"هوليوود" في 2020.. إعادة إنتاج كلاسيكيات السينما

time reading iconدقائق القراءة - 12
شعار  "هوليوود" في حديقة برونسون كانيون - REUTERS
شعار "هوليوود" في حديقة برونسون كانيون - REUTERS
بيروت-رنا نجار

رغم أن جائحة كورونا وجّهت صفعة موجعة لعالم السينما في عام 2020، بعدما تكبدت نحو 93% من الشركات المشغلة لدور العرض خسائر، إلا أنه كان أيضاً عام إعادة إنتاج كلاسيكيات السينما العالمية بصورة جديدة. 

مولان "Mulan" 

كان من المتوقع أن يحقق فيلم "مولان" الذي صدر في مارس الماضي عن شركة "والت ديزني" الأميركية، إيرادات عالية جداً، لكونه يُعد نسخة جديدة ولكن مغايرة في الشكل والمضمون من فيلم الرسوم المتحركة لديزني "مولان" الذي أنتج عام 1998. إلاّ أنّ إيراداته لم تكن على قدر الآمال الذي بناها المنتجون، وأثار موجة من الجدل والمقاطعة في العالم على اعتبار أنه "خاضع لبروباغندا شيوعية صينية".

ويروي الفيلم ملحمة شعرية تعود إلى 1500 عام، إلا أنّه لا يشبه أسطورة الفيلم الأصلية التي تتحدث عن قصة فتاة تنكرت بزي رجل من أجل الدفاع عن وطنها، بدلاً عن والدها، بل إنّ النسخة الجديدة من الفيلم تروي قصة محارب قومي يمتثل لواجب الأبناء ورغبة الإمبراطور العظيم.

ورغم أن تكلفة الفيلم بلغت 200 مليون دولار، لم يحقق إيرادات عالية كما كان متوقعاً، حيث حقق بعد عرضه للمرة الأولى في دور العرض الصينية 23 مليون دولار فقط.

دوليتل  "Dolittle" 

في يناير الماضي، أعادت استوديوهات "يونيفرسال بيكتشيرز" إنتاج فيلم الفانتازيا الكوميدي "دوليتل" الذي أخرجه ريتشارد فليتشر للمرة الأولى في 1967، ثم أخرجه بيتي توماس في 1998.

الفيلم في نسخته الثالثة من بطولة روبرت داوني جونيور وإيما تومسون ورامي مالك، وصنّفته مجلة "فرايتيز" بأنه من أسوأ أفلام عام 2020، كما ألحق الفيلم خسائر بالشركة المنتجة تقدر بـ 100 مليون دولار.

 جزيرة الفانتازيا (الخيال)

في الـ14 من فبراير الماضي، صدر فيلم الرعب "جزيرة الفانتازيا" (Fantasy Island) وهو إعادة تقديم لسلسلة تلفزيونية من إنتاج عام 1977، والنسخة الأحدث من بطولة مايكل بينا ومايكل روكر.

وتدور أحداث الفيلم حول 5 أشخاص يزورون جزيرة معزولة، ويكتشفون أنهم يعيشون حلماً على هذه الجزيرة، لكن سرعان ما يتحول إلى رعب قاتل يحاولون النجاة منه.

و حصد الفيلم إيرادات تصل إلى 47 مليون دولار مقابل ميزانية بلغت 7 ملايين دولار فقط، لكن استقبله النقاد بموجة مقالات سلبية وصفته بـ"الفاشل".

الرجل الخفي "The Invisible Man"

يُعد فيلم الخيال العلمي "الرجل الخفي" (The Invisible Man) الذي صدر في الـ28 من فبراير الماضي، من أكثر الأفلام المعاد إنتاجها نجاحاً في 2020، لكونه حصل على تقييمات إيجابية من قبل الجمهور والنقاد بسبب أداء البطلة إليزابيث موس. 

وتميّز الفيلم بالتغييرات الواسعة التي أجريت على الرواية الأصلية والتي كتبها الروائي الإنجليزي هربرت جورج ويلز عام 1897، واستطاع المخرج وكاتب السيناريو الأسترالي لي وانيل، إضفاء روح عصرية على الفيلم الذي قدم للمرة الأولى عام 1933، بتضمينه قضايا حيّة مثل التعنيف الأسري وحقوق المرأة.

وحصد الفيلم إيرادات بلغت 134 مليون دولار، مقابل ميزانية تقدر بـ7 ملايين دولار فقط، وهو خامس أعلى فيلم من حيث الإيرادات في 2020.

نداء البرية

وأصدرت شركة الإنتاج (20th Century Studios) في الـ21 من فبراير الماضي فيلم المغامرات "نداء البرية" (The Call Of The Wild)، بطولة النجم هاريسون فورد، المأخوذ عن رواية لجاك لندن كتبها عام 1903.

وهو نسخة جديدة لفيلم يحمل الاسم والقصة نفسهما صدر عام 1935، وتدور أحداثه خلال نهايات القرن الثامن عشر وعمليات البحث عن الذهب، لكن الفيلم قوبل بنقد سلبي، رغم أداء البطل الجيّد وأجواء التسلية التي يقدمها.

وبلغ إجمالي أرباح الفيلم 110 ملايين دولار، مقابل ميزانية إنتاج تتراوح بين 125 و150 مليون دولار، بحسب تصريحات الشركة.

عام 2021

وسيصبح عام 2021 أيضاً عام الـ"Remake" بامتياز، خاصة على صعيد الأفلام التي حُفرت في ذاكرة المشاهدين، وجذبت أرقاماً عالية على شباك التذاكر.

ديون "Dune"

فيلم الخيال العلمي "ديون" الذي أخرجه دنيس فيلنوف وأنتج في عام 2020، سيكون متاحاً للعرض في الصالات بشكل ثلاثي الأبعاد في أكتوبر 2021، بعد طول انتظار، وهو نسخة عن فيلم يحمل العنوان نفسه أنتج عام 1984، من إخراج وكتابة ديفيد لينش، وهو مقتبس عن رواية لفرانك هربرت كتبها عام 1965.

وتشاركت في إنتاج الفيلم الضخم هذا العام 4 دول هي كندا والمجر والولايات المتحدة وبريطانيا، على أن تتولى التنفيذ شركة "Legendary Pictures"، والتوزيع "وورنر بروس".

وتدور أحداث الفيلم في المستقبل البعيد، حيث يعيش إقطاعيو النجوم وطبقة النبلاء، ويسيطرون على الكواكب المفردة، ويدينون بالولاء إلى إمبراطورية كورينو.

وتحكي الرواية قصة بول أتريدس الصغير (الممثل تيموثي شالاميت)، ولي عهد ديكو أتريدس الذي سيطرت أسرته على صحراء كوكب أراكيس المصدر الوحيد لدواء "ميلانج".

وتعد "ميلانج" المادة الأكثر أهمية وقيمة في الكون، مما يزيد من أهمية إقطاعية أراكيس. وتكشف القصة التفاعلات للطبقات المختلفة السياسية والدينية والبيئية والتكنولوجية والمشاعر الإنسانية وقوى الإمبراطورية التي تواجه بعضها البعض في صراع من أجل السيطرة على التوابل.

كما يحمل الفيلم في طياته الإخراجية ملامح للثقافة الإسلامية والعربية.

سكارفيس "Scareface"

يعدّ "سكارفيس" من أشهر أفلام العصابات الهوليوودية الكلاسيكية، وصدر الفيلم الأصلي عام 1932 من إخراج هوارد هوكس، ويقوم على رواية مستوحاة جزئياً من حياة آل كابوني (ألفونس غابريال كابوني/ 1899 ــ 1947)، ويصوّر المافيا الإيطالية في شيكاغو.

وفي عام 1983، صورت النسخة الثانية من "سكارفيس" في ميامي وكانت من إخراج براين دي بالما وبطولة آل باتشينو الذي جسّد دور لاجئ كوبي اسمه "طوني مونتانا"، ويبني إمبراطورية إجرامية تعتمد على تجارة الكوكايين.

وستصدر نسخة جديدة من الفيلم في ربيع أو صيف 2022، على أن يبدأ التصوير في 2021 بحسب توقعات موقع "looper".

والفيلم سيكون من كتابة الشقيقين جويل وإيثان كوين، تحت إدارة المخرج الإيطالي لوكا غوادانينيو (حاصل على أوسكار عن فيلم "Call Me by Your Name" الصادر في 2017)، ومن إنتاج "يونيفيرسال بكتشرز".

وسيعيد الفيلم المنتظر، تخيّل "قصة المهاجرين الأساسية" التي سُردت في النسختين السابقتين من الفيلم.

موت على النيل "Death on the Nile"

هذا الفيلم الشهير المقتبس عن رواية بوليسية لأغاثا كريستي كتبتها عام 1937، من المتوقع أن يكون متاحاً في صالات السينما في الـ17 من سبتمبر 2021.

وسيتولى إعادة إخراجه كينيث براناه، وكتب السيناريو كايل غرين، على أن تتولى الإنتاج شركة (20th Century Studios).

يذكر أن النسخة الأولى من الفيلم صدرت تحت الاسم نفسه عام 1978.

إنديانا جونز "Indiana-Jones-5"

أعلنت شركة "ديزني" الأميركية أن نجم هوليوود هاريسون فورد، سيواصل تجسيد إحدى شخصياته الشهيرة على شاشة السينما "إنديانا جونز"، من خلال جزء خامس له، من المقرر أن يختتم فيه رحلة هذه الشخصية.

وسيبدأ تصوير هذا الجزء الذي يتولى إخراجه جيمس مانغولد صاحب أفلام "لوغان" و"فورد ضد فيراري"، في أواخر ربيع 2021، على أن يطرح في دور العرض السينمائية في يوليو 2022.

وظهر هاريسون فورد (78 عاماً) بشخصية عالم الآثار "إنديانا جونز" للمرّة الأولى عام 1981، ليحقق من خلاله نجاحاً كبيراً، ما جعل الشركة المنتجة تستعين به لتقديم 3 أفلام أخرى، كان آخرها عام 2008 بعنوان "Kingdom of the Crystal Skull".

مورتال كومبات "Mortal Kombat"

ويتوقع أن يصدر فيلم الفانتازيا والأكشن "Mortal Kombat" في أبريل 2021 من إخراج سيمون ماكويد، وهو الفيلم الثالث الذي يعاد إنتاجه، حيث كان الأول في عام 1995، والثاني بعده بعامين، على أن تتولى "وورنر بروس" إنتاجه.

ويشهد عام 2021 قائمة طويلة من الأفلام المعاد إنتاجها، وتعد مضاعفة من حيث العدد والضخامة في الإنتاج، خاصة المنتجة من قبل "والت ديزني" مثل "عروس البحر الصغيرة"، و"مينينوز"، "بيتر بان"، و"كرويلا" وهيرقليس"، و"بينوكيو"، و"سنو وايت" و"تينكيربيل" و"توم أند جيري" وغيرها الكثير.

أجزاء جديدة لـ6 أفلام

ولا يمكن الحديث عن إعادة الإنتاج من دون الإشارة إلى الأجزاء الجديدة التي ستصدر لأفلام جماهيرية عالمية في 2021، أبرزها: "أفاتار 2" الذي سيكون متاحاً في قصة منفصلة عن الجزء الأول، في سبتمبر 2021، ويتولى إخراجه جيمس كاميرون. كما ستشهد السنة الجديدة إصدار الجزء السابع من "المهمة المستحيلة" في نوفمبر المقبل، مع بطلها الأيقوني توم كروز.

و فوجئ محبو أفلام "ذي ماتريكس" بالإعلان عن جزء رابع له سيصدر في مايو 2021 من إخراج لانا واتشوسكي التي شاركت في كتابته، وكانت ثلاثية "ماتريكس" اختتمت في 2003.

وسيصدر جزء جديد من فيلم "باتمان" في أكتوبر المقبل، على أن يلحق به جزء جديد من "سبايدر مان، هوم كامينغ 3" في نوفمبر 2021.

وستختتم حفلات إعادة الإنتاج بجزء جديد لفيلم "شارلوك هولمز 3" في الـ22 من ديسمبر 2021، ليعود روبرت داوني جونيور وجود لو، بصفتهما المخبر الفخري وشريكه واتسون، إلى الشاشة تحت إشراف وإخراج ديكستر فليتشر.

جدل على إعادة الإنتاج

لطالما كانت هوليوود منذ تأسيسها تعتمد على إعادة إنتاج أعمال شهيرة بتناول جديد، أكثر حداثة ويُلائم المعايير التجارية التي يفرضها التوقيت التي تصدر فيه، خاصة الأعمال الناجحة المأخوذة عن الأدب العالمي، والتي تجذب جماهيرية واسعة. لكنها أحدثت جدلاً بين مؤيّد ومعارض للجزء الجديد أو النسخة المستحدثة من أي فيلم قديم. 

 

واحتدّت في التسعينيات من القرن الماضي، نبرة الجدل بعد أن صارت شركات الإنتاج والتوزيع وشركات التسويق تتحكم بأدق تفاصيل النسخ الجديدة، بدءاً من هويّة الممثل ولونه وعرقه وصولاً إلى أماكن التصوير، وذلك لتتناسب مع السوق التي تطمح الشركات الوصول إليها كالصين مثلاً.

وإضافة إلى ضرورة توافقها مع معايير هوليوود الداخلية المتجدّدة أو ما يسمى "السياسة التصحيحية" (political correctness) من حيث التوازن الجندري والجنسي والعرقي. فقد أصبحت القوائم المرجعية كبيرة ومتشعبة، ما يُضيّع أحياناً البوصلة عن لبّ السينما وهو الإبداع والصدق في تقديم العمل.

إيجابيات وسلبيات

يعتبر بعض المعارضين أن شركات الإنتاج تقدم على هذه الخطوة، فقط من أجل استغلال جماهيرية تلك الأعمال واستثمار نجاحها السابق، وبذلك تضمن أرباحاً مسبقة. 

وفي المقابل، هناك من يعتبر أن فكرة إعادة الإنتاج فشلت في السنوات العشر الأخيرة، أو كانت أضعف بكثير من الأعمال الأصلية، ولذا تُفسد على المُشاهد ذكرياته مع الفيلم الأصلي. 

ويرى آخرون، أن الشركات تحاول أيضاً اللجوء إلى ميزانيات أقل، وتحاول التقليل في المصاريف، لذلك تلجأ إلى قصص مكتوبة بسيناريوهات جاهزة، وشهرة سابقة، وتحتاج فقط إلى بعض التعديلات وإعادة التصوير، فيمكن اختصار سنوات من الترويج في بلدان كثيرة.