صندوق النقد: العقوبات على روسيا تهدّد بتقويض هيمنة الدولار

time reading iconدقائق القراءة - 5
عملة أميركية من فئة المئة دولار - Bloomberg
عملة أميركية من فئة المئة دولار - Bloomberg
دبي- الشرق

حذّرت مسؤولة بارزة في صندوق النقد الدولي، من أن العقوبات المالية التي فُرضت على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، وتُعتبر سابقة، تهدّد بتقويض تدريجي لهيمنة الدولار الأميركي، مرجّحة أن تسفر عن نظام مالي عالمي أكثر تشرذماً.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن جيتا جوبيناث، النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جيورجيفا، قولها إن التدابير الصارمة التي فرضتها دول غربية بعد غزو أوكرانيا، بما في ذلك فرض قيود على المصرف المركزي الروسي، يمكن أن تشجّع على ظهور تكتلات لعملات صغيرة الحجم، على أساس العلاقات التجارية بين مجموعات منفصلة من الدول.

واستدركت أن "الدولار سيبقى أبرز عملة في العالم، حتى في إطار هذا المشهد"، محذرة في الوقت ذاته من "إمكان حصول تشرذم على مستوى أصغر". وأضافت: "نشهد ذلك بالفعل، مع دول تعيد التفاوض بشأن العملة المُستخدمة في صفقاتها التجارية".

روسيا والدولار

وسعت روسيا طيلة سنوات إلى تقليص اعتمادها على الدولار، وسرّعت وتيرة ذلك بشكل جدي بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها، إثر ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.

ورغم هذه الجهود، احتفظت روسيا بخُمس احتياطاتها الأجنبية بأصول مقوّمة بالدولار، عشية الغزو، مع وجود جزء ضخم منها خارج البلاد، في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان، التي تسعى الآن إلى عزل موسكو عن النظام المالي العالمي، بحسب "فايننشال تايمز".

وقالت جوبيناث للصحيفة، إن التوسّع في استخدام عملات أخرى في التجارة العالمية، سيؤدي إلى مزيد من التنويع في الأصول الاحتياطية لدى المصارف المركزية الوطنية. وأضافت: "تميل دول إلى تكديس احتياطاتها بعملات تتاجر بها مع العالم، وتلك التي تقترض بها من العالم. لذلك يمكن أن نشهد توجّهات بطيئة نحو عملات أخرى تؤدي دوراً أكبر" في الأصول الاحتياطية.

ورجّحت أن تستمرّ هيمنة الدولار على المدى المتوسط، مبرّرة الأمر بدعم تحظى به هذه العملة من مؤسّسات قوية وتتمتع بثقة وصدقية عاليتين، وما يتوافر لها من أسواق ضخمة، ناهيك عن أن الدولار قابل للتحويل الحرّ.

واستدركت جوبيناث أن حصة الدولار من الاحتياطات العالمية تراجعت من 70% إلى 60% في العقدين الماضيين، مع بروز عملات تجارية أخرى، أبرزها الدولار الأسترالي.

اليوان بديلاً للدولار؟

ورغم أن ربع حجم هذا التراجع يمكن أن يُعزى إلى زيادة استخدام اليوان الصيني، تفيد بيانات صندوق النقد الدولي بأن أقلّ من 3% من احتياطات المصارف المركزية في العال، مقوّمة بالعملة الصينية.

وأشارت جوبيناث إلى أن بكين كانت بصدد تدويل اليوان قبل اندلاع الأزمة الحالية، لافتة إلى أنها متقدّمة على دول أخرى في اعتماد عملة رقمية لمصرفٍ مركزي. واستبعدت أن يحلّ اليوان مكان الدولار، بوصفه العملة المهيمنة في الاحتياطات المالية بالعالم.

وتابعت: "سيتطلّب ذلك أن تتوافر لهذه العملة إمكانية تحويل كاملة، وأسواق رأسمال مفتوحة، ومؤسّسات تدعمها. هذه عملية بطيئة وتستغرق وقتاً طويلاً، وهيمنة الدولار ستبقى لبعض الوقت".

واعتبرت جوبيناث أن الحرب ستحفّز أيضاً اعتماد التمويل الرقمي، بما في ذلك العملات المشفرة والعملات المستقرة والعملات الرقمية للمصارف المركزية. وأضافت أن كل هذه العوامل "ستحظى باهتمام أكبر بعد الأحداث الأخيرة، التي نبّهتنا إلى مسألة وضع قواعد تنظيمية دولية"، لافتة إلى "ثغرة لا بدّ من ردمها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات