
قال مستشار وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب، الثلاثاء، إن وفداً عراقياً سيزور أنقرة قريباً، لبحث ملف المياه مع الجانب التركي، وذلك وسط أزمة مياه كبيرة تشهدها البلاد وتحذيرات من خطر الجفاف.
وأضاف ذياب في تصريح لشبكة "روداوو" الكردية، إن زيارة الوفد العراقي تهدف أيضاً إلى "متابعة مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها أخيراً، بشأن صيغة واضحة تحدد حصة العراق المائية من نهري دجلة والفرات".
وأشار المسؤول العراقي إلى أن "البرلمان التركي والرئيس رجب طيب أردوغان، صادقا على مذكرة التفاهم، والتي تعتبر سارية المفعول، لذا وبهدف متابعة الموضوع نحتاج إلى استمرار المباحثات في المذكرة وتطبيق البنود الواردة فيها".
خطر الجفاف
ويواجه العراق خطر جفاف نهريه التاريخيين دجلة والفرات، في ظل حاجته إلى إجراء مفاوضات مكثفة مع دولتي المنبع تركيا وإيران، واستمرار معاناته غياب البنى التحتية اللازمة، في الوقت الذي تقوم فيه دولتا المنبع ببناء سدود جديدة.
ومنذ شهور، يحذر مسؤولون عراقيون من أن البلاد مقبلة على موسم جفاف بسبب انحسار كمية المياه الداخلة إليها من إيران التي "لا تستجيب"، مشيرين إلى آثار مناخية كبرى يلقيها الجفاف والتصحر.
تجاهل إيراني
وبينما تستمر المباحثات مع تركيا، ألقى وزير الموارد المائية العراقي مهدي الحمداني، في نوفمبر الماضي، بمسؤولية استمرار شح المياه في البلاد خلال الأشهر المقبلة على إيران.
وقال إن إيران سببت الشح في المياه بعد تحويلها مسارات الأنهر التي تنبع منها، لافتاً إلى أن هذا الشح أجبر بلاده على تقليص الخطة الزراعية، ما تسبب بضرر للفلاحين.
وأكد الوزير العراقي، أن السلطات العراقية تسعى جاهدة للتواصل مع إيران وتركيا وسوريا لتجاوز الأزمة "لكن للأسف بلا جدوى، لأن إيران لا تستجيب".
ورأى الحمداني أن "هناك ضرورة للذهاب إلى مجلس الأمن وتدويل القضية"، معتبراً أن "التدويل تأخر".
وفي حديث لـ"الشرق"، قال الوزير العراقي: "لا توجد أي استجابة من الجانب الإيراني بشأن شح المياه في العراق، فيما تركيا متعاونة في الملف أكثر من إيران، وقاسمتنا الضرر بشح المياه".
وأضاف أن العراق وصلته "رسالة متأخرة من الجانب الإيراني تتحدث عن رغبتهم في مناقشة أزمة المياه، من دون أي خطوة على الأرض".
تحذيرات
وفي الشهور الماضية، لوّح الحمداني بتقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية بسبب قيامها بحجز المياه من خلال سدود مائية خلف الحدود، وبتحويل مجرى نهر سيروان (أحد روافد نهر دجلة) الذي ينبع من أراضيها.
وأدت الإجراءات الإيرانية، فضلاً عن قلة الأمطار، إلى انخفاض غير مسبوق في منسوب نهر سيروان، الذي يغذي سدّ دربنديخان في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، قبل أن يواصل مسيره إلى محافظة ديالى الزراعية.
ونظراً إلى هذا المسار، فإن انخفاض منسوب النهر يؤثر على الزراعة في العراق، فضلاً عن الإنتاج الكهربائي في البلد الغارق في الأزمات.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية حذرت في مارس الماضي، من أنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع تركيا وسوريا وإيران بشأن قواعد ملء السدود، فسيكون هناك نقص قدره نحو 11 مليار متر مكعب في المياه الواردة إلى العراق بحلول 2035.
اقرأ أيضاً: