل الأميركي
من جهته، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن "الأمن مستتب في كل المدن الإيرانية"، بعد ما وصفها بأنها "محاولة فاشلة من الولايات المتحدة".
ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن رئيسي قوله لمجموعة من الطلاب خلال اجتماع استمر أربع ساعات، الجمعة، إن "الأميركيين وأعداءنا حاولوا جعل البلاد غير آمنة من خلال تطبيق نماذج أفعالهم في ليبيا وسوريا، لكنهم فشلوا".
وتابع رئيسي أنه "على عكس ذلك، أصبح الأمن التام مستتباً في المدن الإيرانية الآن"، وتعهد بـ"القصاص ممن أثاروا الاضطرابات في البلاد".
ومع احتفال السلطات الإيرانية هذا الأسبوع بذكرى استيلاء طلاب متشددين على السفارة الأميركية في طهران، أيد الرئيس الأميركي جو بايدن المتظاهرين قائلاً: "سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً".




