ميقاتي: انهيار لبنان يجعله قنبلة تصدم الشرق الأوسط بأكمله

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس اللبناني ميشال عون يستقبل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، القصر الرئاسي في بعبدا، بيروت - 28 يوليو 2021.    - REUTERS
الرئيس اللبناني ميشال عون يستقبل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، القصر الرئاسي في بعبدا، بيروت - 28 يوليو 2021. - REUTERS
دبي -الشرق

حذر رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي، الأربعاء، من تداعيات الأزمة التي تمر بها بلاده، مشيراً إلى أن القوى الخارجية "تعلم أنه إذا سقط لبنان في انهيار كامل فسيكون ذلك قنبلة وصدمة للشرق الأوسط بأكمله".

وقال ميقاتي في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" للأنباء عبر الهاتف، إنه يحظى بالدعم الدولي والخبرة الاقتصادية التي تمكنه من "وقف انحدار البلاد نحو انهيار اقتصادي واجتماعي يمكن أن يتردد صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

وأضاف ميقاتي، وهو رجل أعمال وملياردير شغل منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل، تم تكليفه بتشكيل الحكومة هذا الأسبوع: "لديّ الدعم الدولي المطلوب من الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا، وأنا واثق من أن الولايات المتحدة ستكون منفتحة على الدعم أيضاً، بخلاف المساعدة التي تقدمها واشنطن بالفعل للجيش اللبناني".

وتابع: "لا يمكنني إخماد النيران، لكن يمكنني منعها من الانتشار، وهذا ما أنوي فعله وآمل أن أفعله في أول 100 يوم في المنصب".

وأدت الأزمات السياسية بلبنان في الماضي إلى نشوب صراعات مسلحة سرعان ما تتحول إلى طائفية نظراً لنظام تقاسم السلطة الهشّ.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قاد الجهود الدولية لدعم لبنان، وسط أسوأ أزمة مالية على الإطلاق.

وتعهد المانحون بصندوق حرب بمليارات الدولارات على أساس التفاهم الذي ستشرع فيه بيروت في إصلاحات اقتصادية مهمة والتصدي للفساد المستشري.

والتقى ميقاتي الرئيس ميشال عون مرتين منذ تكليفه، لمناقشة الحكومة المقترحة، بعد فشل اثنين من أسلافه المكلفين في تشكيل حكومة.

وتدير حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، لبنان منذ وقوع انفجار هائل في ميناء بيروت في 4 أغسطس 2020، أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإلحاق أضرار بأجزاء من العاصمة.

مواصفات وزير المالية

وقال ميقاتي إن الشخص الذي سيتم اختياره لمنصب وزير المالية يجب أن تكون لديه القدرة على التواصل مع صندوق النقد الدولي لاستئناف المحادثات المتوقفة بشأن خطة إنقاذ بقيمة 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى التواصل مع الشركاء المحتملين في الخارج أثناء التعامل أيضاً مع البنك المركزي المتضرر من الأزمة.

وأشار ميقاتي إلى أنه سيلعب دوراً رئيساً في صنع القرار المالي، مضيفاً: "لقد جئت من عالم الأعمال والتمويل، وسيكون لي رأي في جميع القرارات المتعلقة بالتمويل لأنه في هذا النوع من الأزمات، أنت بحاجة إلى صانع قرار".

وتخلف لبنان عن سداد 30 مليار دولار من سندات "اليوروبوند" منذ أكثر من عام، لإنقاذ ما تبقى من احتياطياته المتضائلة من العملة الصعبة، بعد أن جفت التحويلات الخارجية.

وأدى انهيار قيمة الليرة إلى تبديد مدخرات ملايين اللبنانيين، فيما تسبب نقص الوقود في المزيد من الصعوبات التي تشهدها البلاد.

ويقدر صندوق النقد الدولي "الخسائر الكامنة" للبنك المركزي، وتلك التي تكبدها المقرضون، بنحو 241 تريليون جنيه إسترليني بسعر الصرف الموازي، أو 69 مليار دولار على أساس سعر الصرف المقترح البالغ 3 آلاف و500 جنيه لكل دولار، وهو أقل بكثير من سعر السوق السوداء الحالي البالغ 18 ألف جنيه.

وقال ميقاتي إنه سيتفاوض مع الدائنين لإعادة جدولة الديون وإعادة تمويلها بدلاً من التخلف عن السداد، مشيراً إلى أن "قرار التخلف عن السداد أضر بالبلاد والبنوك التي لديها أموال في سندات اليورو وأذون الخزانة والودائع في البنك المركزي، لكن تم ذلك ونريد العمل على كيفية حل هذا الأمر".

"مهمة صعبة"

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون الاثنين، رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، في مهمة صعبة، بعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف مجلس للوزراء يتولى مهمة إخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع.

وحاز ميقاتي غالبية أصوات النواب (72 صوتاً)، إثر استشارات نيابية ملزمة أجراها الرئيس اللبناني.

حكومة لتنفيذ المبادرة الفرنسية

وقال ميقاتي بعد تكليفه إن بوسعه تشكيل الحكومة المناسبة لتنفيذ المبادرة الفرنسية، في إشارة إلى حكومة اختصاصيين، لكنه شدد على أن "ليس لديه عصى سحرية" ولا يقوم بـ"معجزات"، وأن "الموقف صعب"، ولكنه درسه ولديه ضمانات دولية.

واعتبر أن بوسعه النجاح "إذ تعاون الجميع"، مشدداً على رغبته في "ثقة الناس".

ويأتي تكليف ميقاتي إثر اعتذار سعد الحريري، رئيس كتلة تيار المستقبل، بعد 9 أشهر من تسميته لتأليف الحكومة، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة دون إتمامه المهمة.

وفي حال نجح ميقاتي في مهمته ستكون المرة الثالثة التي يرأس فيها الحكومة اللبنانية.

تحديات كبرى

لكن ميقاتي يواجه مثل الحريري، تحديات كبرى في التعامل مع سياسة تقاسم السلطة في لبنان، لتأمين اتفاق على حكومة تقف في وجه أزمة مالية خانقة.

وتتولى حكومة حسان دياب تصريف الأعمال في لبنان منذ نحو عام، عندما وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت دمر أجزاء من المدينة، بينما انهارت عملة البلاد وعمّت البطالة وجمّدت البنوك الحسابات.

ويعد الانهيار الاقتصادي أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وعلى عكس ما حدث في ترشيح الحريري لتشكيل الحكومة، فإن كتلة "حزب الله" البرلمانية رشحت ميقاتي، كما كان الحريري نفسه من بين مؤيديه.

اقرأ أيضاً: