
بعد أسابيع من هروبهم "الدرامي" من أفغانستان، لا يزال عشرات الآلاف من الأفغان ينتظرون في قواعد عسكرية أميركية داخل البلاد وخارجها؛ آملين في إعادة توطينهم بالولايات المتحدة، حسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ورصد تقرير الصحيفة، أوضاع آلاف الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول خلال الأسابيع الماضية، ولفتت إلى أن تأخير توطينهم سببه "بطء الفحوصات الطبية والأمنية"، كما أن تفشي مرض الحصبة ساهم أيضاً "بشكل مثير للقلق" في تأخير عملية إعادة التوطين.
وأشارت إلى توقف رحلات الإجلاء في ظل محاولات المسؤولين الفيدراليين، لاحتواء التفشي، وتلقيح الوافدين الجدد ضد الحصبة والأمراض الأخرى، بما في ذلك فيروس كورونا.
ووفقاً لمذكرة حكومية أميركية داخلية، حصلت عليها "نيويورك تايمز"، فإنه حتى 14 سبتمبر الجاري، وصل نحو 64 ألف شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان إلى الولايات المتحدة، وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين، من المعرضين للخطر تحت حكم حركة طالبان، بعد انسحاب الولايات المتحدة الشهر الماضي.
وأوضحت المذكرة، أن نحو 49 ألف ينتظرون الآن في 8 قواعد عسكرية داخل الولايات المتحدة، في انتظار إعادة توطينهم في البلاد، فضلاً عما يقرب من 18 ألف آخرين موجودين في قواعد في الخارج، أغلبهم في ألمانيا.
وأضافت الصحيفة: "رغم أن بعض اللاجئين الأفغان يغادرون في غضون أسابيع، فإن معظمهم ينتظرون لفترة أطول، بسبب عمليات الفحص الأمني، التي تشارك فيها مجموعة من الوكالات الفيدرالية، في أعقاب جهود الإجلاء المكثفة التي بدأت الشهر الماضي، قبل وقت قصير من إنهاء الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان، حيث ظل نحو 100 أميركي يريدون المغادرة، وعدد غير معروف من الأفغان المعرضين للخطر، في البلاد".
"حياة مُعلّقة"
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تمكن هؤلاء الأفغان من مغادرة كابول، فإن "حياتهم قد ظلت مُعلّقة"، بسبب استمرار شعور أطفالهم بالقلق، وقلة الأنشطة التي يمكنهم ممارستها في القواعد المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة، وتشمل قاعدة "فورت ماكوي" في ويسكونسن، حيث يتم إيواء أكثر من 12 ألفاً و700 شخص منذ الأسبوع الماضي، وقاعدة "فورت بليس" في ولاية تكساس، التي استقبلت أكثر من 9700 أفغاني.
كما وصل العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من كابول إلى مطار دالاس الدولي في فرجينيا، فيما اشتكت مستشفيات الولاية للحكومة الفيدرالية، من كثرة عدد الأفغان الذين يحتاجون إلى العلاج الطبي، الأمر الذي دفع مقدمي الرعاية الصحية لطلب مساعدات مالية.
وفي هذا الإطار، أرسل عضوا مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن ولاية فرجينيا، مارك آر.وارنر وتيم كين، رسالة إلى مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، يحضونها على التنسيق بشكل أفضل، حسب الصحيفة.
"العبء الأكبر"
ولفتت الصحيفة، إلى أن المنظمات الأميركية المعنية بشؤون اللاجئين، بدأت تستعد منذ أسابيع لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان؛ لكنها لم تستقبل حتى الآن سوى عدد قليل فقط من الأشخاص المستعدين لإعادة التوطين.
في المقابل، يتحمل "العبء الأكبر"، الجنود الأميركيون الذين يساعدون هؤلاء الأفغان داخل القواعد العسكرية، من خلال "جمع التبرعات، وتقديم إمدادات مثل فيتامينات الحمل، والمكملات الغذائية الأخرى، والملابس".
ورغم مساعدة العديد من المنظمات غير الربحية لهم؛ ظلت عملية توزيع الإمدادات "تجري بشكل بطيء بسبب قلة عدد الموظفين"، وفقاً للصحيفة.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي، توجيهات لوزارة الأمن الداخلي، بالإشراف على عملية إعادة توطين الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة خلال خرب أفغانستان، وباتوا معرضين للخطر بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلاد.
وتتوقع إدارة بايدن وصول 65 ألف لاجئ أفغاني بحلول نهاية سبتمبر الجاري، ومن المرجح أن يصل 30 ألفاً آخرين في الأشهر الـ12 المقبلة، وفقاً لـ "سي إن إن".
وفي بداية سبتمبر الجاري، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الجيش الأميركي أنهى الانسحاب من أفغانستان، و"بذلك وصلت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة إلى نهايتها".
وتابع: "أنهينا كذلك أكبر عملية إجلاء في تاريخ الولايات المتحدة، وكان عملاً بطولياً وتاريخياً. إذ أجلينا 6 آلاف أميركي، وأكثر 123 ألف مدني من جنسيات أخرى".
وشدد على أن القوات الأميركية "خاطرت بحياتها من أجل إنقاذ الآخرين، وسقط 13 من جنودنا خلال التفجير الإرهابي في مطار كابول، من ضمنهم جنود يافعون لا يتذكرون هجمات 11 سبتمبر 2001، التي كانت السبب وراء التدخل العسكري في أفغانستان".
لمتابعة آخر مستجدات الأحداث في أفغانستان: