Open toolbar

الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية السويدية آنذاك آن ليندي، ونظيرها الفنلندي بيكا هافيستو بعد توقيع بروتوكولات الانضمام إلى الحلف في بروكسل. 5 يوليو 2022 - REUTERS

شارك القصة
Resize text
دبي-

يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) انقساماً في الرأي بشأن إمكان تغيير موقف تركيا حيال انضمام السويد وفنلندا للحلف، قبل القمة المقرر عقدها في يوليو المقبل، وسط تقارير تشير إلى مخاوف من أن "يغذي" عدم تصديق أنقرة على انضمام البلدين "الرواية الروسية حول انقسام الغرب".

وقالت شبكة "CNN" الأميركية إن هيلسنكي وستوكهولم والغالبية العظمى من حلفاء "الناتو" يرغبون في انضمام الدولتين بشكل رسمي في القمة المقررة في 11 يوليو، لكنها أشارت إلى وجود "عقبة كبيرة" متمثلة في عدم إعلان تركيا والمجر، مصادقتهما رسمياً.

وأضافت أن أولوية الحلف هي إقناع أنقرة، لافتةً إلى انقسام دبلوماسيين في "الناتو" بشأن إمكان تغيير تركيا موقفها قبل قمة يوليو، إذ يعتبرون أن الانتخابات الرئاسية التركية هذا العام سيكون لها دور مهم، إذ يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد سياسي يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ سنوات.

وأوضحت "CNN" أن المتفائلين بشأن تغيير تركيا موقفها، هم السويد وفنلندا وبعض الدول المجاورة لروسيا أو التي كانت تعيش تحت مظلة الاتحاد السوفيتي في السابق.

ويعتقد المتفائلون أن أنقرة ستنظر في النهاية إلى مصالحها وستتراجع عن اعتراضاتها، إذ ينتظر منها تقديم مطالب أكثر واقعية للسويد وفنلندا بشأن تسليم الأفراد الذين تعتبرهم إرهابيين، ومن واشنطن، مثل رفع العقوبات والسماح لها بشراء طائرات مقاتلة، وفقاً للشبكة.

وقال أحد مسؤولي "الناتو" إنهم "يرون أن أردوغان سينتظر حتى موعد القمة للتنازل بهدف أن يحظى بمديح جميع حلفائه الغربيين".

الرواية الروسية

ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن غالبية المسؤولين الذين تحدثوا إليها كانوا متشائمين بشأن إمكان تغيير موقف تركيا، حيث يعتقدون أنه لا توجد أي فرصة لذلك قبل 11 يوليو، ولذا فقد بدأوا في التفكير، فيما سيحدث بعد تلك القمة.

ورجح دبلوماسي بـ"الناتو" أن "تنفصل فنلندا عن السويد وتذهب للحصول على العضوية"، فيما يرى آخرون في الحلف وجود احتمال حقيقي لحظر طلب كلا البلدين، ما سيدفع إلى التفكير في أفضل الطرق التي يمكن أن يتعامل بها "الناتو" مع هذا السيناريو.

وأشار مسؤولون ودبلوماسيون في الحلف إلى أن "الخطر يكمن في عدم تصديق تركيا على القرار إذ سيغذي رواية الكرملين بأن الغرب والناتو منقسمان".

ونقلت الشبكة عن الخبيرة التركية في معهد الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية، قولها: "الصورة التي صنعها أردوغان عن نفسه باعتباره رجلاً قوياً يحقق نتائج لصالح الشعب التركي، قد تحطمت".

وأضافت تول أن "هناك أسباب عدة تجعل أردوغان لا يريد إثارة غضب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لأن موسكو تعد شريان حياة اقتصادي لتركيا، بعد أن فرضت بعض الدول عقوبات عليها، بسبب أنشطتها في سوريا وتعاونها العسكري مع موسكو وأنشطتها المعادية الأخرى".

وأشارت إلى أنه "بدون الأموال الروسية، لن يتمكن الرئيس التركي من رفع الأجور أو تقديم الدعم المالي للطلاب، وبالنظر لوعوده الأخيرة بإعادة إعمار البلاد بعد الزلزال، ستظل موسكو شريكاً جذاباً بالنسبة لأنقرة".

قرار المجر

وحتى في حال التعامل مع الموقف التركي، لا تزال هناك مشكلة المجر، والتي تعتبر أقل تعقيداً، إذ قالت العضوة المجرية في البرلمان الأوروبي كاتالين تشيه إن "عدم تصديق رئيس الوزراء فيكتور أوربان على طلب السويد وفنلندا بكل بساطة خدمة أخرى لبوتين".

وأضافت تشيه أن أوربان "على مدار أكثر من عقد، استخدم سياسات الرئيس الروسي وتبنى نفس نموذجه في الحكم، ولذا فإن أي انتصار ملموس للناتو على بوتين يعرض نظامه بالكامل للخطر".

وحتى يتم التوصل إلى اتفاق، سيظل مستقبل "الناتو" معلقاً إلى حد ما، حيث اختارت فنلندا والسويد تبني موقف أحد جانبي الصراع في أوكرانيا منذ بدايته، ويبدو من غير المحتمل أنهم سيعودون إلى الحياد في حال انتهت الحرب فجأة، حسبما ذكرت "CNN".

واعتبرت الشبكة الأميركية أن فشل البلدين في الانضمام إلى الحلف "سيمثل مخاطرة للناتو والتحالف الغربي الأوسع، إذ يمكن للكرملين استخدامه لأغراض دعائية، وفي حال حدوث ذلك، فإن رواية الغرب المنقسم ستظل هي الفرصة التي يمكن لخصوم الناتو استغلالها ضده".

وقرر قادة الدول الـ30 الأعضاء في حلف الناتو دعوة السويد وفنلندا إلى الانضمام للحلف خلال قمة عقدت في مدريد في يونيو الماضي.

ووقعت 30 دولة بروتوكولات الانضمام، وصادقت عليها 28 فقط، إذ أن تركيا والمجر لم تصادقا على الاتفاق.

وسيجري البرلمان المجري تصويتاً بهذا الشأن في مارس الجاري، فيما أعلنت أنقرة أنها ستعاود في 9 من الشهر نفسه، إجراء مفاوضات مع هلسنكي وستوكهولم.

اقرأ أيضاً:

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.