أعلنت هيئة تنظيم الأدوية البريطانية، الجمعة، تسجيل 30 حالة نادرة أصيبت بتجلط في الدم، بين أكثر من 18 مليون شخص تلقوا لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا، في ما تستعد الحكومة لحظر دخول المسافرين من 4 دول إضافية، ليرتفع عدد الدول المحظورة إلى 39 دولة.
وعلى الرغم من ظهور الآثار الجانبية للقاح أسترازينيكا، إلا أن هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، أكدت "أن فوائد التلقيح ضد كورونا ما زالت تفوق أي مخاطر"، وحثت المواطنين على الاستمرار في تلقي اللقاح.
وحتى 24 مارس الماضي، تم تسجيل 22 حالة تجلط في الجيب الوريدي الدماغي، و8 حالات تجلط أخرى مع انخفاض الصفائح الدموية، وأشارت الهيئة إلى أن "خطر الإصابة بهذا النوع المحدد من الجلطات الدموية ضئيل للغاية".
وأضافت، في بيان، أن "عدد وطبيعة الآثار السلبية التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن ليسا غير مألوفين مقارنة بأنواع أخرى من اللقاحات المستخدمة بشكل روتيني".
ولم تصدر تقارير عن حالات مماثلة بعد تلقي لقاح "فايزر - بايونتيك".
وقالت الهيئة، إن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية لتقليل عدد الوفيات والإصابة بأعراض خطيرة ناجمة عن فيروس كورونا.
وقف الاستخدام
وكانت هولندا، الدولة الأخيرة بين الدول الأوروبية التي أوقفت، الجمعة، استخدام لقاح "أسترازينيكا" لتطعيم من تقل أعمارهم عن 60 عاماً، وسط مخاوف من وجود صلة بينه، والإصابة بجلطات دموية نادرة.
وجاءت الخطوة الهولندية، بعد تسجيل 5 حالات جديدة لنساء، تتراوح أعمارهن بين 25 و65 عاماً، توفيت إحداهن.
وكانت ألمانيا اتخذت قراراً مماثلاً في وقت سابق هذا الأسبوع.
ومن المتوقع أن تحدِّث وكالة الأدوية الأوروبية، توصيتها بشأن هذه المشكلة في 7 أبريل الجاري، وسبق أن أعلنت أن اللقاح آمن، مثلما فعلت منظمة الصحة العالمية.
وجرى تطوير اللقاح مع "جامعة أكسفورد" في بريطانيا، وهي من أكثر الدول تضرراً من فيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو 127 ألف شخص.
توصية كندية
اللجنة الاستشارية الوطنية للتلقيح في كندا، أوصت الاثنين الماضي، بتعليق منح لقاح "أسترازينيكا"، للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، لأسباب تتعلق بالسلامة، لكن لا تحمل التوصية أي طابع إلزامي، ويبقى الأمر متروكاً لكل مقاطعة في كندا لاتباعها أو عدمه.
بيانات محدّثة
في المقابل، أعلنت شركة "أسترازينيكا"، الأسبوع الماضي، أنّ لقاحها، فعال بنسبة 76% في الوقاية من الأعراض المرضية للفيروس، بناء على بيانات محدّثة لنتائج تجربة سريرية أجريت في الولايات المتحدة وبيرو وتشيلي، وبذلك تكون خفّضت نسبة فاعلية لقاحها من 79% قبل صدور النتائج إلى 76%، في خطوة أقدمت عليها بعدما واجهت انتقادات لاستخدامها "معلومات قديمة"، لتحديد مدى فاعلية اللّقاح.
حظر دخول مسافري 39 دولة
على صعيد متصل، تستعد الحكومة البريطانية، الجمعة المقبل، لحظر دخول المسافرين من 4 دول إضافية هي بنغلاديش وكينيا وباكستان والفلبين، وسط مخاوف من سلالات جديدة لفيروس كورونا، لافتةً إلى أن "عدد الدول في القائمة الحمراء يصل إلى 39 دولة".
وبموجب حظر السفر، يمنع دخول المسافرين الأجانب الذين تم ترحيلهم من أو سافروا عبر تلك الدول الموجودة على القائمة في الأيام العشرة السابقة، إلى بريطانيا.
ولم تتضمن "القائمة الحمراء" أي دولة أوروبية، على الرغم من أن معظم أنحاء القارة العجوز تشهد عودة قوية لانتشار الفيروس، ما دفع عدة حكومات لإعادة فرض قيود الإغلاق.
وأوضح خبراء الصحة، أن الارتفاع في عدد الحالات مدفوع بسلالات الفيروس، ومنها واحدة تم اكتشفها أول مرة في بريطانيا.
سلالة جنوب إفريقيا
وزارة النقل البريطانية، أوضحت أن "غالبية الحالات المصابة بسلالة جنوب إفريقيا التي اكتشفت في إنجلترا حتى الآن، مرتبطة بالسفر الدولي، وقلة قليلة فقط منها يعتقد أنها قادمة من أوروبا".
وتهدف الإجراءات الاحترازية، إلى الحد من خطورة السلالات الجديدة في المملكة المتحدة التي شهدت تراجعاً حاداً في عدد الإصابات والوفيات منذ الشتاء وسط إغلاق صارم لمدة 3 أشهر ونشر سريع للقاحات.
تلقيح 46%
وقدمت المملكة المتحدة أول جرعة من اللقاح، لأكثر من 31 مليون شخص، ما يمثل نسبة 46% من سكانها.
وحث رئيس الوزراء، بوريس جونسون، في وقت سابق، الجمعة، "المواطنين على الالتزام بالقواعد وعدم الاختلاط في الأماكن المغلقة خلال عيد الفصح، حتى إذا كانوا تلقوا اللقاح".
وقال، خلال جلسة أسئلة وأجوبة عبر "تويتر": "حتى لو كان أصدقاؤكم وأفراد عائلاتكم حصلوا على اللقاح، فهو لا يحمي بنسبة 100%، وهذا هو السبب في أننا يجب أن نكون حذرين".