لاعبة جمباز سابقة مقربة من بوتين.. لماذا لا تعاقب واشنطن ألينا كاباييفا؟

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدي الزهور إلى لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال حفل لتوزيع الجوائز في موسكو. يونيو 2001 - Getty Images
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدي الزهور إلى لاعبة الجمباز ألينا كاباييفا خلال حفل لتوزيع الجوائز في موسكو. يونيو 2001 - Getty Images
دبي-الشرق

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، طالت العقوبات الأميركية أكبر الشركات الروسية ورجال الأعمال والسياسيين وصولاً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، باستثناء ألينا كاباييفا، لاعبة الجمباز وعضو الدوما عن حزب "روسيا الموحدة" سابقاً. 

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً، الأحد، عن كاباييفا وعلاقتها بالرئيس الروسي ودائرة الحكم في موسكو، وعن أسباب تردد الإدارة الأميركية حتى الآن في توقيع العقوبات عليها واستبعاد اسمها في اللحظات الأخيرة من قائمة العقوبات. 

ونقلت الصحيفة، في تقريرها عن مسؤولين أميركيين قولهم إن كاباييفا، وهي لاعبة جمباز إيقاعي سابقة ارتبطت بفضيحة دولية تتعلق بتناول المنشطات، تلعب دوراً في إخفاء ثروة بوتين الشخصية في الخارج،  كما تعتقد الإدارة الأميركية أن كاباييفا على علاقة بالرئيس الروسي وأنها أم لثلاثة من أولاده.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الاعتقاد السائد بين المسؤولين الأميركيين الذين يناقشون هذه الخطوة هو أن معاقبة كاباييفا ستمثل ضربة شخصية للغاية للرئيس الروسي، الذي لم يعترف أبداً بوجود علاقة بينه وبينها، وهو ما يمكن أن يؤدي لمزيد من التوتر بين روسيا والولايات المتحدة. 

وامتنعت وزارة الخزانة الأميركية، التي أعدت وفقاً لمسؤولين أميركيين حزمة عقوبات "معلّقة" ضد كاباييفا، عن التعليق، ولكن العقوبات ما زالت مطروحة على الطاولة.

"استبعاد في اللحظات الأخيرة"

ولطالما نفى الكرملين وجود أي علاقة بين بوتين وكاباييفا، ولم يرد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على طلبات الصحيفة للتعليق، كما لم يتسن الوصول إلى كاباييفا، التي لطالما نفت هي الأخرى وجود علاقة بينها وبين الرئيس الروسي.

وعلى الرغم من فرض الولايات المتحدة عقوبات على ابنتي بوتين، فإن مسؤولين أميركيين اعتبروا أن "التحرك ضد كاباييفا سيمثل إجراء تصادمياً lu hg قد يؤدي لتعقيد الجهود الرامية للسلام في المفاوضات مع أوكرانيا.

وعادة ما تعمل وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتين معاً لإعداد حزم العقوبات، وغالباً ما يتعين على مجلس الأمن القومي التوقيع قبل الإعلان عن الحزمة، إلا أنه في حالة كاباييفا، أعدت وزارة الخزانة العقوبات ضدها، ولكن المجلس اتخذ قراراً في اللحظة الأخيرة لسحب اسمها من القائمة التي كان سيتم الإعلان عنها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله: "أعددنا عقوبات على عدد من الأشخاص الذين لم تتم معاقبتهم من قبل، وما زلنا نفكر في موعد فرض تلك العقوبات لتحقيق أقصى قدر من التأثير".

ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن كاباييفا وعائلتها أصبحوا من أثرياء روسيا من خلال علاقاتهم مع الأشخاص الموجودين في دائرة بوتين المقربة.

كما أفاد تقييم استخباراتي أميركي سري أثناء التحقيق في التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية لعام 2016، بأن كاباييفا أحد المستفيدين من ثروة الرئيس بوتين، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي مطلع على التقرير.

"قصر عالي الجدران"

وكانت محامية المعارض الروسي البارز المسجون أليكسي نافالني حثت المشرعين الأميركيين في 6 أبريل الجاري على فرض عقوبات على كاباييفا، مدعية أنها تساعد في إخفاء ثروة بوتين الشخصية، ولكنها لم تقدم دليلاً على ادعائها خلال شهادتها أمام الكونجرس، حسب الصحيفة.

وذكرت "وول ستريت جورنال" في تقريرها: "المسؤولون الغربيون يقولون إنهم لا يعرفون بالضبط موقع كاباييفا في هيكل السلطة في الكرملين، ولكن الجدل بشأن فرض العقوبات عليها يعكس وجهة نظر العديد من المسؤولين عن مدى شدة قبضة بوتين الشخصية على السلطة، وكيف يمكن للاعبة جمباز سابقة أن تصبح واحدة من أكثر الشخصيات نفوذاً في البلاد".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين قولهم إن "كاباييفا مكثت في سويسرا لفترات طويلة، في قصر عالي الجدران به مهبط للطائرات، قرب جنيف"، فيما قال مسؤول أميركي إن أشخاصاً على علاقة ببوتين كانوا يذهبون إلى هناك بمروحيات خاصة.

وصعّدت الحكومة الأوكرانية من دعواتها إلى الغرب لمتابعة الإجراءات ضد كاباييفا، وكتب البرلمان الأوكراني، هذا الشهر، خطاباً إلى سويسرا لمنعها من دخول البلاد ومصادرة أي عقارات تملكها، ولكن جنيف قالت إنه ليس لديها دليل يشير إلى وجود كاباييفا في البلاد.

وكانت صحيفة "Moskovsky Korrespondent" الروسية أفادت في عام 2008 بأن بوتين، الذي كان متزوجاً حينها، وكاباييفا مخطوبان، وهو ما نفاه بوتين بشدة، وبعد أيام أغلقت الصحيفة اليومية أبوابها.

واعتزلت كاباييفا في ذلك الوقت تقريباً لعب الجمباز ودخلت عالم السياسة كنائبة عن حزب "روسيا الموحدة" الحاكم بزعامة بوتين، وحصلت على راتب قدره 11 مليون روبل (140 ألف دولار).

12 مليون دولار سنوياً

غادرت كاباييفا البرلمان في عام 2014 لتتولى رئاسة مجموعة "نيو ميديا" ​​الروسية، التي تسيطر على مواقع التلفزيون والإذاعة والمواقع الإخبارية الموالية للحكومة. وتم تعيينها من قبل مالك المجموعة يوري كوفالتشوك، وهو أكبر مساهم في بنك "Rossiya" الذي طالته العقوبات الأميركية لأنه يخدم المقربين من بوتين.

وفي عام 2018، كان الراتب السنوي لكاباييفا يعادل نحو 12 مليون دولار، وفقاً لوثائق مسربة من دائرة الضرائب الفيدرالية الروسية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سويسريين وأميركيين وأوروبيين، أن "كاباييفا سافرت إلى سويسرا وأنجبت طفلاً من بوتين في عام 2015، في مستشفى سانت آنا المطلة على بحيرة لوجانو، أحد أغلى مستشفيات الولادة في أوروبا، وفي ذلك الوقت اختفى الرئيس الروسي لمدة 8 أيام وكانت هناك شائعات بأنه كان بصحبة كاباييفا".

كما يقول مسؤولون أميركيون إن "كاباييفا أنجبت توأماً في موسكو عام 2019، إلا أنه لم يتم الإعلان عن ذلك رسمياً، ونشر الخبر موقع صحيفة Moskovsky Komsomolets، المملوكة لأحد أقرب أصدقاء بوتين، ولكن الخبر أزيل بسرعة ولم يذكر اسم والد الأطفال".

وذكرت الصحيفة أن المداولات بشأن معاقبة كاباييفا مستمرة داخل الإدارة الأميركية، نظراً لانعكاس القرار على واقع الحرب في أوكرانيا إذ يرى مسؤول من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية إن هناك فرصة بأن يرد بوتين على الأمر "بطريقة عدوانية".

تصنيفات