تحالف تقوده روسيا: سنحشد قواتنا إذا تدهور الوضع على حدود أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 7
وحدات قتالية تحرس قرية في ولاية تخار الشمالية ضد مقاتلي "طالبان"، 6 يوليو 2021 - AFP
وحدات قتالية تحرس قرية في ولاية تخار الشمالية ضد مقاتلي "طالبان"، 6 يوليو 2021 - AFP
دبيوكالات

حذّر تحالف عسكري تقوده روسيا بـ"الرد" وحشد قدراته العسكرية، إذا تدهورت الأوضاع على الحدود في أفغانستان، في وقت اشتدت فيه المعارك بين حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية، الخميس، في مدينة رئيسية شمال غربي البلاد.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية، نقلاً عن أحد قادة "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" التي تقودها روسيا وتشكل تحالفاً عسكرياً، أن المنظمة "ستكون مستعدة لحشد قدراتها العسكرية بالكامل، إذا تدهور الوضع الأمني على الحدود الأفغانية".

وتضم منظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، روسيا وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيستان وأرمينيا وبيلاروسيا.

ووفقاً للمعاهدة، فإن الدول المشاركة توفر أمنها على أساس جماعي. ففي حال تعرض دولة أو عدة دول مشاركة في المعاهدة لتهديد أمنها، أو وحدة أراضيها أو سيادتها، أو لتهديد الأمن والسلام العالميين، فإن الأطراف المتعاهدة ستقوم من دون إبطاء، باتخاذ الإجراءات اللازمة وبشكل فوري، لإزالة تلك التهديدات.

"طالبان" تطمئن موسكو

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، إن وفداً من حركة "طالبان" يزور موسكو، "قدم تطمينات بأن الحركة ستحترم حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء، في إطار الأعراف الإسلامية والتقاليد الأفغانية"

وأضافت أنها "أجرت محادثات مع وفد طالبان"، وأن الحركة "أكدت لموسكو أنها لن تنتهك حدود دول آسيا الوسطى، كما ضمنت أمن البعثات الدبلوماسية والقنصلية الأجنبية في أفغانستان".

وأشارت إلى أن طالبان أبلغت موسكو أنها "تريد السلام في أفغانستان من خلال المفاوضات"، وأنها "ملتزمة بالتصدي لتهديد تنظيم داعش، والقضاء على إنتاج الهيروين".

ونقلت وكالة "تاس" عن المكتب السياسي لـ"طالبان" قوله إن "الحركة لا تسعى لانتزاع السلطة في أفغانستان عسكرياً".

اشتداد المعارك

واشتدت المعارك الخميس بين طالبان والجيش الأفغاني لليوم الثاني على التوالي في مدينة قلعة نو، عاصمة ولاية بادغيس في شمال غرب أفغانستان، على الرغم من تأكيدات "طالبان"، بأنها "لا تسعى لانتزاع السلطة في أفغانستان عسكرياً".

وأعلنت الحكومة الأفغانية إرسال مئات عناصر الكوماندوس بالمروحيات إلى ولاية بادغيس، للتصدي إلى الهجوم الذي تشنه "طالبان"، وهو الأول على عاصمة ولاية، منذ بدء آخر مرحلة لانسحاب القوات الأميركية.

وقال مدير شؤون الصحة في بادغيس عبد اللطيف روستي، في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس"، إن "10 مدنيين على الأقل أصيبوا بجروح، ونقلوا إلى المستشفى المركزي في المدينة منذ صباح الخميس".

وبعد ساعات فقط على إعلان الجيش الأميركي، الأربعاء، أنه أنجز انسحابه من أفغانستان بنسبة "أكثر من 90%"، دخلت حركة "طالبان" مدينة قلعة نو التي تضم حوالي 75 ألف نسمة، وذلك بعدما استولت منذ مايو، على مناطق ريفية واسعة، واقتربت من مدن كبرى.

وقال حاكم ولاية بادغيس حسام الدين شمس لـ"فرانس برس" إن "طالبان استأنفت هجماتها على عدة أقسام من المدينة"، مضيفاً: "يجري صد العدو وهو يفر".

هجوم لاستعادة "قلعة نو"

وأطلقت القوات الأفغانية هجوماً مضاداً لاستعادة المدينة، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع فؤاد أمان إن "وحدة كوماندوس وصلت إلى بادغيس الليلة الماضية، وستطلق عملية واسعة النطاق".

وأكدت ضياء غول حبيبي، وهي عضو في مجلس ولاية بادغيس، أن "الوضع لم يتغير فعلياً منذ (الأربعاء)"، مشيرة إلى معارك "متقطعة" في المدينة.

وقالت: "بعض عناصر قوات الأمن الذين انضموا إلى صفوف طالبان، يساعدونهم ويقومون بإرشادهم".

والأربعاء، أفرج المتمردون عن مئات المعتقلين في سجن المدينة، وسيطروا على مركز الشرطة.

وقال مسؤول أمني إن الهجوم "أثر أيضاً على الولايات المجاورة"، وبينها هرات الواقعة على الحدود مع إيران، حيث سقط إقليم حدودي مع بادغيس في أيدي "طالبان" الليلة الماضية.

مرحلة انتقالية صعبة

وأكد الرئيس الأفغاني أشرف غني، الخميس، أن بلاده تواجه مرحلة انتقالية صعبة، في وقت تستكمل القوات الأميركية والأجنبية انسحابها، لكنه شدد على أن القوات الحكومية "قادرة على مواجهة طالبان".

وقال غني في خطاب ألقاه في كابول: "نشهد واحدة من أكثر مراحل الانتقال تعقيداً على وجه الأرض".

وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن غالبية العسكريين البريطانيين غادروا أفغانستان، في إطار انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، الذي يجري بموازاة مع انسحاب القوات الأميركية. 

وصرح جونسون أمام نواب البرلمان: "لأسباب أمنية واضحة، لن أفصح عن توقيت مغادرتنا" لكن "معظم عناصرنا غادروا".

انتقاد أميركي

وقال مسؤولون محليون في أفغانستان، ومسؤولون في "طالبان" لـ"فرانس برس"، إنه "جرت السيطرة على إقليمين في هرات"، فيما كانت "طالبان" تقترب من وسط الولاية.

وانتقد روس ويلسون، القائم بالأعمال الأميركي، بشدة الهجوم على بادغيس الذي "ينتهك الحقوق الإنسانية" بحسب قوله، و"يزيد من صعوبة حياة المدنيين الأفغان، الذين يواجهون أساساً الجفاف والفقر وفيروس كورونا".

وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن حركة "طالبان"، أخرجت سكاناً من بيوتهم في شمال أفغانستان، وتقوم بنهب أو إحراق بعض المنازل، بينما يضاعف مقاتلوها هجومهم على القوات الحكومية.

وذكرت المنظمة غير الحكومية أن سكاناً في باغ شركت في ولاية قندوز، تلقوا إنذاراً صوتياً من الحركة في نهاية يونيو، يطلب منهم مغادرة منازلهم خلال ساعتين "حفاظاً على سلامتهم".

وعلى أمل إحياء المفاوضات بين "طالبان" والحكومة، خُتم اجتماع بين ممثلين للحركة ووفد حكومي أفغاني الخميس في طهران، وفق ما أفادت به وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا".

ورغم دعوة الطرفين إلى إنهاء القتال وتعميق الحوار، تراوح المحادثات بينهما مكانها، منذ بدئها في سبتمبر 2020 في العاصمة القطرية الدوحة.