رغم رفض المعارضة.. أردوغان يبدأ تشييد "قناة إسطنبول" في أواخر يونيو

time reading iconدقائق القراءة - 6
عبّارة تنقل ركاباً في مضيق البوسفور بإسطنبول - 21 يوليو 2020 - Bloomberg
عبّارة تنقل ركاباً في مضيق البوسفور بإسطنبول - 21 يوليو 2020 - Bloomberg
إسطنبول-بلومبرغ

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تشييد "قناة إسطنبول"، التي تكلّف مليارات الدولارات، وتُعدّ بديلاً لمضيق البوسفور، سيبدأ أواخر الشهر الجاري، رغم المخاوف والشكوك التي تثيرها المعارضة.

وأفادت وكالة "بلومبرغ" بأن إعلان أردوغان، جاء بعد مرور عقد على كشف "المشروع المجنون" بحسب وصفه، وفي وقت بلغت شعبيته أدنى مستوى في مسيرته السياسية.

وتبلغ تكلفة "قناة إسطنبول"، التي يبلغ طولها 45 كيلومتراً، نحو 15 مليار دولار، وتربط البحر الأسود ببحر مرمرة. وتستهدف القناة تسهيل حركة الشحن، وتخفيف خطر حصول حوادث في مضيق البوسفور، الذي يقسم أكبر مدينة في تركيا.

وذكرت "بلومبرغ" أن أردوغان يراهن على أن تشييد القناة، وظهور مدن جديدة على مسارها، سيخلق آلاف الوظائف، ويؤمّن بحبوحة، في حين سيعزّز بشكل كبير النموّ الاقتصادي لتركيا، ويكبح تراجع شعبيته، قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة في عام 2023. وتفاقم استياء من أسلوب تعامل حكومة أردوغان مع الاقتصاد، وبشأن مزاعم فساد، أطلقها زعيم المافيا سادات بكر، ونفاها الرئيس التركي.

مشاريع عملاقة

وخلال حكم أردوغان، المستمرّ منذ 18 سنة، ضخّت تركيا عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع عملاقة للبنية التحتية، بما في ذلك مطار إسطنبول الجديد، وجسر جديد فوق مضيق البوسفور، ومستشفيات ضخمة في المدينة.

ويُرجّح أن يؤدي الممرّ المائي المخطّط له، إلى تأسيس مدينة جديدة، يقطنها نصف مليون فرد، مع جسور تربط الجانبين، وفق "بلومبرغ".

وقال أردوغان، خلال افتتاح برج إشارة تلفزيونية، في ذكرى دخول العثمانيين إلى إسطنبول، التي كانت تُسمّى القسطنطينية، في عام 1453: "سنضع أسس قناة إسطنبول في نهاية يونيو. سنبني مدينتين على يمين القناة، ويسارها. واعتبر أن هاتين المدينتين ستعززان جمال إسطنبول، وأهميتها الاستراتيجية.

ومن أجل التخفيف من تأثير فيروس كورونا المستجد على الوضع الاقتصادي، تكافح حكومة الرئيس التركي من أجل فتح الاقتصاد، وإنعاش قطاع السياحة، من خلال تكثيف حملة التطعيم. وتستهدف الحكومة تقليص العجز في الحساب الجاري، وتخفيف معاناة الشركات، التي شكت من عدم كفاية الدعم الحكومي، إضافة إلى الأسر التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم، كما أفادت "بلومبرغ".

تحذيرات المعارضة

ورفض أردوغان مخاوف، أعرب عنها خصومه السياسيون، من أن المشروع سيمسّ دافعي الضرائب، ويؤذي البيئة، ويقوّض معاهدة مونترو، المُبرمة في عام 1936 وتستهدف ضمان الاستقرار والأمن في البحر الأسود. وشدد أردوغان على أن تركيا لن تخرج من المعاهدة، مستدركاً أن السفن الحربية ستتمكّن من استخدام القناة.

في المقابل، يبدي رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، معارضة شديدة للمشروع، منبّهاً إلى أنه "سيقضي" على الموارد المائية لسكان إسطنبول، وعددهم 16 مليوناً، ويدمّر الطبيعة في المدينة، بشكل لا يمكن إصلاحه، ويجعلها غير صالحة للإقامة فيها.

ينتمي إمام أوغلو إلى "حزب الشعب الجمهوري" المعارض، ويُعتبر منافساً محتملاً لأردوغان في الانتخابات المقبلة. وطالب مدعون أتراك، الجمعة الماضي، بسجن إمام أوغلو، بتهمة إهانة لجنة الانتخابات في البلاد. وأنهى فوز حققه إمام أوغلو، في عام 2019، أكثر من ربع قرن من سيطرة "حزب العدالة والتنمية"، بزعامة أردوغان، وأحزاب إسلامية أخرى، على إسطنبول.

وفي احتفال نظمته المعارضة، لمناسبة الاستيلاء على إسطنبول، قالت ميرال أكشنار، رئيسة حزب "الجيد" المعارض: "انتخب سكان إسطنبول إمام أوغلوـ في الـ31 من مارس، لمنع تدمير المناطق الخضراء، ودفن المدينة في الإسمنت، وتجنّب التعامل بفظاظة مع الناس، وفي النهاية منع تشكيل نظام غريب يُسمّى قناة إسطنبول".