البيان الختامي لمؤتمر برلين: إشراف أممي على انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي قبيل مؤتمر برلين 2 بشأن ليبيا، 23 يونيو 2021 - REUTERS
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي قبيل مؤتمر برلين 2 بشأن ليبيا، 23 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الأربعاء، بسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، موضحاً أنه "ستكون هناك عملية أممية للإشراف على إجراءات الانسحاب"، فيما عبّرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش عن أملها بعد اجتماع "برلين 2" في انسحاب المرتزقة من جانبي الصراع قريباً، داعية إلى "توحيد الجيش الليبي".

وجاء في البيان الختامي لـ"مؤتمر برلين 2" والذي ألقاه ماس، إن "من المهم سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا"، مشيراً إلى أن "ليبيا شهدت الكثير من التطورات الجيدة عقب مؤتمر برلين الأول".

وأضاف ماس:"ناقشنا أهمية إجراء الانتخابات الليبية في موعدها"، متابعاً: "هناك الكثير من الأمور التي يجب القيام بها لدعم العملية السياسية في ليبيا".

وحول تفاصيل عملية الانسحاب، قال: "ستكون هناك عملية أممية للإشراف على انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا"، مضيفاً: "لن نتوقف عن العمل حتى تغادر جميع القوات الأجنبية الأراضي الليبية".

وقال وزير الخارجية الألماني إنه يعتقد أن هناك تفاهماً بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي للقوات من ليبيا للحفاظ على التوازن وإنه لن يحدث بين عشية وضحاها، موضحاً: "لا نرغب في أن يكون سحب المرتزقة من ليبيا أحادياً وعلى الجميع الالتزام بذلك".

انسحاب "المرتزقة" قريباً

بدورها عبّرت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، الأربعاء، عن أملها بعد اجتماع برلين في انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية خلال الأيام المقبلة، داعية المجتمع الدولي إلى دعم تعزيز الاستقرار في ليبيا وصولاً إلى انتخابات وطنية نزيهة في ديسمبر المقبل.

وأعلنت وزيرة الخارجية الليبية أن "المرتزقة" الأجانب المتواجدين في ليبيا قد يغادرون قريباً بعد إحراز "تقدم" في محادثات السلام.

وقالت خلال مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر دولي حول ليبيا "لقد أحرزنا تقدماً في ما يتعلق بالمرتزقة، ونأمل أنه في الأيام المقبلة سينسحب المرتزقة من الجانبين، واعتقد أن هذا سيكون مشجعاً وسيعزز الثقة من الجانبين".

وأضافت: "يجب أن يدرك بعض أعضاء المجتمع الدولي خطورة موقف سلامة واستقرار ليبيا"، متابعة: "نطالب بتنفيذ المسار الدولي المخصص للعملية السياسية في ليبيا، وضرورة تطبيق مبادرة استقرار ليبيا التي تركز على عدالة القانون والإصلاحات الانتقالية".

وأكدت الوزيرة ضرورة "إخراج القوات الأجنبية من البلاد وتوحيد الجيش الليبي"، لافتة إلى أن "الشعب الليبي يعلّق آمالاً كبيرة على مؤتمر برلين 2". وتابعت: "المرحلة المقبلة تتطلب الاتفاق على المهلة الزمنية لانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا"، لافتة إلى إحراز "تقدم ملموس في ملف انسحاب المرتزقة من ليبيا".

جاء ذلك فيما اتفق هايكو ماس مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مشترك، قبيل المؤتمر، على "ضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا، وتوحيد المؤسسة العسكرية هناك".

فيما قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، في افتتاح "مؤتمر برلين 2" بشأن ليبيا، إن الوجود الأجنبي في بلاده "فاقم الأوضاع ودفع بها نحو مراحل سيئة". وأضاف: "هدفنا الرئيسي هو تحقيق انسحاب كامل لجميع المسلحين والقوات الأجنبية من ليبيا".

وتحدث الدبيبة عن الأوضاع الاقتصادية لبلاده، وقال إن حكومته "بدأت تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات للتعافي الاقتصادي"، مضيفاً: "من المهم وجود توزيع عادل للعائدات الاقتصادية على جميع المواطنين". وأكد أيضاً سعي حكومته لاستعادة "الكثير من الأصول المالية التي تم تجميدها".

وبخصوص الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في ديسمبر المقبل، قال الدبيبة: "نعمل على تحضير خطة شاملة لتأمين إجراء الانتخابات"، مضيفاً: "نطلب الدعم الدولي لتجاوز أي عقبات أمنية قد تعيق موعد الانتخابات".

تأكيد أميركي ألماني

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الأميركي، إنه "يجب انسحاب المقاتلين الأجانب كافة من ليبيا، وهذا هو المطلوب أولاً، وبعدها هناك خطوات تدريجية"، مضيفاً: "يجب توحيد قوات الأمن الليبية، وعلى المجتمع الدولي أن يساعد في تحقيق ذلك".

وشدد ماس على "ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل"، مضيفاً أنه "ممتن لبلينكن لتأكيده أن الولايات المتحدة تقوم بدور نشط في هذا الملف".

من جهته قال بلينكن:"نريد أن تكون ليبيا دولة مستقرة، بعيداً عن التدخلات الأجنبية"، مشدداً أيضاً على "ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر".

وأضاف بلينكن:"لدينا الأهداف نفسها بشأن ليبيا، لا بد من تناسق وقف إطلاق النار، ومغادرة القوات الأجنبية كافة "، مشيراً إلى أنهم "عازمون على اغتنام هذه الفرصة من خلال المجتمع الدولي لدعم ليبيا".

الانتخابات في موعدها

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن "الولايات المتحدة تدعم بقوة التقدم الذي أحرزه الشعب الليبي نحو حل سياسي تفاوضي شامل"، مؤكدة "التزامها بزيادة تركيزها الدبلوماسي على دعم التقدم في طرابلس".

وأضافت في بيان صحافي أن واشنطن تدعم بقوة عمل الحكومة الليبية المؤقتة للوحدة الوطنية لضمان إجراء الانتخابات في ديسمبر 2021، موضحة أن هدف الولايات المتحدة هو إقامة ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة بدون تدخل أجنبي، وحكومة منتخبة ديمقراطياً تدعم حقوق الإنسان والتنمية، وقادرة على محاربة الإرهاب داخل حدودها.

وأوضحت الخارجية الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن تتطلع إلى العمل مع المجتمع الدولي والشركاء الليبيين، لضمان دعم قوي مع تنظيم الانتخابات الوطنية في ديسمبر 2021، واستمرار الانتقال السياسي.

وأشار إلى معارضة واشنطن "جميع أعمال التصعيد العسكري والتدخلات العسكرية الأجنبية، بما في ذلك المقاتلون الأجانب والقوات بالوكالة، مما يعمّق الصراع في ليبيا ويطيل أمده".

وأكدت تأييدها بشدة لـ"تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الليبي المبرم في 23 أكتوبر، بما في ذلك انسحاب القوات العسكرية الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وكذلك تعزيز الحل السياسي الليبي".

دعم مصري

بدوره قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الأربعاء، إن "خروج المرتزقة من ليبيا أمر ضروري"، معلناً دعم بلاده لـ"الحوار السياسي الليبي، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة".

وأضاف في تصريحات صحافية، قبل مشاركته في المؤتمر، أن القاهرة تؤكد "أهمية تماسك وقف إطلاق النار في ليبيا"، و"مساعدة الليبيين على السيطرة على بلادهم واستعادة مواردهم"، مؤكداً أن "مخرجات المناقشات في برلين ستحقق كافة الأهداف المشار إليها".

وتجتمع الدول الرئيسية المعنية بالنزاع الليبي في برلين، في إطار مؤتمر جديد يهدف إلى ضمان إجراء انتخابات في ليبيا أواخر العام الحالي، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد.

وتشارك كل الجهات الفاعلة في المنطقة، وللمرة الأولى الحكومة الانتقالية الليبية، في المؤتمر الذي يُعقد على مستوى وزراء الخارجية.

وفي 19 يناير 2020، جمع مؤتمر أول في العاصمة الألمانية برعاية الأمم المتحدة قادة الدول المعنية بالنزاع وتوصلت حينها إلى اتفاق هش لوقف الحرب. وبعد عشر سنوات من سقوط معمر القذافي، سيقيّم المشاركون العملية الانتقالية السياسية في ليبيا.

اقرأ أيضاً: