للمرة الأولى.. ألمانيا تزود أوكرانيا بالسلاح الثقيل

time reading iconدقائق القراءة - 5
مدفع آلي عيار 30 ملم لمركبة مشاة قتالية من طراز PUMA تابعة للجيش الألماني خلال تمرين في مونستر، ألمانيا - 28 سبتمبر 2018. - REUTERS
مدفع آلي عيار 30 ملم لمركبة مشاة قتالية من طراز PUMA تابعة للجيش الألماني خلال تمرين في مونستر، ألمانيا - 28 سبتمبر 2018. - REUTERS
برلين-رويترز

أعلنت ألمانيا، الثلاثاء، أنها تعتزم تسليم أول شحنة من الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، وذلك بعد أسابيع من الضغوط الداخلية والخارجية، بشأن تأخرها عن دعم كييف عسكرياً أمام الغزو الروسي. 

وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، إن الحكومة وافقت الاثنين، على تسليم دبابات "جيبارد" المضادة للطائرات من مخازن شركة "كيه إم دبليو".

وجاء الإعلان عن شحنات جيبارد بعد تقارير تفيد بأن شركة "راينميتال" الألمانية للصناعات الدفاعية طلبت موافقة الحكومة على تسليم 100 مركبة قتالية قديمة خاصة بسلاح المشاة من طراز "ماردر" و 88 دبابة "ليوبارد 1إيه5" قديمة إلى أوكرانيا.

وقال مارسيل ديرسوس، من معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل، إن "الأهمية لهذا القرار لا تكمن في الاختلاف الذي قد تحدثه جيبارد في ساحة المعركة، لكن في الإشارة التي يرسلها". وأضاف: "أكبر اقتصاد في أوروبا أصبح جاداً بخصوص دعم أوكرانيا، وستأتي مزيد من المساعدات".

من ناحيته، حذر المستشار الألماني أولاف شولتز، وهو اشتراكي ديمقراطي دافع حزبه منذ فترة طويلة عن العلاقات الوثيقة مع روسيا، من خطر تصور موسكو لبرلين، بأنها طرف في الصراع، ما قد يؤدي إلى "حرب عالمية ثالثة".

ترحيب أميركي

وفي السياق، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، بعد محادثات مع العشرات من نظرائه في رامشتاين في ألمانيا "أعتقد أنه من المهم أن ألمانيا أعلنت ذلك، سوف نقدم 50 نظاماً من أنظمة ليوبارد".

وأضاف: "أعتقد أن هذه الأنظمة ستوفر قدرة حقيقية لأوكرانيا. وفي ما يتعلق بما ستفعله ألمانيا فهذا قرار سيادي".

ويهدف إرسال أعداد كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا إلى إضعاف القوات الروسية ليس فقط على أرض المعركة الحالية، لكن أيضاً على المدى الطويل، بحسب أوستن وخبراء عسكريين.

وزودت الولايات المتحدة وفرنسا وجمهورية التشيك وحلفاء آخرون كييف بمئات من قطع المدفعية بعيدة المدى للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي على دونباس.

واعتبر أوستن من بولندا بعد زيارته كييف حيث التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا "فقدت بالفعل الكثير من قدراتها العسكرية والكثير من قواتها، بصراحة.. ونريد أن نراهم عاجزين عن إعادة بناء تلك القدرات بسرعة".

وأضاف: "نريد أن نرى روسيا ضعيفة لدرجة أنها لم تعد قادرة على القيام بالأشياء التي فعلتها من خلال غزو أوكرانيا".

وحدث تغيير كبير في موقف واشنطن التي سعت في البداية إلى منع موسكو من الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية والإطاحة بالحكومة.

مزيد من الدعم

وتعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تسليم شحناتها بسرعة إلى أوكرانيا للاستفادة من بطء إعادة انتشار الجيش الروسي بعد الانتكاسات التي شهدها في شمال البلاد.

خلال الأسبوعين الماضيين، تسلم الجيش الأوكراني ما لا يقل عن 18 مدفع "هاوتزر" من أصل 90  تعهدت واشنطن بتقديمها له، ويتم إرسال المزيد، وفقاً لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".

وأرسلت باريس مدافع "قيصر" ذاتية الدفع الأكثر حداثة، وبراغ من جانبها، قذائف من طراز أقدم وهي ذاتية الدفع كذلك.

وقامت كندا بشحن قطع مدفعية بالإضافة إلى قذائفها الموجهة من طراز "Excalibur" التي يمكنها التحليق لأكثر من 40 كيلومتراً قبل إصابة هدفها بدقة.

وقال مسؤول رفيع في البنتاجون إن "القتال بينهما في دونباس سيعتمد كثيراً على القصف بعيد المدى وخاصة المدفعية".

وأضاف "ولذلك نركز على تزويدهم بالمدفعية والطائرات المسيرة التكتيكية"، في إشارة إلى طائرات التفجير الانتحارية المحملة بمواد متفجرة والتي يمكن أن تطير لساعات قبل أن تصيب الهدف.

سلاح الطاقة

إلى ذلك، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن "بلاده تأمل بإيجاد وسيلة في غضون أيام لإبدال النفط الروسي بإمدادات من مصادر أخرى"، مضيفاً "أن ألمانيا يمكنها عندئذ أن تنفذ حظراً للاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي".

وتحت ضغط لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت ألمانيا في السابق إنها قد تنهي وارداتها من النفط الروسي بحلول نهاية العام. لكنها رفضت فكرة حظر فوري على الواردات إلى الاتحاد الأوروبي.   

وأضاف هابيك للصحافيين أثناء زيارة إلى بولندا لمحادثات حول أمن الطاقة "اليوم يمكنني أن أقول أن حظراً (نفطياً) أصبح في مقدور ألمانيا."

وأشار إلى أن النفط الروسي الآن يشكل 12% فقط من إمدادات ألمانيا، ويذهب بالكامل إلى مصفاة تكرير واحدة قرب برلين.

وقبل الحرب في أوكرانيا، شكل النفط الروسي حوالي ثلث إمدادات ألمانيا. وقبل شهر قال هابيك إن ألمانيا خفضت اعتمادها على النفط الروسي إلى 25% من وارداتها.

تصنيفات