محكمة هولندية تعيد كنوزاً أثرية من شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
قطع أثريةمن الذهب (صورة تعبيرية) - twitter/minjust
قطع أثريةمن الذهب (صورة تعبيرية) - twitter/minjust
أمستردام-أ ف ب

أصدرت محكمة استئناف هولندية الثلاثاء، حكماً قضى بإعادة مجموعة لا تقدر بثمن من الذهب التابع للقرم كانت أعيرت لمتحف في أمستردام قبيل قيام موسكو بضم شبه الجزيرة في 2014، إلى أوكرانيا، في قرار اعتبرته كييف "انتصاراً".

وقال القضاة: "لقد حكمت محكمة الاستئناف في أمستردام بأنه على متحف آلارد بيرسون إعادة الكنوز الأثرية التابعة للقرم الى الدولة الأوكرانية".

وسارعت أوكرانيا إلى الترحيب بالقرار، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الخطوة بالانتصار الذي طال انتظاره.

وعبر في تغريدة على تويتر عن "امتنانه" لهذا "القرار العادل"، مضيفاً أن أوكرانيا "تستعيد دائماً ما يعود لها".

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده، وبعد هذه الكنوز الأثرية، "ستستعيد القرم"، شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.

وكان 4 متاحف في شبه جزيرة القرم قد بادرت في نوفمبر من العام ذاته - بشكل مشترك - إلى اتخاذ إجراءات قانونية لإجبار المتحف بجامعة أمستردام ، آلارد بيرسون ، على إعادة المجموعة المعارة لمعرض "القرم: الذهب وأسرار البحر الأسود". 

لكن في عام 2016 ، قضت محكمة هولندية بإعادة هذه الكنوز الأثرية إلى أوكرانيا، موضحة أن شبه جزيرة القرم التي كانت في الماضي تقع على طريق التجارة، لا تعتبر دولة مستقلة. ثم استأنفت متاحف القرم الحكم ، بحجة أن الذهب يعود إلى هذه المنطقة.

وفي عام 2019 ، أكدت محكمة استئناف أمستردام أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للنطق بالحكم. أما بالنسبة للكنوز، فقد احتفظ بها متحف آلارد بيرسون خلال هذه الفترة في "مكان آمن.

وتمت إعارة المجموعة التي تضم قطعاً ثمينة يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي حتى أوائل العصور الوسطى، إلى متحف أمستردام هذا قبل أقل من شهر من ضم شبه جزيرة القرم ، بعد عملية عسكرية اعقبها استفتاء على الضم الذي لم تعترف به كييف والغرب.

وضع معقد

في عام 2016، اعتبرت المحكمة الهولندية أن  متحف آلارد بيرسون وقع "بين المطرقة والسندان"، حيث طالبت كل من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بإعادة القطع الأثرية.

وكان الحكم قد أثار غضب موسكو وفرحة بترو بوروشينكو، رئيس أوكرانيا آنذاك، والذي اعتبر أن القرار يعني أن "الذهب السكيثي ليس فقط هو الأوكراني، ولكن القرم أيضاً أوكرانية".

وبالتالي، أصبح البت بالأمر متروكاً لمحكمة استئناف أمستردام. نظراً لأن القضية ليست مشمولة بالقوانين الهولندية أو الأوروبية، ولا ترتبط بالتراث العالمي كما حددته اليونسكو، فقد يتعين الآن، بحسب القضاء، "تحديد من يملك الحقوق الأقوى".

كما اتهم أندري مالغوين، مدير متحف تافريدا في سيمفيروبول، إحدى المؤسسات الأربع في شبه جزيرة القرم التي رفعت الدعوى القضائية من جهته، القضاء الهولندي بـ"إطالة مدة" المحاكمة.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في سبتمبر: "إن هذه القضية معقدة للغاية، ونود بالطبع أن تعود مجموعتنا إلى البلاد".

وبعد الحكم الذي أصدرته محكمة استئناف أمستردام، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، من جهته، في مقطع فيديو الثلاثاء: "نحن لا نستعيد قطع المتحف فحسب" ولكن "الآثار التي تشهد على تاريخنا الألفي أيضاً". واعتبر كوليبا خلال المحاكمة، أن كل التحريفات والمناورات الروسية بحسب وصفه انتهت بـ"الفشل الذريع".