
تسعى الولايات المتحدة لإقناع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، وسط مخاوف من زيادة روسيا الضربات الجوية بالنظر إلى التقدم البطيء لأجزاء من حملتها البرية.
وأفادت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأحد، بأن الولايات المتحدة تحاول عقد صفقة مع بولندا، تقضي بتزويد أوكرانيا بطائرات حربية روسية الصنع، مقابل حصول بولندا على مقاتلات "إف-16" الأميركية، وذلك مع تزايد ضغوط كييف على الغرب لتعزيز قدرات سلاحها الجوي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو، إن واشنطن "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق لتزويد أوكرانيا بمقاتلات جوية بولندية، لافتاً إلى أن بلاده "تنظر جدياً في مدى قدرة مولدوفا على الدعم، في حال قررت بولندا توريد طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا".
مباحثات في الناتو
وأشار البيت الأبيض إلى أنه كان يتفاوض مع بولندا، ويتشاور مع حلفاء آخرين لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنه لفت إلى "عدد من المشكلات العملية الصعبة، تشمل الطريقة التي يمكن بها نقل الطائرات فعلياً من بولندا إلى أوكرانيا".
وأوضح متحدث باسم البيت الأبيض: "نعمل أيضاً على القدرات التي يمكننا توفيرها لمساعدة بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا"، في حين قال مسؤول بولندي إن "بولندا ليست في حالة حرب مع روسيا، لكنها ليست دولة محايدة". وتابع المسؤول البولندي: "ندعم أوكرانيا كضحية للعدوان. ومع ذلك، نعتقد أن جميع المسائل العسكرية يجب أن تكون بقرار من الناتو بصفة عامة".
ضغوط أوكرانية
وجاءت المساعي الأميركية بعد يوم من ضغوط مكثفة مارسها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووزير خارجيته ديمتري كوليبا، اللذين قالا إنه "إذا لم يفرض الناتو منطقة حظر طيران فوق البلاد، فعليه تزويد قواتنا الجوية بطائرات مقاتلة".
وذكرت "فايننشال تايمز"، السبت، أن زيلينسكي قدم التماساً للولايات المتحدة، لمنح بولندا وحلفاء آخرين من أوروبا الشرقية طائرات مقاتلة من طراز "إف-16"، لتمكين تلك الدول من إرسال طائرات حربية روسية الصنع إلى أوكرانيا.
ويرفض حلف شمال الأطلسي فرض حظر طيران جوي فوق أوكرانيا، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج لشبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية، إنه "ليست لدينا نية للانتقال إلى أوكرانيا لا على الأرض أو في المجال الجوي".
وتابع: "تقع على عاتقنا مسؤولية التأكد من عدم خروج هذا الأمر عن نطاق السيطرة، ليتصاعد بشكل أكبر إلى قلق من حرب شاملة في أوروبا يشارك فيها حلفاء في الناتو".
كما استبعد وزير الدفاع البريطاني بن والاس الفكرة، قائلاً إن "الناتو سيضطر بهذا إلى إعلان الحرب على روسيا بشكل فعال".
الأسلحة الأوروبية
وواجه التقدم الروسي في أوكرانيا كمائن وضربات جوية عدة عطّلت تقدمه، واستخدمت خلالها القوات الأوكرانية مجموعة من الأسلحة الأجنبية التي حصلت عليها من دول غربية.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية في تقرير، الثلاثاء، أن الأسلحة البريطانية المضادة للدبابات، وكذلك المسيرات التركية، وصور الأقمار الصناعية، ساعدت أوكرانيا في تحقيق انتصارات غير متوقعة في ميدان المعركة ضد الجيش الروسي.
ووفق التقرير، استفادت أوكرانيا من نحو 2000 سلاح بريطاني-سويدي خفيف مضاد للدبابات أرسلتها إليها بريطانيا، والتي قالت إنها سترسل المزيد من الأسلحة.
كما أرسلت الولايات المتحدة 300 صاروخ مضاد للدبابات من طراز "جافلين" في الأيام القليلة الماضية، كجزء من حزمة قيمتها 350 مليون دولار مصممة لدعم الدفاعات الأوكرانية، إضافة إلى 180 صاروخاً أرسلتهم العام الماضي.
وتبلغ تكلفة الصاروخ الواحد حوالي 80 ألف دولار، وصواريخ جافلين مشهورة لدرجة أنه يطلق عليها اسم "القديس جافلين". وأثبتت الذخيرة المضادة للدبابات قدرتها على ردع تقدم ألوية الدبابات والمركبات المدرعة، بحسب الجيش الأوكراني.