لبيد: اتفاق الحدود البحرية مع لبنان "ضربة كبيرة" لحزب الله

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في صورة مع أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي بعد التوقيع على اتفاق بوساطة أميركية بين إسرائيل ولبنان- القدس 27 أكتوبر 2022  - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في صورة مع أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي بعد التوقيع على اتفاق بوساطة أميركية بين إسرائيل ولبنان- القدس 27 أكتوبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين بلاده ولبنان، والذي توسطت فيه الولايات المتحدة، "تاريخي" ويعد "ضربة كبيرة" لحزب الله، فيما دحض ادعاءات المعارضة بكون الاتفاق تم بصورة "غير ديمقراطية" لعدم طرحه أمام الكنيست للتصويت. 

وأضاف لبيد في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نُشرت الجمعة: "لقد وافق الجميع، بما في ذلك مجلس الوزراء والحكومة والمحكمة العليا، على هذا الاتفاق الذي استند إلى الكثير من التقارير الاستخباراتية التي لا يمكن الكشف عنها لعامة الناس".

وتابع: "ما يمكن قوله هو أنه لا يوجد أحد ممن لديهم الحقائق يقول إن حزب الله كان وراء هذا الاتفاق، بل إن حقيقة أنه بات لدينا اتفاق تمت كتابة كلمة (إسرائيل) فيه 20 مرة تمثل ضربة كبيرة لحزب الله، إذ إنهم لم يكونوا سعداء بالأمر، ولكن ليس لديهم خيار لأن لبنان في حاجة ماسة له، وبالتالي فعلوا شيئاً لم يفعلوه منذ سنوات". 

وعن الجدول الزمني للاتفاق الذي تم توقيعه الخميس، قال لبيد إنه "كان يجب تمريره بنهاية أكتوبر الجاري لأن ذلك هو موعد مغادرة الرئيس اللبناني ميشال عون منصبه"، مضيفاً أنه "ليس من الواضح مَن سيخلفه، لذا كان يجب إتمام الأمر فوراً". 

وأردف: "لقد شعرنا أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به لأمن إسرائيل واقتصادها وسياستها، ولذا فقد اضطررنا إلى الالتزام بالجدول الزمني، وكنت أعلم أن الناس سيشككون في التوقيع على هذا الاتفاق التاريخي قبل 5 أيام من الانتخابات، وبالتالي فقد تركنا نظامنا القضائي يتخذ القرار"، في إشارة إلى رفض المحكمة العليا طلبات المنظمات اليمينية بالحصول على حكم قضائي ضد إتمام الاتفاق. 

طهران وحوار واشنطن 

وبشأن إيران، أثنى لبيد على سياسته وسياسة سلفه نفتالي بينيت المتمثلة في مشاركة أكبر وأكثر إيجابية مع البيت الأبيض بشأن التهديد النووي لطهران.

وقال: "لقد نجحنا في إقامة حوار مع الأميركيين وأيضاً الأوروبيين، وكان الأمر يتم بشكل منفتح للغاية، كما كان صريحاً في بعض الأحيان، ولكنه كان محترماً وصادقاً، فلا تلميح إلى وجود شكوك في جودة المعلومات الاستخباراتية التي كنا نقدمها، لأنهم كانوا يعلمون أن السياسة الإسرائيلية الآن تتمثل في التأكد من صدق كل شيء نطرحه على الطاولة، سواء أكان ذلك يتماشى مع القصة التي نرويها أم لا". 

وأردف: "كما أنهم (الولايات المتحدة) باتوا يقدرون حقيقة أننا لم نتلاعب بالسياسة الأميركية"، وذلك في تلميح لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الذي سافر في عام 2015 إلى الولايات المتحدة وألقى خطاباً مثيراً للجدل أمام الكونجرس ضد جهود الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لإتمام "الاتفاق النووي الإيراني".

وأشار لبيد إلى أنه بمجرد أن بات هناك حوار إيجابي، أصبح الأميركيون على استعداد للاستماع إلى ما تقوله إسرائيل عن إيران، وأدركوا أيضاً أن طهران كانت تكذب بشأن برنامجها النووي، قائلاً: "لقد أجرينا الحوار الصحيح، وعندما فعلنا ذلك باتوا يستمعون لنا، ولذا أصبحوا على استعداد للنظر في الأشياء التي أحضرناها إلى الطاولة وأدركوا أن الإيرانيين يخدعونهم". 

وشبّه رئيس الحكومة تعتيم إيران على برنامجها النووي بتصريحاتها عن المسيّرات التي استخدمتها روسيا ضد أوكرانيا، قائلاً: "هناك آلاف الصور من الأدلة والمواد الاستخباراتية، فالأوكرانيون يرون المسيّرات في البلاد، فيما ينفي الإيرانيون الأمر، وذلك لأن الكذب والخداع هما الأداة الأساسية للسياسة الإيرانية". 

وحذر لبيد من "الشعور بالرضا الشديد" عن انتهاء المحادثات النووية، قائلاً إن "الأمر لم ينتهِ بشكل كامل". 

وأضاف: "نحن نفكر ونتحدث مع حلفائنا وأصدقائنا بشأن هذا الأمر، وحان الوقت لبدء النقاش حول الاتفاق الأطول والأقوى الذي نرى جميعاً أنه الاتفاق الصحيح الذي كان ينبغي أن نبدأ به، وهذا ما نقوله للجميع الآن". 

وعن الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للنظام الإيراني، أشار لبيد إلى أنه كان حذراً من الإدلاء بأي تصريحات علنية حول الأمر، حتى لا يسمح للقيادة الإيرانية باستخدام ذلك ضد المتظاهرين، لافتاً إلى أنها الاحتجاجات "الأكثر صدقاً" في العقد الماضي، وخاصة في إيران. 

تقارب إيران وروسيا

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الوضع يتطور باستمرار ويحتاج إلى تقييم على أساس يومي، مضيفاً: "التقارب الخطير للغاية الذي يتم إنشاؤه بين روسيا وإيران لا يمكن تجاهله. نتحدث مع الأميركيين حول هذا الموضوع، ولذلك ما يتعين علينا القيام به هو إعادة التقييم على أساس يومي ثم الرد". 

وبسؤاله عن سبب استمرار إسرائيل في رفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الصاروخي، قال إن "الجواب يحمل شقين، أولهما أن تل أبيب تقف إلى جانب كييف وتدعمها، كما أنها الوحيدة في العالم التي بنت مستشفى ميدانياً في أوكرانيا، ولكنها ترغب في التأكد من حماية مصالح الأمن القومي لإسرائيل في جميع الأوقات". 

وأضاف: "سندعم أوكرانيا وسنكون استباقيين في ذلك، ولكننا سنأخذ في الاعتبار مصالح أمننا القومي أيضاً"، رافضاً الانتقادات التي واجهها بعد خطابه في سبتمبر الماضي في الأمم المتحدة والذي أعرب فيه عن دعمه لحل الدولتين.

 وقال في هذا الصدد إنه كان يهدف إلى "إعطاء صوت لطريق جديد من أجل المضي قدماً في أكثر القضايا إثارة للجدل في البلاد"، مضيفاً: "هذا جزء مما تفعله عندما تكون رئيساً للوزراء، هو أن تخلق الطريق وأن تخبر الشعب بما تعتقد أنه يجب علينا فعله. وأعتقد الآن أننا بحاجة إلى الانفصال عن الفلسطينيين". 

وتابع: "لم يتطرق الخطاب إلى كيفية حدوث مثل هذا الانفصال، ولكنه كان حول ما يتعين علينا القيام به كشعب، فهل نحن بحاجة إلى حكم 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية؟ الجواب بالنسبة لي هو لا".

وأشار إلى أن "شروط هذا الفصل ستشمل عدم تقسيم القدس، وعدم منح حق العودة للاجئين، والحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبرى، وضمان التدابير الأمنية الإسرائيلية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات