زعيم دونيتسك يؤيد عقوبة الإعدام بحق بريطانيين ومغربي

time reading iconدقائق القراءة - 7
صورة مأخوذة من لقطات للمحكمة العليا في دونيتسك تُظهر البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون أثناء المحاكمة، أوكرانيا - 7 يونيو 2022. - via REUTERS
صورة مأخوذة من لقطات للمحكمة العليا في دونيتسك تُظهر البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون أثناء المحاكمة، أوكرانيا - 7 يونيو 2022. - via REUTERS
لندن/ دبي - رويترزأ ف بالشرق

اعتبر زعيم إقليم دونيتسك الأوكراني الانفصالي المدعوم من روسيا، الأحد، أنه لا يوجد سبب للعفو عن مغربي وبريطانيين اثنين حكم عليهم بالإعدام، الأسبوع الماضي، بعد اعتقالهم وهم يحاربون في صفوف أوكرانيا.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن دينيس بوشيلين قوله: "لا أرى أي أسس أو متطلبات تدفعني لاتخاذ قرار بشأن العفو".

وأدانت محكمة في "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، الخميس، إيدن أسلين، وشون بينر، والمغربي إبراهيم سعدون، بتهمة "القيام بأنشطة مرتزقة سعياً للإطاحة بالجمهورية".

ويقول الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يسيطرون على الإقليم إن البريطانيين ارتكبا جرائم خطيرة وأمامهما شهر واحد للطعن على الحكم.

تحركات بريطانية

من جانبها قالت بريطانيا إن أسلين وبينر، جنديان نظاميان، ويتعين إعفائهما من المحاكمة بتهم المشاركة في أعمال عدائية، بموجب معاهدة جنيف.

وقال الوزير البريطاني لشؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية إن حكومة المملكة المتحدة "منخرطة بالكامل مع السلطات الأوكرانية في مساع لمساعدة أسلين وبينر بعد المحاكمة الصورية التي أجريت لهما".

وأضاف أن البريطانيين ملتحقان رسمياً بالقوات الأوكرانية ولهما الحق في الاستفادة من وضعية حماية أسرى الحرب بموجب اتفاقية جنيف.

والجمعة رجّح سفير أوكرانيا لدى لندن فاديم بريستايكو، حدوث تبادل بين البريطانيين ونواب أوكرانيين موالين لروسيا.

ورداً على سؤال لـ"بي بي سي" بشأن كيفية الإفراج عنهما، أوضح بريستايكو: "ستكون عملية تبادل"، مضيفاً "السؤال هو ماذا سيكون الثمن؟".

ولم تدل الحكومة المغربية بأي تعليق على القضية.

مطالب أسرية

وقالت أسرة أسلين البالغ 28 عاماً، إنه وبينر البالغ 48 عاماً ومتزوج من أوكرانية "لم ولن يكونا مطلقاً من المرتزقة".

وأعلنت الأسرة، في بيان السبت، أنهما "كانا يقيمان في أوكرانيا عندما اندلعت الحرب ويتعين أن يعاملا باحترام مثل أي جندي أوكراني وأي أسير حرب آخر".

وأضافت أنها "محطمة" بسبب الحكم الصادر بحقه، وأعربت عن تضامنها مع "كل العائلات المشمولة بهذا الوضع المروع".

وتابعت في البيان: "نأمل بصدق أن يتعاون كل الأطراف بشكل عادل لضمان الإفراج الآمن عنه أو تبادله".

تدخل من أجل سعدون

من جهتها، قالت زينا كوتنكو صديقة سعدون في تصريح لشبكة "سكاي نيوز" من منزلها في شمال إنجلترا حيث استقرت بعد هروبها من الغزو الروسي، إن المملكة المتحدة يجب أن تتدخل لصالح سعدون.

وأوضحت كوتنكو أنها التقت سعدون البالغ 21 عاماً للمرة الأولى في ملهى ليلي في كييف، ووصفته بأنه "لطيف ومنفتح ومرح"، مشيرة إلى أنه التحق رسمياً بالجيش الأوكراني بعد محاولات عدة، إذ اعتُبر وزنه سابقاً دون المعدل.

ووجّهت كوتنكو نداء إلى حكومة المملكة المتحدة قائلة: "رجاء اكترثوا للناس الذين يكترثون للديمقراطية". 

وفي تصريح لوكالة "بي.ايه" الإخبارية البريطانية قال ديميترو خرابستوف (20 عاماً) صديق سعدون، إن الشاب المغربي "لامع ومفعم بالحماسة، يحلم بالتكنولوجيا المستقبلية وبإحداث تغيير".

وأوضح أنه التقاه في حفلة في كييف قبل الحرب، وهو يخوض حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الإفراج عنه.

والتحق سعدون بالجيش الأوكراني، العام الماضي، وقال لأصدقائه إنه يريد أن "يموت بطلاً"، وفق خرابستوف.

وكان سعدون طالباً في أوكرانيا عند بدء الهجوم الروسي، بحسب والده الذي قال للموقع الإخباري المغربي "مدار 21" إن نجله "ليس مرتزقاً وأنه تجنّد للقتال بشكل شرعي".

احتمالات التنفيذ أو الإلغاء 

إلى ذلك، وصفت صحيفة "فزغلياد" الروسية، حكم الإعدام بأنه "أصبح صدمة لكل من المحللين والرأي العام الأجنبي"، إذ "لم يعتد الجمهور الأوروبي سماع أخبار عن قرب قتل مواطنيهم رمياً بالرصاص".

واعتبرت الصحيفة أن أصحاب القرار في بريطانيا "لم يتبنوا بعد استراتيجية التعامل مع الوضع، إذ يكتفي المسؤولون في لندن بتصريحات سطحية بشأن عدم شرعية الحكم أو وصفه بأنه مسرحية قضائية".

وطرحت الصحيفة فرص واحتمالات إلغاء الحكم أو تنفيذه، بقولها إنه "لا يستبعد أحد إمكانية إقدام سلطات دونيتسك في نهاية الأمر على تنفيذ الحكم، خاصة أن الشارع في دونباس يرغب في الانتقام جراء تدمير مدن الإقليم وإهانة السكان في الأراضي التي كانت تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وانتشار مقاطع فيديو تظهر تعذيب وقتل المقاتلين من الجمهوريتين الانفصاليتين على يد جنود أوكرانيين من كتائب المتطوّعين".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الرأي العام البريطاني يرسم علامات سياسة بوريس جونسون في أوكرانيا بشكل كبير، الأمر الذي تدركه السلطات في كييف"، لافتة إلى أنه "من غير المحتمل أن يغامر الرئيس الأوكراني بخسارة أقوى حليف له في أوروبا الغربية وأكثرها دعماً من حيث كميات الأسلحة المصدّرة إلى كييف"، وذلك في إشارة إلى بريطانيا، لذلك "سيضطر للاهتمام بمصير الأسيريْن البريطانييْن لتقديم نفسه كسياسي يتابع مخاوف الشركاء في لندن".

استغلال روسي

ورأت الصحيفة أن روسيا تستطيع إبعاد المسؤولية عن نفسها بالحديث عن أن الحكم صدر من سلطات دولة ذات سيادة هي دونيتسك.

لكن أيضاً قد تستغل روسيا الاعتماد الأوكراني على الرأي العام البريطاني في صناعة فرصة لتبادل المحكومين مع عسكريين روس وقعوا في الأسر وبعضهم حكم عليه بالسجن المؤبد في أوكرانيا، بحسب الصحيفة.

كما يمكن استخدام القضية للمساومة مع الغرب في موضوعات غير حربية، لافتة إلى أن روسيا تلمح إلى إمكانية شطب حكم الإعدام في حال تخفيف العقوبات أو حظر توريد بعض أصناف الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وفق الصحيفة.

ودونيتسك ولوغانسك إقليمان انفصاليان في منطقة دونباس الأوكرانية، والتي تقاتل روسيا لانتزاع السيطرة عليها بالكامل من أوكرانيا.

وقبل 3 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهما دولتين مستقلتين في خطوة أدانتها أوكرانيا والغرب باعتبارها غير مشروعة.

ويُعتقد أن المحكومين الثلاثة استسلموا في أبريل بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبل المحاصرة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات