بلينكن في المغرب.. تشديد على الشراكة و"حلّ الدولتين"

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره المغربي ناصر بوريطة بمؤتمر صحافي مشترك في الرباط- 29 مارس 2022 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره المغربي ناصر بوريطة بمؤتمر صحافي مشترك في الرباط- 29 مارس 2022 - AFP
دبي-الشرق

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن "اتفاقات أبراهام" التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل لا يمكن أن تكون بديلاً عن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

فيما قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عقب مباحثات جمعته بنظيره الأميركي في الرباط، إن شراكة المغرب والولايات المتحدة تتجاوز الإطار الثنائي لتشمل الشرق الأوسط.

ووصل بلينكن إلى الرباط، مساء الاثنين، بعد مشاركته في قمة النقب بإسرائيل مع وزراء خارجية الإمارات والمغرب والبحرين ومصر، ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع بوريطة إن "اتفاقات أبراهام" لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية لا يمكن أن تكون بديلاً لحل الدولتين، مشدداً على أن هذه الاتفاقات يمكن أن تعزز فرص تطبيق هذا الحل.

وأضاف أن "المغرب يعمل مع القوى (الأخرى التي وقعت اتفاقات أبراهام) في محاولة الدفع قدماً نحو هذه التسوية" مع الفلسطينيين.

وفي السياق، قال ناصر بوريطة إن الاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب، الذي استأنفت بموجبه المملكة المغربية علاقاتها مع إسرائيل، "هو رسالة إلى الحاجة إلى حل عادل ودائم في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

وشدد وزير الخارجية المغربي على أن "الشراكة الأميركية المغربية تشمل المجال السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي، وتتجاوز الإطار الثنائي لتشمل مناطق أخرى، من قبيل الشرق الأوسط وإفريقيا".

قضية الصحراء

وتبرز قضية نزاع الصحراء ضمن أجندة بلينكن في الرباط، فواشنطن كانت أولى العواصم الغربية التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، وذلك إثر إعلان وقعه الرئيس السابق دونالد ترمب. 

وموقف إدارة الرئيس جو بايدن، وإن لم يؤكد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، إلّا أنه يدعم موقف الرباط في النزاع، إذ يعتبر خطة المملكة بمنح الإقليم حكماً ذاتياً تحت سيادتها مقترحاً "جاداً وواقعياً وذا مصداقية"، وفق الخارجية الأميركية.

وجدد بلينكن ذلك الموقف في الرباط، بالقول إن بلاده "تدعم المبعوث الأممي للصحراء  ستيفان دي ميستورا، وتعتبر أن خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب مقترحاً جاداً وواقعياً وذا مصداقية".

فيما عبّر وزير الخارجية المغربي عن ثقته في أن موقف الولايات المتحدة الداعم لخطة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، ستبقى "موقفاً ثابتاً" مهما تعاقبت الإدارات الأميركية، مشيراً إلى أن تنفيذ اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء وإنزال ذلك على أرض الواقع "يخضع لاعتبارات نحن نناقشها بشكل مباشر".

واعتبر بوريطة أن ملف الصحراء أصبح يشهد دينامكية كبيرة، خصوصاً بعد أعلان إسبانيا، في وقت سابق من مارس، دعمها لموقف المغرب في نزاع الصحراء، مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي المقدمة من الرباط "هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل هذا النزاع". 

وقال بوريطة إن موقف إسبانيا "تطور إيجابي. ونحن نرحب بهذا التطور. هذا الأمر سيفتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع إسبانيا. هناك ديناميكية تجاه دعم لخطة الحكم الذاتي المغربية كحل لهذا النزاع الإقليمي، فهو موقف الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا ودول عديدة أخرى عربية وإفريقية". 

وتابع: "هذه هي الفرصة لتخرج البلدان من المنطقة الرمادية، وعدم الاكتفاء بدعم العملية الأممية لأنها قد تستمر إلى عقود أخرى، بل يجب اتخاذ مواقف بشأن الحل، ونأمل أن تدعم مزيد من الدول خطة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً واقعياًُ وعادلاً للنزاع".

وفي مقابل مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب، تؤكد جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر مطالبتها بإجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة. بينما يدعو مجلس الأمن كلاً من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات، المتوقفة منذ 2019 "بدون شروط مسبقة" من أجل "حل سياسي عادل ودائم ومقبول".

"توترات في شمال إفريقيا"

وجاءت زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى الرباط في سياق متوتر، بسبب استمرار الأزمة بين المغرب وجارتها الجزائر، منذ أن قطعت الأخيرة علاقاتها مع الرباط في أغسطس، متهمة المملكة بالقيام "بأعمال عدائية". فيما أعربت الرباط عن أسفها للقرار و"رفض مبرراته الزائفة".

كما قررت الجزائر في أكتوبر عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب. 

وبينما لم يشر أي من الوزيرين خلال المؤتمر الصحافي المشترك بشكل مباشر إلى الجزائر، قال ناصر بوريطة إنه تحدث مع نظيره الأميركي "بشأن إفريقيا ومنطقة الساحل"، بالإضافة إلى "منطقة شمال إفريقيا"، مردفاً أن "هناك توترات (في شمال إفريقيا) يجب معالجتها وتحديات أمنية يجب التعامل معها بشكل بناء".

في المقابل، شدد بلينكن على أن بلاده " تدرك الأهمية الكبرى للمغرب في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، مضيفاً "نحن ننسق بشأن قضايا أمنية في ليبيا والساحل".

ويرتقب أن يكون تأمين الغاز الطبيعي لأوروبا عبر المغرب محور محادثات بلينكن مع المسؤولين المغاربة وكذلك في الجزائر، المحطة التالية من زيارته، حيث يلتقي بالرئيس عبد المجيد تبون ووزير خارجيته رمطان لعمامرة. 

وتزوّد الجزائر أوروبا بالغاز الطبيعي، ويعوّل عليها لتكون بديلاً للغاز الروسي بعد الحرب على أوكرانيا، خصوصاً عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب وتوقف العمل به نهاية العام الماضي، إثر توتر في العلاقات بين الرباط والجزائر، بلغ حد قطع العلاقات الدبلوماسية.  

تعاون ضد الجفاف

كذلك، ناقش بوريطة ونظيره الأميركي تداعيات موجة الجفاف التي يمر بها المغرب هذا العام، فضلاً عن الآثار الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، خاصة تأثر واردات القمح.

وقال بلينكن في المؤتمر الصحافي إن "المغرب يمر بأسوأ موجة جفاف في تاريخه، ولذلك قررنا تقديم مساعدة خبراء في وزراء البيئة والخارجية من أجل التصدي لتداعيات الجفاف".

وأضاف: "غداً (الأربعاء) نستضيف مؤتمراً في الدار البيضاء يجمع شركات مغربية في مجال إدارة المياه مع خبراء أميركيين، من أجل بحث سبل الاستفادة القصوى من موارد المياه".

ولفت بلينكن إلى أن "العدوان الروسي على أوكرانيا فاقم أزمة الغذاء. وهنا في هذه المنطقة نناقش خطوات ملموسة لتخفيف آثار وتداعيات الغزو على اضطراب سلاسل الغذاء وارتفاع الأسعار".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات